راجي حسين، بمناسبة الشهر الفضيل: العائلات التي تتلقّى المساعدات في حيفا أكثرُ من ألْفَيْ عائلة

مراسل حيفا نت | 17/05/2018

راجي حسين، رئيس لجنة أمناء الأوقاف الإسلاميّة في حيفا، بمناسبة الشهر الفضيل:
العائلات التي تتلقّى المساعدات في حيفا أكثرُ من ألْفَيْ عائلة
راجي حسين
حوار أجراه: نايف خوري
كما في كلّ عام تنشط الهيئات والمؤسّسات الخيرية والأفراد لتوزيع المساعدات على العائلات المستورة في حيفا، وخصوصًا في شهر رمضان المبارك. ويعمل معظم هذه المؤسّسات بالتنسيق مع الأئمة والشيوخ في المساجد في المدينة ولجان الأوقاف.
اِلتقينا السّيّد راجي حسين، رئيس لجنة أمناء الأوقاف الإسلاميّة في حيفا:
– ونحن في يوم الجمُعة الأولى من غُرّة رمضان، نهنّئكم بهذا الشهر الفضيل!
– كلّ عام وأنتم بخير، نتمنّى للجميع عامًا سعيدًا ملؤُه الخيرات وأعمال البِرّ. وشهرًا فضيلًا يشعر فيه المؤمن بأعمال الخير، خصوصًا أنّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نجدها هذا العام زادت تفاقمًا. وأقول عن العائلات في حيفا إنّه زاد عدد العائلات المستورة هذا العام عن أكثر من ألْفَيْ عائلة. وبدلًا من أن تتقلّص أعداد المحتاجين نجدها تزداد بشكل مقلق.
– ما هي أوضاع هذه العائلات؟ خصوصًا أنّنا ننتبه إلى الفقير ونلتفت إلى المحتاج في شهر رمضان.
– ذلك لأنّ قسمًا من هذه العائلات التي يزداد عددها غير مسجّل في أقسام الرفاه في البلدية، أو في المؤسّسات التي تقدّم المساعدات والمعونات، إذ إنّ كثيرًا من هذه العائلات جاء للإقامة في المدينة حمايةً من المخاطر وهربًا من الشرور. ومن هذه العائلات تلك التي لديها عدد من الأطفال والأولاد، الذين هم بأمسّ الحاجة إلى العناية.
– وكيف تقدّمون لهم المساعدات؟
– الحقيقة أنّنا نتوسّط لدى أهل الخير والمصلّين في الجوامع، وهؤلاء لا يبخلون علينا من خيراتهم والنّعم التي مَنّ الله بها عليهم. ونحن في لجنة الأمناء نقدّم هذه المساعدات شهريًّا وليس بمناسبة شهر رمضان، فقط.
– ما هي نوعيّة المساعدات التي تقدّمونها للعائلات؟
– تتوجّه اللّجنة إلى مؤسّسة التأمين الوطنيّ، وإلى قسم الرفاه في البلدية. كما نساعد على تعيين أحد المحامين لمعالجة أوضاع هذه العائلات على الصعيد القانونيّ، وخصوصًا تلك التي تعاني من كثرة الديون أو سائر الإجراءات القضائية، وهناك مساعدات في ضريبة السكن (الأرنونا) وسائر الضرائب البلدية، والكهرَباء والماء، والمصارف، وغيرها.
– لماذا يتفاقم العدد سنة بعد سنة؟ وهل تخصّصون ميزانيات للمساعدات؟
– أوّلًا، يتفاقم العدد بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة جدًّا لدى هذه العائلات. وثانيًا، نحن نعتمد على أهل الخير من أبناء شعبنا، ونحن لا نقدّم المساعدات المالية، بل هناك مساعدات عينيّة، كالبرّادات أو الأفران أو الغسّالات وغيرها من الأدوات المنزلية، والملابس، والموادّ الغذائية.
– هل يندرج هذا مع نشاط الزكاة بمناسبة شهر رمضان؟
– هناك لجان وأفراد يقدّمون الزكاة، ويقدّمونها، عادةً، إمّا بصورة شخصية ومباشرة للمحتاجين، وإمّا عن طريق المساجد. ونحن نشهد نشوء مثل هذه اللجان بشكل لا بأس به، حيث يزداد عدد المتطوّعين لأعمال الخير، وإلى جانب هؤلاء تقوم المراكز الجماهيرية، والجمعيات النسائية، وبيت النعمة، والكنائس كلّها بجمع التبرّعات.
– هل يتمّ جمع المساعدات بالتعاون بين المساجد والكنائس؟
– نعم، نحن على تواصل وتنسيق مستمرّين مع الأرشمندريت أغابيوس أبي سعدى من كنيسة الروم الكاثوليك، والأب عبدو عبدو من كنيسة اللّاتين، والقسّ حاتم شحادة من كنيسة مار يوحنّا الإنجيليّ. فنتعاون كلّنا من أجل إنقاذ هذه العائلات، الإسلاميّة والمسيحيّة.
– وهل ترى أنّ تَعداد العائلات المحتاجة سيزيد – في المستقبل – أكثر؟
– نعم، خصوصًا في حيفا، إذ تنضمّ عائلات جديدة كلّ عام إلى دائرة الفقر، وفي حيفا لم نعد نقيس الفقر بالخطّ الأحمر بل تحته إلى الصفر، لأنّ هناك عائلات لا تجد ما تسدّ به رمقها ولا لقمة العيش لأيّام متواصلة. وهنا نشدّد على مطالبتنا للمسؤولين في الحكومة من أجل تقديم الميزانيّات والدعم السريع لنا بصورة متواصلة، حتّى نقوم بمهمّة إنقاذ العائلات من حالة الفقر المدقع. ومن ناحية أخرى نجد بعض الجمعيّات التي تجمع الأموال والمساعدات من خارج البلاد، وتصرفها على شؤونها الخاصّة ولا تعتني بالمحتاج والفقير.
– فيما يتعلّق بالمساجد، هل تقومون بالأعمال التطوّعيّة فيها؟
– نحن نتولّى مسؤولية صيانة جامع الجرينة وإنقاذ المبنى من وضع كان صعبًا جدًّا. وقد قدّم لنا المتبرّعون ما يقارب 400 ألف شاقل، وبقي لإنهاء المشروع نحو 300 ألف شاقل، ونتلقّى مساعدات من الحاجّ أنور مهرة، ويدير ذلك الشيخ رشاد أبو الهيجاء، إمام جامع الجرينة، ونأمل أن نتلقّى المساعدات في شهر رمضان كي ننهي هذا المشروع الحيويّ. أمّا الجامع الصغير المجاور، فقريبًا جدًّا سنعلن إعادة افتتاحه، وقد شارفنا على الانتهاء من العمل فيه. ولأوّل مرّة ستضع بلدية حيفا الأنوار على مئذنة الجامع لتُضاء بعد سبعين عامًا.
– هل تتوجّهون إلى مؤسّسات حكومية أو إلى الوزارات للحصول على المساعدات؟
– نعم، بكلّ تأكيد، إلى وزارة الداخلية، وإلى دائرة الطوائف غير اليهودية بالذات، لأنّ الوزارة تخصّص ميزانية كلّ عام وتقدّمها كمعونات للجان الأوقاف، لدفع المصاريف العاديّة من كهرَباء وماء للمساجد، ومساعدة العائلات المحتاجة، ودعم طلّاب الجامعات، وإجراء الترميمات والصيانة في الأماكن الدينية. وهذه المشكلة ليست إسلامية فقط، بل مسيحية ودرزية، أيضًا. وقد أصبح الوضع يشكّل خطر قطع الكهرَباء والماء، وحرمان المحتاجين، من عائلات وطلّاب، من هذه المعونة، حتّى اليوم [الأوّل من أمس الأوّل، الثّلاثاء]، حين سمح رئيس الحكومة بتحرير هذه الأموال. فقد كثّفنا اتّصالاتنا ومطالباتنا من الجهات الحكومية، مثل مكتب رئيس الحكومة، المسؤول المباشر عن الأوقاف الإسلامية، وطالبنا بتدخّل رئيس الدولة ورئيس الكنيست، والسيّد أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة. وقد أُبلغنا، اليوم [الأوّل من أمس الأوّل، الثّلاثاء]، من مكتب رئيس الحكومة أنّه تمّ الإيعاز بنقل المبالغ المطلوبة إلى لجان أمناء الأوقاف في المدن المختلطة، وهي عكّا وحيفا ويافا واللّدّ والرملة.
– نشهد في شهر الصِّيام المبارك ظاهرة الإفطار الجماعيّ، فما رأيك بهذا؟
– إذا كان الإفطار على الصعيد الفرديّ فهذا عمل مبارك. أمّا إذا كانت مؤسّسة ستصرف الأموال لمشروع الإفطار فلا داعي لذلك. لا اُؤيّده، لأنّ الأموال التي ستُصرف على هذا الإفطار حبّذا لو صُرفت على العائلات الحيفاوية المحتاجة مباشرة. كما يمكننا تنفيذ عدد من المشاريع لصالح هذه العائلات بدلًا من صرفها على موائد الإفطار. أو لإيواء الأولاد الذين لا مأوًى لهم، أو الذين يفتقدون الأطر الحاضنة لهم في حيفا، حيث نجد هؤلاء الأولاد يتسكّعون في الشوارع والطرقات في أشهر الصيف وأثناء العطل المدرسية، إذ يجب ضمّهم إلى الفعّاليّات والنشاطات في النوادي، كالرحلات ودورات الإثراء والفنون وسواها. وقبل سنتين طلبت أن نستعين بخمسين شابًّا من حيفا، نصفُهم مسلمون ونصفُهم مسيحيّون، ويبلغون 16 عامًا، من أجل الاشتراك في مخيّم عمل تطوّعيّ في المقابر، في كفار سمير، فنرمّم وننظّف المقابر المسيحية والإسلامية، لكنّ بلدية حيفا رفضت أن تقدّم المعونة والمساعدة اللّازمة لهذا المشروع. فالأموال نجدها بوفرة من أجل صرفها على مظاهر الموائد، أمّا لتخصيصها لمساعدة الفقير والمحتاج فهي غير متوافرة.
– هل اللّوم موجّه إلى البلدية؟
– نلوم البلدية لأنّنا نحبّ التعامل مع رئيس البلدية والتعاون معه لما فيه مصلحة المواطنين. ولكن –للأسف – لا نلقى التجاوب لكلّ النشاطات والمشاريع. وأكثر ما نريد أن يأخذ برأي المسؤولين عن المجتمع الإسلاميّ في حيفا قبل إعلان القرارات.
– عودة إلى موضوع المؤن والمساعدات الخاصّة..
– نحن نشجّع القيام بأعمال الخير والتبرّع الفرديّ والجماعيّ، ولكن ليس في شهر رمضان فحسْب، بل على مدار العام. حبّذا لو كان هناك ترتيب لمساهمة المواطن بشكل دائم في كلّ شهر، ليقتطع مبلغًا يجود به لمثل هذه المساعدات، أو تقديم بعض المؤن والموادّ الغذائية للمحتاجين. ونحن على استعداد لتنظيم هذه المبادرات، وبالتالي توزيع المؤن بصورة متساوية وعادلة على جميع المحتاجين، لا أن تحصل عائلة على المؤونة وأخرى تحرم منها. أفضل توزيع هو ما تقوم به لجان المساجد: الجرينة والاستقلال والحلّيصة.
– نكرّر أمنياتنا لكم بكلّ الخير، والصِّيام المقبول!
– كلّ عام والجميع بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *