باحثو رامبام: تمّ العثور على علاقة بين الغرق بمياه البحر والفشل الكلوي

مراسل حيفا نت | 15/10/2018

باحثو رامبام: تمّ العثور على علاقة بين الغرق بمياه البحر والفشل الكلوي
بحث أولي، الأكبر من نوعه على الإطلاق، وجد أن الناجين من الغرق في مياه البحر معرضون للإصابة بالفشل الكلوي الحاد. إحدى الفرضيات لتفسير هذه الظاهرة هي آلية الإجهاد التي يستخدمها الشخص المشرف على الغرق، الذي يحارب من أجل حياته، وتؤدي إلى انخفاض ضغط الأكسجين في الدم.

في نهاية موسم الاستجمام في إسرائيل هذا الأسبوع ( يوم الاثنين، 08.10.2018)- وهو أحد أكثر المواسم المميتة، بحث جديد في رامبام يكشف لأول مرة العلاقة بين الغرق في مياه البحر والمضاعفات المنعكسة بالفشل الكلوي الحاد. يدور الحديث حول بحث واسع، الأكبر من نوعه على الإطلاق، والذي شمل 95 مريضا تمّ نقلهم إلى المستشفى خلال السنوات 2000-2017 بعد الغرق في البحر الأبيض المتوسط. وقد نُشر هذا البحث مؤخرا في المجلة العلمية Kidney International Reports.
צוות המחקר
“في صيف 2016 قمنا بعلاج مريض شاب، ابن واحد وثلاثين عاما، الذي تمّ إنقاذه من الغرق في البحر الأبيض المتوسط ولاحظنا أنه يعاني من قصور كلوي حاد”، كما يوضح البروفيسور مغير خمايسي، مدير قسم الأمراض الباطنية (د) في رامبام، ومن يترأس فريق البحث، ” كان هذا الاكتشاف غريبا، حيث أنه وبصرف النظر عن الغرق، الذي لا يعتبر بحدّ ذاته مولدا كلاسيكيا للإصابة الكلوية، لم يكن هناك أي عامل آخر يمكن أن تُعزى الإصابة إليه. قادنا هذا التعقيد إلى البحث عن معلومات سابقة في السجلات الطبية، سواءً عن المرضى أو المعلومات المخبرية حول العلاقة بين الغرق والفشل الكلوي. في الوقت نفسه قمنا بالبحث عن كل أولئك الذين نجوا من الغرق وتمّ إدخالهم إلى المستشفى في قاعدة بيانات سجلنا الطبي من أجل تمييز هذه الظاهرة، ومحاولة تحديد المرضى المعرضين له، واقتراح أساليبا للوقاية”.

في حين أن في جميع السجلات الطبية في العقود القليلة الماضية تمّ الإبلاغ عن أقل من ثلاثين مريضا فقط الذين عانوا من ضعف كلوي بعد أحداث الغرق، تمكن فريق الأطباء- الباحثين في رامبام من تحديد 95 مريضا الذين نجوا من الغرق في قاعدة بيانات المستشفى- 42 منهم عانوا من الفشل الكلوي الحاد.

“حاولنا تعقّب عوامل الخطر والاختلافات بين المرضى الذي عانوا من القصور الكلوي وأولئك الذين أظهروا استقرارا في وظيفة الكلى”، كما فصّل الدكتور يوري جورليك، وهو أيضا من أطباء الباطنية (د) في رامبام، الذي ينتمي إلى فريق البحث، ” وجدنا أن المرضى كانوا متشابهين في أعمارهم وخلفياتهم المرضية، ولكن أولئك الذين يعانون من الفشل الكلوي كانوا من احتاجوا للإنعاش أو للتنفس الاصطناعي. بالإضافة وجدنا أن المرضى الذين مالوا للإصابة بالفشل الكلوي كانوا قد وصلوا للمشفى مع مستويات أعلى من الصوديوم في الدم، الأمر الذي شكل مؤشرا لتطور الفشل الكلوي. كما وأن المرضى الذين طوروا الفشل الكلوي كان لديهم مستويات أعلى من السكر في الدم. مع الزيادة في مستويات الصوديوم كان من الممكن حساب الحجم المقدر لمياه البحر التي تم ابتلاعها أثناء الغرق”.

الفريق البحثي يشمل كذلك: الدكتور سعيد دراوشة- الباطنية (د)، الدكتورة هبه ياسين من معهد الغدد الصماء، السكري والأيض، كذلك باحثين في فيسيولوجيا الكلى. بعد فحص النتائج قدم الفريق عدة تفسيرات واستنتاجات ممكنة، إحدى الفرضيات التي اقترحها الباحثون هي أن النتائج تشير إلى أن القصور الكلوي يرجع إلى أن انخفاض ضغط الأكسجين في وقت الغرق، والإجهاد الكبير الذي تولد لدى الشخص الذي يغرق في زمن الحدث، تسببا في أضرار نقص الأكسجين والتي أدت بالتالي إلى القصور الكلوي. ” هذه الفرضية تقودنا إلى فكرة إمكانية تقديم علاج يتسبب في توسع الأوعية الدموية”، يقول البروفيسور خمايسي، ويضيف: ” هذا العلاج يسمح بتدفق أفضل في هذه الأوعية الدموية، وبالتالي منع الضرر الكلوي مسبقا لدى هؤلاء المرضى، الذين يمكن التعرف إليهم عند وصولهم للمشفى، عن طريق مستويات الصوديوم المرتفعة في أجسادهم”.

كما ذكرنا، يدور الحديث حول بحث أولي، الأكبر من نوعه حتى الآن. حاليا، يعمل فريق البحث على أبحاث إضافية، بهدف إجراء فحص إضافي للنتائج في المختبرات، وكذلك بهدف إجراء محاولات للتدخل والوقاية لمنع وجود مرضى مستقبليين.

في الصورة: بروفيسور مغير خمايسي ( على اليسار)، وأعضاء فريق البحث.
تصوير: فيوطر فليطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *