روضة غنايم: بيوت عائلة صنبر في حيفا، مُفترشة من أسوار “حيفا الجديدة” في البلدة التحتا إلى حيّ وادي النسناس

مراسل حيفا نت | 21/01/2018

حيفا في ناعورة الزمان\حاراتٌ، بيوتٌ،وناس (22)
روضة غنايم مصوّرة، باحثة، وكاتبة في المجال التوثيقيّ – حيفا
روضة غنايم: بيوت عائلة صنبر في حيفا،مُفترشة من أسوار “حيفا الجديدة” في البلدة التحتا إلى حيّ وادي النسناس
عندما نفكّر في بيت ماذايخطر في بالنا؟…
البيت مأوًى للإنسان. هو المكان الذي يُشعرنا بالأمان، طبعًا في حال توافرت فيه الظروف الآمنة والهادئة. للبيت معانٍ كبيرة عند الإنسان،فهويعطيه الشعور بالانتماء إلى المكان وإلى الأشخاص الذين يعيشون معه.وعندما يترك الإنسان بيته يشعر–من حين إلى حين –بحنين إلى زوايا البيت، المطبخ،الصالون والأريكة القابعة بجانب الشبّاك المُطلّ على مشهد تعوّدت عيناه على مشاهدته.فالبيت يحمل ذكريات الأمّ والأب والإخوة.
في هذه المقالة سأطلعكم على بيوت عائلة صنبرالعريقة في حيفا، التي كان قسم من أفرادها تجّارًا، و كان قسم آخر يعملون موظّفين في فترة حكومة الانتداب. سأروي لكم قصّة العائلة على لسان السيّدة أميرةصنبر–سمّور،ابنة طيّب الذكر سليمان جبران موسى صنبر، وزوجها المربّي نبيل موسى سمّور.
عائلة سليمان جبران صنبر
والدا أميرة هماوالدها طيّب الذكرسليمان جبران موسى صنبر، من مواليد مدينة حيفا عام 1912؛ ووالدتها طيّبة الذكرنديمة (سُميّة) ميخائيل موسى صنبر، من مواليد حيفا عام 1924. وهما أولاد عمّ تزوّجا وأنجبا ابنين وبنتين: سمير (1943) أومير(1947) أميرة (1951)وليلي (1957).
قصّة بيت سليمان جبران صنبر في شارع حدّاد 1 في حيّ وادي النسناس
على جدارالبيت الخارجيّ نُصبت لافتة قديمة جدًّا تحمل اسم الشارع بثلاث لغات؛ العبريّة والعربيّة والإنـﭽـليزيّة.يحوي البيت قبوًا بُني فوقه طابق أرضي وثلاثة طوابق، كلّ طابق عبارة عن شقّة سكنيّة واحدة.
زرت، هذاالأسبوع، برفقة أميرة وزوجها نبيل بيت العائلة في شارع حدّاد 1. البيت غير مسكون.فقبل سنوات قليلة توفّي والدا أميرة، لكن البيت مازال يحتفظ بالأثاث وجميع محتوياته، مرتّبًا ونظيفًا وكأنّ ساكنيه في سفر وسيعودون…
شُرفة البيت
جلسنا على شرفة البيت لنتذكّر معًا تاريخ البيت وأفراده. تُطلّ الشرفة على بيوت الجيران مثل: بيت أمّ نقولا عبدو ، نعيم الخوري (الفرّان)، صاحب فرن الخوري؛ دار حمام، عائلة الشيتي، وآخرين، وأيضًا مبنى صحيفة الاتحاد. كما تُطلّ الشرفة على جبل الكرمل والبحر.
وتتذكّر أميرة كيف كانت والدتها وأمّ نقولا تتبادلانِ الحديث من أعالي الشرفات. كما تتذكّر، أيضًا، كيف كانت تلعب مع أترابها في الحارة،وخصوصًا عندما كانوا يصنعون عربات مع عجلات وينزلون بها من طلعة شارع الحريري إلى أسفل الشارع.ومن الشرفة كانت تراقبهم والدتها لتطمئنّ عليهم.
وقالت أميرة:”أذكرأنّناعندما كنّا أطفالًا كنّا نظلّ في الشوارع وكنّا نلعب في “بستان الشيوعيي”، ومن الألعاب التي كنّا نلعبها أذكر:نطّ الحبلة، سبع حجار، خمس كعاب،بنانير ورمي الطابة.وأجمل شيء عندما كنّا نعود إلى البيت بملابس مُتّسخة”.
روت لي السيّدة أميرة بمشاركة زوجها المربّي نبيل قصّة بيت العائلة التي سمعاها من والدها المرحوم سليمان: “عام 1946 حصل والدي على رخصة بناء بيت،وفي العام نفسه بدأ بناءه وأنهاه عام 1948. عندما بدأت المناوشات في حيفا عام 1948 سافرت والدتي نديمة برفقة شقيقيّ، سمير وأومير،وعدد من أفراد العائلة إلى لبنان للاحتماء حتّى تهدأ الأوضاع ويستطيعواالعودة. فعاشت والدتي تلك الفترة في بيت خالي،شقيقها إيليّا، الذي كان يعمل، وقتئذٍ،في بيروت”.
قصّة الوالد على لسان صهره، المربّي نبيل سمّور
“في فترة حرب عام 1948 بقي والد زوجتي، سليمان، في حيفا. وعندما اشتدّ القتال قرّرالالتحاق بعائلته.فأحضروالد أميرة سيّارةشحن لنقل أغراض البيت إلى لبنان، وعندما ألقى نظرته الأخيرة مودّعًا بيته الذي بناه ولم يسكنه بعد، عدل عن قراره وطلب من سائق الشاحنةأن يُنزل الأغراض ويعيدها إلى البيت. وقرّر البقاء في حيفا وعدم الرحيل.وأذكر أنّه قال لنا: “لم أستطِع أن أترك، كيف لي أن أترك بيتي الذي بنيته بعرق جبيني ولم أسكنه بعد.”
وتابع المربّي نبيل حديثه،قائلًا:”خلال الحرب كان يحتمي سليمان في دير راهبات الناصرة في شارع عبّاس. وفي مساء كلّ يوم كان يأتي ليتفقّد البيت في شارع حدّاد 1 في حيّ وادي النسناس، ثمّ يعود إلى الدير، وفي أحد أيّام شهر نَيْسان –بعد أن سقطت حيفا–جاء والد أميرة إلى البيت واكتشف وهو قادم من بعيد أنّ البيت مُضاء. وعندما اقترب أكثر شاهد البيت مأهولًا بالسكّان،فصُعق من المشهد، وعندما استفسر عرف أنّه سكنته ثلاث عائلات عربيّة: عائلة من حيفا والعائلتان الأُخريان من القرى الّتي هُجّرت؛ وعائلة يهوديّة. تركت العائلات العربيّة البيت بعد أن تعرّفت بمالكه فرحلت، أمّا الساكن في الطابق الرابع، الذي كان معدًّا لسكن عائلة سليمان،فسكنه ضابط يهوديّ ورفض إخلاءَه، فرفع سليمان دعوى إلى المحكمة المركَزيّة في حيفا لإخراج المُحتلّ من البيت. وصدرقرار الحكم بالإخلاء عام 1951.وكانت قد عادت زوجته مع أولادها إلى حيفا عام 1950 ضمن قانون لم الشمل.”
عمل سليمان في شركة إنـﭽـليزيّة للتلغراف
11 (1)

14
تعلّم سليمان جبران صنبر في مدرسة الكاثوليك قرب كنيسة السيّدة في البلد التحتا، وتخرّج فيها عام 1928،وحينها أراد الالتحاق بالجامعة الأمريكيّة في بيروت. لكن وفاة والده في العام نفسه حالت دون سفره. ليبدأ – في ذلك العام – العمل في قسم التلغراف في شركة إنـﭽـليزيّةمقرّها في شارع الملوك،الذي يُسمّى،اليوم، شارع الاستقلال(“هعتسمؤوت”). وكان سليمان يتقن اللّغتيْن الإنـﭽـليزيّة والفرنسيّة، إلى جانب اللّغة الأمّ، العربيّة.بقيت الشركة قائمة بعد عام 1948 وفي عام 1950 اشترت وزارة البريد والتلغرافالإسرائيليّةالشركة،وآنذاك عرضت الشركة الإسرائيليّة على سليمان صنبرأن ينتقل إلى مالطا أو جزر سيشل ليعمل مديرًا في أحد فروعها. لكنّهرفض العرض.وكان حتّى ذلك الحين يعمل مشرفًا كبيرًا في الشركة، ليتحوّل عام 1951 من موظّف كبير إلى موظّف عاديّ، والمفارقة أنّ موظّفًا يهوديًّا كان يعمل بدرجة أقلّ منه بدرجات أصبح –فيما بعد –مديرًا كبيرًا في الشركة، لنلاحظ سياسة التمييز منذ البداية.
على لسان نبيل سمّور: “حدّثني والد زوجتي (أبو سمير) أنّ الإنـﭽـليز كانوا يميّزون بين المسحيّين والمسلمين. فكان موظّفو الشركة من المسيحيّين،فقط. فاحتجّ أبو سميرعلى هذه الظاهرة وطلب من مدير الشركة أن يقبل موظّفين من غير المسيحيّين أيضًا، فاستجاب المدير لطلبه، وقد كان ذلك بالنسبة إلى أبي سمير إنجازًا كبيرًا.”
منذ عام 1928 حتّى عام 1977 عمل سليمان في المكتب نفسه وفي العمارة نفسها، وما زالت العمارة قائمة حتّى اليوم، وهي إحدى بنايات عائلة الخيّاط.
الجدير ذكره أنّ سليمان صنبر عمل في الشركة وما كان يعرف اللّغة العبريّة، وكان يتحادث مع اليهود باللّغة العربيّة؛ كون اليهود الذين عملوا معه كانوا موجودين في فلسطين سنوات ما قبل قيام دولة إسرائيل، وكانوا يُتقنون العربيّة. وفي السنتين الأخيرتين، قبل أن يخرج إلى التقاعد، وذلك من أجل حصوله على رتبة إضافيّة، تعلّم اللّغة العبريّة من صهره، المربّي نبيل.
مسار في وادي النسناس والبلدة التحتا بين بيوت عائلة صنبر
قمتُ، يوم الجمُعة الماضي، بجولة مع المربّي نبيل سمّور إلى بيوت عائلة صنبر التي بُنيت قبل عام النكبة. بدأ سيرنا من شارع الخوري 19 حيث تسكن عائلة المربّي نبيل، واتّجهنا إلى البلدةالتحتا، نزلنا من درج الراهبات،مررنا من جانب عمارة عائلة بدران،ثمّ قطعنا شارع البرج الذي يُسمّى، اليوم،”معاليه هَشِحرور” وتابعنا سيرنا إلى شارع الخطيب، إلى أن وصلنا شارع “ﭘـاليام” 2. وفي هذا المكان حيث كانت حدود السورالغربي لـ”حيفا الجديدة”،التي بناها ظاهرالعمرالزيداني عام 1761، كان يقف بيت عائلة موسى صنبر، جدّ سليمان لوالده، في حارة الكنائس داخل الأسوار. وقد أُقيمت في مكان البيت عمارة ضخمة فيها بنك العمّال (“هـﭙـوعليم”) ومرافق حكوميّة أخرى. ومن هنا توجّهنا إلى بيت آخرلموسى صنبريقف غرب كنيسة الموارنة،خارج السورالغربي لمدينة حيفا، ومازال قائمًا حتّى اليوم. ثمّ اتّجهنا إلى شارع أللنبي، وفي البداية مررنا من جانب بناية بنك “لئومي” في شارع “همـﭽـينيم” التي أُقيمت في مكان مدرسة الفرير للبنات.وعلى يسارنا مدرسة راهبات المحبّة. ثمّ صعدنا إلى بيت آخر لعائلة صنبر في شارع ماريوحنّا 19، والبيت مكوّن من طابقين وأربع شقق سكنيّة. وفي هذا البيت سكن أولاد جبران موسى صنبر:داود، إبراهيم،سليمان، بديع، وبديعة. وقُبالةالبيت كان بيت ميخائيل موسى صنبر، والد نديمة صنبر، زوجة سليمان. واصلنا سيرناووصلنا إلى بيت آخر يقع في شارع مار يوحنّا 21، زاوية زقاق ياقوت.كانت تسكن في هذا البيت –قبل التهجير–السيّدة بديعة صنبر–عيسى (أمّ بشارة)، واليومَ البيت مقرّ جمعيّة التطوير الاجتماعي.الجدير ذكره أنّ بديعة، عمّة أميرة، توفّيت في لبنان عندما كانت تجلس في شرفة بيتها، حيث قُتلت بقذيفة خلال الحرب الأهليّة في لبنان في سنوات السبعين من القرن الماضي. ولبديعة حفيدة اسمها بيرلا بشارة عيسى. وقبل أكثر من عشرة أعوام جاءت إلى البلاد وصوّرت 9 أفلام عن القضيّة الفلسطينيّة.ومن مار يوحنا 19 تابعنا طريقنا إلى شارع الوادي حيث صعدنا من طلعة الحريري إلى بيت سليمان صنبر الذي يقع في شارع حدّاد 1، على زاوية شارع الحريري، ثمّ توجّهنا إلى البيت في شارع حدّاد 4 الذي كان ملكًا لوديع صنبر، حيث استُعمل البيت، لاحقًا، نادي الإخاء المسيحي، واليومَ تسكن البيت عائلة أشقر.الجدير ذكره، أيضًا، أنّ نجل وديع صنبر ،الدكتور إلياس صنبر،الذي وُلد في هذا البيت عام 1947، زارالبيت عام 2005 – إلياس صنبر هو كاتب ومؤرّخ فلسطينيّ يعيش في فرنسا، محرّر مجلة “دراسات فلسطينيّة” التي تصدر باللّغة الفرنسيّة في باريس، وهو مسؤول الوفد الفلسطينيّ في المفاوضات التي أجريت وتجري حول حقّ عودة اللّاجئين، وهو، أيضًا، سفير فلسطين في اليونيسكو. وقدأصدر عددًا من الكتب عن القضيّة الفلسطينيّة.
مقابل البيت رقم 4 يقع بيت رقم 5 الذي كان يملكه إلياس عبدالله صنبر(أبوعبدالله). وفي شارع حدّاد 6 كان بيت حبيب صنبرالذي كان قنصل لبنان في فلسطين، وقد انتقل البيت إلى وديع جبّور. والجدير ذكره أنّ نجل وديع صنبرهو الدكتور سمير صنبر، وهو كاتب معروف يعيش في لبنان، ومن أبرز كتبه “ناس من رأس بيروت”.وقد كان الدكتورسمير مديرًا عامًّا لوكالة الإعلام في الأمم المتحدة.ومن شارع حدّاد 6 توجّهنا إلى شارع الفارابي،إلى عمارة مكوّنه من طابقين كان يسكنها مزيد صنبر وشقيقه صديق صنبر. والجدير ذكره أنّ شادي صنبر، نجل مزيد، كان يعمل مستشارًا للوليد بن طلال، ويعيش، اليوم، في لوس أنجلوس.وهنا تذكّر المربّي نبيل حادثة سمع عنها من أحد أبناءصديق، وهو شكيب صنبر، عندما زار برفقته البيت. قال:”من الـ”هدار” قُذفت قذيفة باتّجاه البيت، وقعت القذيفة على الخزانة داخل البيت، فمالت الخزانة على الحائط، وهكذاأنقذت الخزانة العائلة من موت محتّم. وتسكن البيت، اليوم، عائلة راشد.”
ثمّ توجّهنا إلى الجهة الأخرى من الوادي وصعدنا درج “أشكلون”،حيث يقع البيت الثاني لحبيب صنبرفي “أشكلون” 6، والجدير ذكره أنّ عَلم لبنان نُصب على هذا البيت حتّى عام 1948؛حيث كان بيت القنصل في لبنان.عند مدخل البيت التقينا السيّد سهيل حماتي (أبو بشارة) الذي يسكن مع عائلته في بيت حبيب صنبر،وبعد أن تبادلنا أطراف الحديث دعانا لشرب القهوة في بيته، فلبّينا الدعوة وصعدنا معه حيث التقينا زوجته، السيّدة نازي توفيق جبور، والدة نازي، طيّبة الذكررافية حنّا صنبر–جبّور، هي ابنة عمّ حبيب صنبر. سكنت عائلة حماتي البيت عام 1974، وحينها كان البيت مقسومًا بين عائلتين يهوديّتين من المهاجرين: عائلة عراقيّة وعائلة مغربيّة. وبعدأن تركت إحدى العائلتين البيت سكنت مكانها عائلة حماتي،وبعد أن تركت العائلة الثانية البيت حصلت عائلة حماتي على كلّ البيت.بعدأن ودّعنا العائلة انتقلنا إلى شارع المخلّص (“ي.ل.ﭘـيرتس”، اليوم)، وفي العمارة رقم 18 هناك يقع البيت الثالث لعائلة حبيب صنبر. الجدير ذكره أنّ مايا صنبر،وهي حفيدة حبيب صنبر، أخرجت أفلامًا عن فلسطين،أذكر منها فيلمًا عن المنتخب الفلسطينيّ لكرة القدم، وقبل سنوات جاءت لزيارة البيت.
والجديرذكره، أيضًا، أنّ إبراهيم صنبر، شقيق سليمان صنبر، كان فنّانًا وخطّاطًا، وقد قام بتخطيط الرسومات في الهيكل في كنيسة الكاثوليك التي تقع في شارع “عين دور”، وذلك بعد تدشينها في بداية سنوات الأربعين من القرن الماضي.
عائلة أميرة ونبيل سمّور
عام 1974 تزوجّت المربّية أميرة بالمربّي نبيل سمّور من قرية البقيعة الجليليّة. أنجبا ولدين وابنة: رامي (طبيب) وأمير (صاحب محلّ لموادّ البناء) ورنا (خبيرة في العُسرالتعلُّميّ)، ولهما ستّة أحفاد. وفي البداية سكنت العائلة في بيت في شارع الكرمة (هـﭽـيفن) ثمّ انتقلت بعد عام إلى بيت في شارع الخوري 18، وفي عام 2004اشترت العائلة بيتًا في العمارة الحديثة في شارع الخوري 19.

المربّيةأميرة صنبر –سمّور والمربّي نبيل سمّور في سطور:
أميرة صنبر–سمّور
تعلّمت أميرةالمرحلة الابتدائيّة في مدرسة راهبات المحبّة (1955-1962)وتخرّجت بتفوّق عام 1967 من ثانويّة راهبات الناصرة.وفي العام نفسه–مع بداية السنة الدراسيّة–عملت سنتين مساعدة لمعلّمة روضة أطفال، حيث تحوّلت، فورًا، من طالبة إلى معلّمة، وخلال عملها التحقت بدورات استكمال في دار المعلّمين، في الأعوام 1968-1979 عملت معلّمة في راهبات الناصرة، وفي الأعوام 1979-1982 عملت معلّمة بديلة في مدارس حيفا،وفي الأعوام 1982- 2014 عملت معلّمة للتعليم الخاصّ في مدرسة “أوفاكيم” في شارع البحر (“ديرخ هَيام”)للأولاد المعاقين.
المربّي نبيل سمّور
وُلد عام 1947 في قرية البقيعة الجليليّة، تعلّم المرحلة الابتدائيّة في مدرسة البقيعة (1952-1960) وتعلّم سنتين في ثانويّة ينّي في كفر ياسيف، وتخرّج عام 1965 في مدرسة ترشيحا الثانويّة. عام 1966 التحق بدار المعلّمين في حيفا،ليحصل، عام 1968، على شهادة معلّم شامل. عام 1973 حصل على شهادة اللّقب الأوّل من جامعة حيفا من قسم العلوم السياسيّة وتاريخ الشرق الأوسط. عمل مدّرسًا لموضوع المدنيّات في قرية دير الأسد ومدينة عكا، وعمل مدّة تسعة وعشرين عامًا مدرّسًا في مدرسة المتنبّيّ،ليخرج إلى التقاعد المبكّر. شغل لمدّة خمسةعشر عامًا منصب رئيس كتلة الجبهة لنقابة المعلّمين. واليوم يقوم بتقديم الاستشارة المجّانيّة في موضوع التقاعد المبكّر للمعلّمين. والجدير ذكره أنّه من مؤسّسي مسرح جبينة في حيفاعام 1991، وحتّى اليوم هو عضو في الهيئة الإداريّة للمسرح.
وأخيرًا
قصّة عائلة صنبر تروي وتُظهر مكانة العرب في الازدهار العمرانيّ والاقتصاديّ في مدينة حيفا. وأردت في هذا المقال أن أشير إلى أماكن موجودة اليوم في مدينة حيفا نستطيع أن نزورها وأن ندرُس ملامحها العمرانيّة الخاصّة، وعلينا أن ندرك أهمّيّة هذا التاريخ الذي يربطنا بالمكان وبالناس الذين كان لهم دورٌ في تشكيل المدينة وإكسابها طابعًا خاصًّا. عندما نمرّمن جانب هذه العمارات علينا أن ننظر إليها بأعين المعرفة والأنسنة.
حقوق المادّة والصور في المقال محفوظة حصريًّا للكاتبة. يُمنع استعمال هذه المادّة بدون إذن خطّيّ من الكاتبة.
rawdagniam@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *