قرار ترامب أعاد قضيّة القدس إلى الواجهة بعد طول تغييب

مراسل حيفا نت | 18/01/2018

خلال ندوة في حيفا بمبادرة حركة التنوير الثقافية ومركَز مساواة:

قرار ترامب أعاد قضيّة القدس إلى الواجهة بعد طول تغييب

حيفا – لمراسلنا – غصّت قاعة نادي الأخوّة، مساء يوم الأحد 14.1.2018، بحضور كبير لندوة حول القدس وتصريح ترامب، بمشاركة سماحة خطيب المسجد الأقصى، والمفتي السابق للديار المقدّسة، د. عكرمة صبري؛ المطران عطا الله حنّا؛ والباحث د. عمر مصالحة. وذلك بمبادرة حركة التنوير الثقافية ومركَز مساواة.
اِفتَتحت الندوة المبادرةُ إلى تنظيمها، الناشطة سهاد كبها، وقدّمت شرحًا حول وضع القدس ومعاناتها والمتوقّع من الحوار في الندوة. وشكرت مفتي القدس والمطران والباحث والحضور الواسع الذي وصل خصوصًا للمشاركة في الندوة وتدارس الموضوع. ورحّب سكرتير الجبهة في مدينة حيفا، رجا زعاترة، بالحضور مؤكّدًا على أهمّية مواصلة الحوارات الفكرية. وأعرب عن سعادة نادي الأخوّة في استضافة هذا اللقاء. وشكر المؤسّسات المبادرة إلى تنظيمه.
وممّا جاء في كلمة سماحة خطيب المسجد الأقصى، والمفتي السابق للديار المقدّسة، د. عكرمة صبري: “القدس لدينا واحدة موحّدة، لا شرقيّة ولا غربيّة، ولا نعترف بأيّ مشروع يقول غير ذلك. قرار ترامب أعاد قضيّة القدس إلى الواجهة بعد طول تغييب، وهذه فرصة مؤاتية علينا استغلالها وعدم تفويتها، وقوّتنا في أنّ مطالبنا مطالب حقّ.”
وأضاف: “أبناء شعبنا في مناطق الـ 48 عزوتنا وسندنا الحقيقيّ في القدس، ونحن على تنسيق دائم معهم، والهبّة خلال شهر تمّوز الأخير أثبتت ذلك، فعشرات الآلاف الذين كانوا حاضرين في المدينة، وتحديدًا بباب الأسباط، عبّروا عن ذلك، وما كان لنصرنا أن يحصل لولا وحدتنا.”
خلال ندوة في حيفا
وحول الاقتراحات العملية أكّد سماحة المفتي: “المطلوب من الفلسطينيّين في مناطق الـ 48 زيارة القدس بدون انقطاع، وعدم تركها وحدها، وجعلها حاضرة دومًا، بإنسانها ومقدّساتها، على سلّم أولويّاتهم ونضالهم، ونحن نرغب في أن يبادروا إلى دعوة المقدسيّين لمهرجانات وأمسيّات ولقاءات ينظّمونها في أيّ مكان، تعرّف الناس بقضايانا وتساهم في تنسيق جهودنا في رفض السياسات الأميركيّة وما يسمّى “صفقة العصر”، فِعلنا يجب ألّا يتوقّف رفضًا لهذه السياسات منعًا لتنفيذها. علينا أن نعوّل على أنفسنا، وألّا ننتظر خلاصًا من أحد، فالدول العربيّة لم تحرّك ساكنًا تجاه قرار ترامب، بل منها من لم يُقدِم ترامب على خطوته إلّا بعد استشارتها. إنِ انتفضت القدس فإنّ العالم سينتفض.”
كما تحدّث خلال مداخلته عن العلاقة مع باقي الطوائف، قائلًا: “لم نكن في يوم من الأيام ضدّ اليهود، وإنّما ضدّ الظلم واﻻستعمار. تصريح ترامب يأتي بعد التنسيق مع بعض الأنظمة العربية.
وممّا جاء في كلمة سعادة المطران عطا الله حنّا: “من يدمّر في اليمن والعراق وسورية يستهدف فلسطين. من مدينة حيفا نحيّي كلّ دول العالم التي رفضت قرار ترامب في الأمم المتحدة. القضية الفلسطينية توحّد جميع أحرار العالم. نأتي من القدس إلى حيفا نحمل معنا وحدة شعبنا الإسلامية – المسيحية. سياسة إسرائيل ومن يسمح بتدمير سورية والعراق هما من يشرّد المسيحيين من الشرق الأوسط. من ناحية مسيحية ليس هناك مصطلح “مسيحي صِهيوني”، فالمسيحية دين المحبّة والتسامح والصِّهيونية حركة سياسية شرّدت الناس من بيوتها.”
وأضاف: “إنّ جميع الدول العربية والإسلامية لم تتّخذ حتّى قرارًا سياسيًّا أو اقتصاديًّا فعليًّا، ولم تستدعِ السفير الأمريكي في دولها. فلا يمكن أن نعتمد على هذه الأنظمة. بل علينا أن نعتمد على شعبنا الفلسطيني، فقط. لا يجوز للفلسطيني أن يعيش في حالة يأس وإحباط وقنوط، ونحن نرى ما يحيط بنا من صورة قاتمة ومن استهداف لأعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث ، كونوا متفائلين. هذه رسالتي لكم ولجميع أبناء شعبنا الفلسطيني، فهؤلاء الذين يستهدفون القدس ومقدّساتنا ويسرقون أوقافنا، وهؤلاء الذين يسعون لتصفية القضية الفلسطينية إنّما يريدوننا أن نكون في حالة استسلام وضعف وتراجع وقنوط ويأس. ولا يجوز لنا أن نستسلم لهذا المخطّط؛ فنحن أصحاب قضية عادلة لا بل أقول القضية الأعدل في عالمنا، إنّها قضيّتنا كمسيحيين كما هي قضية المسلمين وجميع أبناء أمّتنا العربية.
صورة 4 للمتحدثين (1)

صورة 4 للمتحدثين

صورة 3 للمتحدثين

صورة 2 للمتحدثين
نحن لسنا متضامنين مع القضية الفلسطينية، فقط، بل القضية الفلسطينية هي قضيتنا، هي قضية كلّ الشعب الفلسطيني، هي قضية شعب رازح تحت الاحتلال يحقّ له أن يعيش بحرية وكرامة في وطنه وفي أرضه المقدّسة.

وممّا جاء في كلمة الباحث د. عمر مصالحة: “ربّنا ﻻ يورث وﻻ يكتب أراضيَ لشعوب.
والتوراة لم تحدّد موقع الهيكل اليهودي. وعلينا مقارعة الادّعاءات الدينية التي تنشرها الحركات الدينية الصِّهيونية وعدم قبولها.”
وشكر مدير مركَز مساواة، جعفر فرح، الحضور وبينهم إمام جامع الجرينة، الشيخ رشاد أبو الهيجاء، ونائب رئيس بلدية حيفا، د. سهيل أسعد. وبعد النقاش دعا إلى تنظيم زيارات ثابته من جميع الطوائف إلى مؤسّسات القدس ودعم أهلها، من خلال البرامج المنظمة. هذا وقد رافق الشيخ عكرمة صبري وفد مقدسي كبير، زار – بعد الندوة – جامع الجرينة برفقة الشيخ رشاد أبو الهيجاء وعضو لجنة المتولّين، المحامي سامي شريف.
يشار إلى أنّ التعاون بين مركَز مساواة ومنتدى التنوير الثقافي يساهم في تنظيم ندوات فكرية خلال السنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *