الأخوين فومو وفوبو
تركت صلاح وشأنه، وإذ بتريز تناديني، تقول: تعال هنا.
وتابعت تريز قائلة: “يؤدي الخوف من فوات الفرص إلى دفع الأشخاص نحو حالة من القلق المستمر والسعي الدائم وراء كل ما هو جديد، دون أو تفكير عميق فيما إذا كانت هذه الفرص تتناسب مع أهدافهم الحقيقية أو مع احتياجاتهم.”
وأضافت: “تزداد الحالة تعقيدًا مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يرى غيره يشارك لحظات النجاح والفرص التي استغلوها، مما يغذي الشعور بالفومو لدى البعض، فيشعرون بالحاجة الملحة للمواكبة وعدم البقاء في الخلف.”
وأوضحت: “يمكن التغلب على هذه الظاهرة، أو على الأقل، التقليل من آثارها السلبية باتباع بعض الاستراتيجيات،مثل وضع أهداف واقعية ومحددة للنفس على جميع الأصعدة الشخصية، العائلية، المهنية، وبالتأكيد الاقتصادية، والاكتفاء بما نملكه بالفعل، وعدم هدر الوقت الذي نقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع الأخبار الاقتصادية، وتعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات.”
انتبهت إلى حديث تريز وأدركت أن الأمر يستحق التأمل. ربما يحتاج صلاح إلى فهم أعمق لظاهرة ألفومو وكيفية التعامل معها. ليس فقط من أجل صحته النفسية بللضمان اتخاذ قرارات استثمارية أكثر حكمة. وبهذا، قد تكون ظاهرة الفومو، رغم قسوتها، فرصة للنمو والتعلم كيفية تحقيق التوازن بين الطموح والرضا.
وقد يؤدي الخوف من فوات الفرص إلى الأرق الفكري والنفسي وإلى خسائر مادية. أما عن أخي فومو، وهو فوبو، سوف نحدثكم عنه في الأسبوع القادم. وأدعكمبسؤال: هل بإمكاننا أن نطلق على ظاهرة الفومو اسمًا عربيًا مختصرًا “أمفا”، أي الخوف من فوات الفرص؟ يسرني سماع تعقيباتكم.