تأسست قبل عامين في حيفا "المؤسسة العربية للدراسات والأبحاث للمهارات الحياتية" بمبادرة أمجد موسى أخصائي نفسي ومختص بعلم المخدرات ومن الدكتور يوفال شمشومى المدير الأداري للمؤسسة حيث تقاعد قبل عامين بعد خبرة 33 عاما في السجون مع مدمنين على المخدرات. وكان لنا هذا اللقاء مع الدكتور شمشوم ليشرح أسباب انشاء فكرة إقامة المؤسسة المذكورة وقال" بعد روجي الى التقاعد من عملي بدأت أراجع نفسي كيف عليّ أن أساعد المجتمع العربي في إختصاصي وخاصة على ضوء الأحصائيات ألتي تقولا أنه بعد خمس سنوات من علاج مدمني المخدرات فقط 5،1 بالمئة يبقى نظيفا من المخدرات. ففكرت لماذا لا يمكن توعية الناس والوقاية خير من العلاج.حيث نبدأ مع الولد منذ صغره أي استباق الأحداث واستعمال أسلوب الوقاية من جيل صغير. حيث يمكن أن تعلّم الأهل كيف يمكن أن نبني للأولاد شخصيتهم حتى إذا قام أحدهم بدعوته الى سيجارة أو مخدرات يعرف أن يقول لا ومن هنا نشأت فكرة المهارات الحياتية.
فالحياة مليئة بالمشاكل يمكن مواجهتها والهروب منها إما عن طريق استعمال المخدرات أو شرب الكحول وغيرها.فنحن رأينا أن الوسط العربي في أمسّ الحاجة لهذه الأشياء فأنا وأمجد نقدّم المحاضرات قي النوادي والمدارس والمؤسسات دينية والأجتماعية والتربوية في حيفا الناصرة والجليل والمثلث. ونلمس تعطش الناس لهذه المحاضرات. لهذا أصدرنا حقيبة ارشاد وتوعية بالّلغة العربية يمكن أن يستعملها المرشد في الصف ويمكن استعمالها في المدارس. تشمل أقراص سي دي تحتوي على توعية وشرح من قبل خبراء ومختصين عن أضرار:التدخين من سجائر ونرجيلة،الكحول،مشروبات الطاقة،والمخدرات.
كما أن الحقيبة تحتوي على فعاليات يمكن للمرشد أو المعلم تفعيل الصف خلال العام الدراسي.ويمكن للأهل أن يتوجهوا الينا في كل وقت وفي كل مكان ونقوم بالعمل مع الأهالي والمعلمين في المدارس. والمهم أن تتبنى البرنامج مدارسنا العربية على الأقل ساعة في الأسبوع.
حدّثنا ما هي المادة المخدرة؟
د.شمشوم:كل مادة تغيّر المزاج حتى القهوة والشاي فهي تحتوي على مادة الكفائين وهي مادة منشّطة. وهناك ثلاث أنواع رئيسية وهي:
المنشّطة والمهدئة والمهلوسة،فالغراس والحشيش المنتشر بين الشباب والذي يدخنه نحو% 14 حسب الأحصائيات والدراسات من طلاب المدارس هي مواد مهلوسة.
حبوب الأكستازي والحبوب المهدئة يستعملها الطلاب وهناك حبوب منشطة يستعملها الطلاب حتى يدرسوا ساعات طويلة وهذه الحبوب غير صحية وهي بوابة للأدمان وتتحول الى عادة.
والموضوع الثاني النارجيلة% 90 من طلاب المدارس العربية يدخنون النارجيلة باعتقادهم أنها غير مضرة. والطامة الكبرى موافقة الأهل واعطاء شرعية لتخين النارجيلة مع العلم أن ضرر النارجيلة أربع أضعاف من ضرر السيجارة. فللأسف كثيرون لا يعرفون الأضرار،فمنهم يقول أنا لا أدخل دخان النرجيلة الى الرئتين! فكفى أن الغشاء في الفم يمتص هذا النيكوتين وحيث تسبب أمرضا خطيرة للفم.
فأنا أنصح الأهل بألا يرضوا عن استعمال النارجيلة فالمعسّل مستخرج من قصب السكر. فهو كعسل لذيذ ولكن عند احتراقه يتحول الى مادة الأرسن وهي مادة مسمة. كما أن هناك 60 مادة مضرة منها النفتالين وتساينايد وتسبب أمراض سرطانية سرطان أو نوبات قلبية ونوبات دماغية.
كما أن هناك نساء وفتيات وحوامل يستعملن النارجيلة ولا يعرفون أضرارها خاصة ولادة أطفال مشوهين. لأن الدخان يصل الجنين كما أن الرجال مدخنو النارجيلة حيث تؤدي الى قتل الحيوانات المنوية وحسب الأبحاث نسبة الحيوانات المنوي عند مدخني النارجيلة من الرجال هي أقل بكثير من الرجال غير المدخنين.
المشروبات الروحية هي خطيرة جدا خاصة للصغار وللشبيبة إذ يتحول شرب الكحول الى إدمان. فالفتى المنزوي على نفسه مثلا حين يتناول الكحول ويشرب مثلا قنينة أو أكثر من البيرة تتغير شخصيته لأن مادة الكحول تتخطى الحدود.فالأولاد يدمنون على الكحول ويعتقدون أنهم أقوياء ولا يفكرون بالأضرار منها الضرر بالكبد أوبالكلى وغيرها فيتحول شرب الكحول الى ادمان. وخاصة إذا شعر الفتى أن هناك شرعية في ذلك.
فالكحول تخدّر الجهاز العصبي المركزي خاصة خلال السياقة ولا يمكن التسامح مع السائق شارب الكحول.فمثلا الكبد بحاجة الى 45 دقيقة لتنظيف وجبة كحول في الجسم(زجاجة بيرة مثلا).فمن يشرب قنينتين يعتبر ثملا ممنوع أن يجلس خلف المقود فهو بحاجة الى 90 دقيقة على الأقل.فأفضل شيء للثمل أن ينام والأ يسوق بتاتا.
بالنسبة لمشروبات الطاقة لا توجد أي رقابة فهناك في كل عبوة 120 ملغم كفائين.وهنا مصدر الطاقة لأن الكفائين منشط أما الكحول فهو مهبّط.ولهذا لا توجد مادة منشطة انما الكفائين هو الذي يشكل خطورة و يوصل الأنسان الى الأدمان.
الدخان:حوالي 11% من الأولاد في الوسط العربي في البلاد يدخنون
شرب الكحول 12%. فالأرقام مخيفة ومهمة فمثلا 48% من المدمنين على المخدرات هم من العرب.كما أن الأحصائيات تقول مقابل كل يهودي يستعمل الهيروين والكوك خمسة من العرب.
السؤال ماذا تفعل السلطات المحلية والبلديات في المدارس؟
والجواب هو لا شيء فعلى سبيل المثال بلدية تصرف 20 شيكل في العام على الولد.كما أن المدارس لا تقوم بحملات توعية لمنع التدخين مع أن 95% من المدخنين يبدأون التدخين وهم في المدرسة.وأتساءل لماذا لا تقوم بلدية حيفا مثلا ورئيسها لمنع انتشار ظاهرة التدخين واستعمال المخدرات في المدارس أين البرامج؟
نحن تجمعنا نحو 15 شخصا مهنيين على أثر نشر المعطيات عن الوسط العربي بهدف التعاون مع البلدية ولكن لا حياة لمن تنادي.
الوسط العربي في أمس الحاجة للبرامج فأين يذهب الطالب العربي بعد الدراسة؟ فالجواب هو في الشوارع بدل أن يكونوا في النوادي ضمن برامج بعد ساعات الدوام.كما أنه في ساعات الدوام يجب أن تكون برامج توعية للطلاب.فما قمت به في العامين الماضيين من محاضرات وندوات أكثر من البلدية ومن سلطة مكافحة المخدرات.الوضع كارثي وسببه الأهل والمدارس والبلدية جميعهم يتحملون مسؤولية الأولاد.
فهناك دورات كاملة كيفية مراقبة الأولاد وتصرفاتهم في استعمال الكحول والمخدرات.كما أنه كيف يمكن للأولاد أن يتعاطوا الكحول في الشوارع مع العلم أن البلدية يمكنها أن تصدر قوانين مساعدة لمنع الشرب في الشوارع.