المربّي يوسف غوشة: الاحتياط واجب للجميع في فصل الصيف، وخصوصًا المخيّمات الصيفيّة

مراسل حيفا نت | 19/07/2018

المربّي يوسف غوشة:
الاحتياط واجب للجميع في فصل الصيف، وخصوصًا المخيّمات الصيفيّة
لقاء مع نايف خوري
تقرير 3
يشتدّ الحرّ، يومًا بعد يوم، ويزداد القيظ ثقلًا على الأجساد الغضّة التي تقبع تحت الشمس الحارقة في فصل الصيف. وخصوصًا أطفالنا الذين يشاركون في المخيّمات الصيفية، سواء أكانت مخيّمات التراويح أم المهامّ الكشفية وسواها. فنرى الطفل كالعصفور الغرّيد يزقزق بين أترابه، وينتقل من فنن هذا النشاط إلى فنن نشاط آخر، ويواجه أشعّة الشمس بصمود وثبات، معتقدًا أنّها تلاطفه ولن تؤذيه، أو أنّه لا يدرك مخاطرها. وكذا الشباب والرجال الذين يمارسون أعمالهم ويزاولون نشاطهم اليوميّ في حقول البناء والنظافة والزراعة وغيرها.
وفي “حيفا” تعرّضنا لظاهرة التسفّع وما ينجم عنها في عديد من المقالات واللقاءات والتقارير، مع أطبّاء مختصّين بالأمراض الجلدية، حذّروا المواطن من مغبّة المكوث المتواصل تحت أشعّة الشمس الحارقة، خصوصًا في فصل الصيف.
وتكثر هذه الأيّام المخيّمات الصيفية التي تضمّ أولادنا لهدف الترويح عنهم، وقضاء عطلة صيفية جميلة، فيعهد أمرهم إلى مرشدين ومرشدات يفترض أن يتّخذوا أقصى وسائط الحِيطة والحذر لسلامة الطلاب المشاركين، سواء أكان في المخيّمات البرّية والحرجية، أم في المخيّمات المائية كبرك السباحة.
التقينا بهذا الصدد الأستاذ يوسف غوشة، المربّي في مدرسة الكرمة الابتدائية، وتحدّثنا عن الوقاية التي يتّبعها في المخيّمات التي يشرف على تنظيمها.
أنت كمدرّب رياضيّ، هل تمارسون نشاطاتكم طيلة السنة، أم في العطلة الصيفية، فقط؟
أنا خرّيج معهد ﭬـينـﭽـيت للتربية البدنية، ومدرّس لموضوع الرياضة في مدرسة الكرمة الابتدائية، من الصفّ الأوّل حتّى الثامن. عدا النشاطات الأخرى لساعات بعد الظهر. أمّا في الصيف فننظّم المخيّمات الصيفية للطلاب، ونختصّ بالدورات والمخيّمات المائية، كالسباحة والألعاب المائية الأخرى.
ما هي النشاطات التي تمارسونها في المخيّم المائيّ؟
ننظّم مثل هذا المخيّم منذ سنتين، على مدى ثلاثة أسابيع، للأطفال من سنّ الخامسة حتّى العاشرة. ويتضمّن فعّاليّات رياضية على شاطئ البحر، كتدريب كرة القدم، الكرة الطائرة، ألعاب كرة المضرب [التنس]، ودورة للسباحة، ونجعلها على ثلاثة مستويات: تحضيرية للأطفال المبتدئين، والمتوسطين، والمتقدّمين. ويتمّ تدريبهم على أربع طرق سباحة: التجديف، الصدر، الظهر والفراشة، وكذلك القفز للغطس.
هل تمضون الوقت كلّه في السباحة؟
طبعًا لا، إذ نجتمع في الصباح عند شاطئ البحر، في ملعب كرة القدم، المجاور للشاطئ، ويمارس الطلّاب بعض التمارين في كرة القدم، كالتحكّم بالكرة، والسيطرة عليها، وتوقيفها، ركل الكرة وأنواع هذه الركلات، والتسديد إلى المرمى. ونؤلّف فريقين أو ثلاثة لمباراة قصيرة في كرة القدم. وعند الساعة التاسعة ندخل إلى بركة السباحة ونمضي معظم الوقت فيها.
ما هي النشاطات في هذه البركة؟
تقرير 1
قبل السباحة يتناول الطلّاب وجبة الفطور، ويشربون الماء، ويضعون الدهون والكريمات الواقية على أجسامهم، ثمّ يدخلون إلى البركة. نحن نفحص الطلّاب منذ اليوم الأوّل لاكتشاف مهاراتهم في السباحة، ومنهم من لا يجيد السباحة، ومنهم من يعرف شيئًا من أصولها ومنهم من يستطيع العوم والتحرّك في الماء. وهكذا نتعرّف قدراتهم ونتصرّف بموجب ذلك. وتكون السباحة كحصّة تدريب لثلاثة أرباع الساعة، فيتعلّمون مهارات السباحة وطرق ممارستها.
وبعد السباحة العملية؟
هناك ألعاب مائية أخرى، كالألعاب المنفوخة، ثمّ فترة كرة طاولة، وفترة كرة قدم بالطاولة. ونبقى حتّى نهاية الدوام. ويكون تركيز النشاط على السباحة، ويصبح الطفل في سنّ خمس أو ستّ سنوات قادرًا على السلوك الصحيح في المياه الضحلة حتّى العميقة. ويتمّ ذلك باستخدام وسائل العوم، كالأحزمة المنفوخة أو الأكمام الخاصّة بالتدريب على السباحة.
ما هي أهمّ الاحتياطات التي تتّبعونها ضدّ الغرق؟
نحن نجد في كلّ عام أولئك الذين يتعرّضون للغرق وخطر الموت، لأنّهم لم يتّبعوا أصول السباحة أو غامروا بحياتهم عن طريق السباحة في الأماكن الخطرة أو بدون منقذ. ولذا ينصبّ جهدنا على تدريب الطفل على طرق وأساليب السباحة الصحيحة في المياه العميقة، أيضًا. ولم نواجه في دورتنا هذه حالات الغرق، لأنّنا نستخدم البرك أكثر من مياه البحر المفتوح. ونجعلهم يستخدمون وسائط النجاة التي ذكرناها كما يجب. علمًا أنّ الطفل لا يجيد العوم، فندرّبه على العوم والتنفّس.
لو واجهتكم أيّ مشكلة غرق، فكيف تتصرفون في هذه الحالة؟
بما أنّني منقذ سباحة، عدا عن التأهيل الذي حصلت عليه لتعليم السباحة، وتقديم الإسعاف الأوّليّ، فأنا أكون على الدوام، وإلى جانبي مرشد آخر، بين الأطفال في البركة، نراقب هذا وننتبه لذاك، ونرشد هذه ونساعد تلك. وبالإجمال فإنّ تعداد كلّ فرقة يبلغ 12 طفلًا فقط، ما يسهّل العناية بهم كما يليق بهم.
ما هي المخاطر التي قد يتعرّض لها الطفل في البركة؟
نلاحظ عند دخولنا إلى مِنطقة البركة أنّ الأطفال يتسابقون بالقفز إلى المياه، وهذا قد يشكّل خطرًا على حياتهم، فنحرص على أن ندرّبهم على الدخول السليم إلى الماء، وعدم الدخول إلى المياه العميقة مباشرة، وضرورة شرب الماء النقي خشية الجفاف، ووضع قبعة على الرأس على الدوام.
تقرير 5
ماذا تقول للكبار البالغين، والذين يسبحون في البحر في موسم السباحة؟
أوّلًا، وصيّتي للأهل الذين يصطحبون أولادهم للسباحة في البحر، أنّ الأمر مختلف تمامًا عن السباحة في البركة. يجب أن يكون الأولاد تحت المراقبة الدائمة، وألّا تحيد أنظار الأهل عن أيّ ولد ولو للحظة. بالتأكيد، يجب وضع الكْريمات المخفّفة لحرارة الشمس، والوجود أكثر في مكان مظلّل، والسباحة مع الأهل وليس على انفراد. والأهمّ من كلّ هذا الاستماع إلى تعليمات الإنقاذ من المنقذ المختصّ على الشاطئ، وعدم السباحة في شواطئ لا يعمل فيها منقذ.
قد يكون التعرّض للشمس بصورة مبالغة من أشدّ المخاطر في الصيف.
نعلم كلّنا ما يقوله أطبّاء الجلد، عن أنّ الشمس تفيد في بعض ساعات النهار، أثناء الشروق والغروب. ولكن خلال بقيّة النهار فإنّها قد تتسبّب بالحروق والأورام الجلدية، فيصبح العلاج أشدّ صعوبة من فائدتها. ولأنّ السباحة متعة وفائدة يجب ألّا نضيّعهما بسوء التصرّف. ومن ناحية أخرى نعلم أنّ بعض المدارس تقدّم دروس السباحة لطلّاب الصفوف الرابع أو الخامس خلال السنة الدراسية كدروس عاديّة. وهذا من شأنه أن يقلّل من نسبة التعرّض للغرق في المجتمع العربيّ.
هل هناك نسبة عالية من التعرّض للغرق؟
كثيرًا ما نسمع في كلّ عام عن حوادث الغرق التي تُزهق فيها الأرواح البريئة. وخصوصًا في شواطئ البحر أو شواطئ بحيرة طبرية. والجمهور بحاجة إلى توعية دائمة لمخاطر الغرق في طبرية، لأنّ البحيرة مليئة بالتيّارات والحوّامات التي تجرف المياه والسابحين إلى الداخل وإلى العمق. وهذا يتطلّب مهارة ولياقة في السباحة أكثر بكثير من السباحة في البرك العاديّة أو في البحر الواسع.
ما هي الخطوات المتّبعة إذا واجهتم حالة غرق، لا سمح الله؟
هناك خطوات إنقاذ يجب اتّباعها، وتتعلّق بحالة الغريق. فإذا كان الغريق في حالة وقوف في المياه العميقة، نعلم أنّه لا يسبح، ويبدأ بالنزول تحت الماء. فربّما شعر بالتعب بدون أن ينتبه لذلك، أو أنّ عضلة في رجله تشنّجت ولم يعد باستطاعته تحريكها. وهنا يجب سحبه إلى المياه الضحلة، ويتمّ ذلك بوضع اليد تحت إبطه وإخراجه من الماء. ثمّ تقديم الإسعاف الأوّليّ له، في الوقت الذي يتمّ استدعاء سيارة الإسعاف والمسعفين. ونقوم بعملية التنفّس والتدليك في مِنطقة القلب. وإذا كان قد شرب كمّيّة كبيرة من الماء فإنّه سيتقيّأها، ونجعله يستلقي على جانبه حتى تخرج المياه من جوفه.
وماذا عن سائر المخيّمات، مثل تلك التي تقام في الأحراش؟
تلك المخيّمات يجب أن تكون مرخّصة، وتخضع للحراسة والمراقبة الدائمة. هذا عدا القيام بفعّاليّات ملائمة ينبغي أن يتجنّب المشاركون فيها المخاطر. ومن هذه المخاطر الإصابة بالجفاف، أو التعرّض للسعات العقارب والأفاعي وسائر المضارّ، أو الإصابة بالإرهاق والجهد المفرط. وكلّ مرشد في تلك المخيّمات يجب أن يجتاز الدورات الخاصّة لتنظيم المخيّم، ووضع برامج الفعّاليّات، والبرامج الترفيهية، وسرعة التواصل مع المسؤولين لحالات الطوارئ، وتوفير الإنارة الكافية في الليل، ومصادر الشرب والطعام وغيرها من المرافق الضرورية، كي يُمضي المشاركون وقتًا مفيدًا وممتعًا في المخيّم.
نتمنّى ألّا تواجهوا حالات الخطر هذه، وأن تكون المخيّمات والمشاركون فيها بكلّ خير.
شكرًا جزيلًا، ونتمنّى الفائدة والمتعة للمشاركين في المخيّمات.
تقرير 4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *