إجماع على أهمية يوم المعلّم في لفت نظر المشغّلين والمجتمع إلى دور المعلمين وعطائهم

مراسل حيفا نت | 17/11/2017

إجماع على أهمية يوم المعلّم في لفت نظر المشغّلين والمجتمع إلى دور المعلمين وعطائهم

*مربيات يتحدثن عن أنفسهن وعن المهنة وتحدياتها وعن أهمية دعم المعلّم وبناء قدراته
لمراسل “حيفا”
يصادف يوم المعلّم في حيفا في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني كل عام، وهو مناسبة نطلّع فيها على عطاء المعلمين والمعلّمات، وعلى دورهم في عملية بناء مجتمع النشء الجديد. ونسلّط في هذا اليوم الضوء على المربّين وما يفعلونه ويفكرون به، وعلى أحلامهم بالنسبة للتربية والتعليم ومجتمعهم وطلابهم. استطلعنا آراء عدد من المربيات في مجال عملهنّ.
في يوم المعلّم ـ نستذكر البداية
جُمانة إغبارية ـ همّام، المديرة العامة لجمعية التطوير الاجتماعي
DSC_8678
يوم المعلّم الحيفاوي صار مناسبة في روزنامة المدينة والمجتمع والمشهد التعليمي التربوي. بدأ الفكرة من منبعها كبحث نوعي أجرته جمعية التطوير الاجتماعي في العام 2012 حول المعوقات أمام النهوض بالتعليم العربي في المدينة. كان مدير عام الجمعية المربّي المرحوم حسين إغبارية (والدي) هو الذي التقط توصيات البحث وحوّلها إلى برامج عمل في جمعيتنا ولا تزال قائمة إلى اليوم. وقف البحث على تردّي مكانة المربي عموما، ونصّت التوصيات على ضرورة العمل على ترميم هذه المكانة وردّ الاعتبار الكامل للمعلّم والمربّي. لأن دوره مفصلي في العملية الاجتماعية، بوصفه مشاركا فعّالا في التنشئة المعرفية والتربوية على السواء. وهذه هي رسالة هذه المناسبة، نحاول أن نرسّخها سنة بعد سنة بإصرار وبالتعاون مع إدارات المدارس التي تلقّت المبادرة مشكورة وتفاعلت معها. وسنحاول هذا العام، أيضا، أن نجعل من يوم 29 تشرين الثاني ـ كما في كل عام، يوما خاصا في حياة معلمينا ومعلّماتنا من خلال تسليط الضوء على عطائهم ودورهم المميز في حياتنا كمجتمع وأفراد. ولا نغفل عن تأثير المعلّم والمعلّمة على حياة كلّ واحد منّا شخصيًا.
ونحن في جمعية التطوير الاجتماعي سنتابع المسيرة باطمئنان إذ يضاف هذا إلى رصيدنا والتحامنا بأهلنا، وهو ما يؤكّد إرادتنا كمؤسسة مجتمع مدني، وكإطار أهلي اجتماعي، في مواصلة الطريق التي تقوم على الطاقات الحوارية في العلاقة مع مجتمعنا بهيئاته ومؤسساته.
ينبغي إتاحة الفرصة للمعلّم لتطوير قدراته!
ريم دلاّشة- خطيب ـ مُحاضرة في مساق التربية الخاصة في كلّية جوردون للتربية:
2
يوم المعلّم ـ مبادرة مباركة من أجل التأكيد على أهمية مكانة المعلم ودوره المصيريّ من ناحية علميّة وتربويّة. كما أنها مناسبة يُمكن أن تعزّز العلاقة بين المعلم، من جهة، والأهالي والمجتمع، من جهة أخرى. وردّا على سؤال ما إذا كان المعلّم يحظى بالتقدير الذي يستحقه من المجتمع عامة قالت: “نعم، ولاـ الأمر يتعلّق بمنهج إدارة المدرسة التي يعمل فيها. من الواضح أن العلاقة جدلية بين تقدير الأهل للمعلّم وبين عطائه. فكلّما زاد تقدير الأهل للمعلّم زاد عطاؤه والعكس صحيح. ومن المهم أن يحظى المعلّم بدعم المجتمع. أما إذا أردنا تحسين أداء المعلّم علينا رفع أجره وإتاحة دورات وآليات لتطوير نفسه وقدراته ليتواصل مع الطلاب بشكل أفضل وأنجع لهم وله”.

التربية والتعليم للإبداع يؤهّل أبناءنا للكون المفتوح
المربية برناديت عطاللّه خريش – مدرسة مار يوحنا الإنجيلي:
25011
أبارك مبادرة جمعية التطوير الاجتماعي الهادفة إلى تعزيز مكانة المربّين وتكريمهم في زمن عزّ فيه التقدير والثناء. أرى أنَّ هناك حاجة للاحتفاء بالمربّين تأكيدا على دورهم ودعمهم في حمل الرسالة التربوية. بهذه المناسبة أقول حبّذا أن يُنشئ كل مربٍ جيلا مثاليا، ويمنح طلابه الثقة، الحب والاحتواء. أن يصبر على هفواتهم ويكون مرشدا ناصحا لهم كاسرا حاجز الجليد والرهبة”.
وأضافت: “التربية قبل التعليم، لأن التعليم لم يعد مقتصرا على الكتاب والمنهاج المدرسي فحسب. فأنصح نفسي أولا ثم زملائي المعلمين، أن نبتعد في أسلوب تعليمنا عن طريقة التلقين، لأنها تحدّ من إبداع أبنائنا. نحن لا نريد جيلا مدجّنًا بل نريد جيلا مفكرًا متحررًا من كل القيود والتكلّسات. جيل يتلقى، يفكر، يناقش ويحاور ليكون جزءا من عملية الانفتاح على العالم. خاصة أن نجاح المعلم من نجاح طلاّبه والمعلم الناجح هو الذي يترك بصماته على طلابه في مسيرة تعليمه وعطائه التربوي.

يوم المعلّم لفتة كريمة في شد ساعد المعلّم وتقدير عطائه
المربية هيفاء نجار، مُديرة مدرسة راهبات الناصرة الابتدائية:
3
بودّي بداية تقديم الشّكر الجزيل لجمعيّة التطوير الاجتماعي على مبادرتها القيّمة والمشجعة لكادر المربين والمربيات في مدارسنا، والذين يستحقّون بجدارة هذه اللفتة الكريمة المباركة. إنّني واثقة أنّ مثل هذا التوجّه يعزّز مكانة المعلم ويحثـّه قدمًا للاستمرار بالعطاء وإكمال رسالته. رسالة التعليم هي أساسية ومهمة لبناء هذا المجتمع وتربية أبنائنا وبناتنا، ليكونوا ناجحين وصالحين في مجتمعنا. وعليه، يجب أن يحظى المعلم بالتقدير والإجلال الذي يستحقه من المؤسسة والمُجتمع”.
واستدركت: “لكن بالرّغم من ذلك، ما نراه اليوم هو تهميش لوظيفة المعلم ودوره الفعّال في بناء جيل ناشئ وناجح، ولا يلقى المربي تقديرا كافيا، مادّيا ومعنويا، مقارنة بالعمل الشاق والرسالة المُضنية التي يقوم بها. ومن واجب الأهل التعاون ومشاركة المعلم في سيرورة العملية التربوية.

المناسبة سد يمنع التدهور في مكانة المعلّم
المربية نداء نصير- معلمة لغة عربية في مدرسة مار يوحنا الإنجيلي:
4
أرى في هذه المبادرة، كما مضمونها وكما تعرّفها جمعية التطوير الاجتماعي، مبادرة مشرّفة جدًا، تضع المعلم العربي في البلاد عامًة وفي مدينة حيفا خاصة في لبّ الاهتمام. وإن صحّ التعبير، فهي تُعيد للمعلم دوره ومكانه الريادي والهام في المجتمع، سيما أن هذا الدور يتعرّض من فترة طويلة، ونتيجة لظروف وأسباب كثيرة، للإجحاف على الصعيد المعنوي والمادي. ولكن المعلم لا يزال يحظى باهتمام مجتمعي، لكون المجتمع لا يستطيع، بل يستحيل أن يستغني عن خدمات المعلّم ودوره التعليمي والتربوي.
ومضت تقول: “نستطيع أن نعتمد الكثير من الأمور في سبيل تعزيز مكانة المعلم. يبدأ ذلك بتقدير المعلم لذاته، ومنحه المكانة المرموقة وإعطائه الشعور بالثقة والأمان من إدارات المدارس، التي عليها أن تسانده في كل الأزمات التي يواجهها خلال عمله. من المُهمِّ، أيضا، إجراء مجموعة من المبادرات كالتي تقوم بها جمعية التطوير، لترسيخ الوعي المجتمعي حيال دور المعلم وقدسية عمله، وواجب احترامه”.

يجب مأسسة هذا النوع من التكريم لتعزيز شعور المعلم بأهميّة دوره
المربية رباب عبدو – معلمة لغة انجليزية في مدرسة المتنبي:
5
بما أنّ دور المعلم والمربي هو دور ريادي وهام في المجتمع لتنشئة الأجيال القادمة وتربيتها، فكل تكريم أو دعم حقيقي له ولرسالته بمثابة خطوة مباركة وهامّة جدًا. صحيح هو الطرح الذي قدمتموه عن أنّ المعلّم)ة( لا يزال في الخطوط الأولى لعملية التنشئة والتأهيل، ولكن في المقابل يعرف اليوم القاصي والداني في مجتمعنا أنّ العملية التربوية تأتي بشقّ النفس أحيانا، ولا يحظى المربي بالحدّ الأدنى من التقدير والتكريم اللازمين لتطوره وإحساسه وشعوره بالاحترام. ولذا يجب مأسسة هذا النوع من التكريم، أو أنواع أخرى مثل التشجيع الفعلي أو المادي للمعلم والمعلمة الذين يسهرون ويتعبون في تثقيف الأجيال القادمة العزيزة علينا”.

1

التعليم رسالة اجتماعية سامية، وبالمقابل لا تخلو من تحديات بتقدم التكنولوجيا
المربية إيمان شحادة اغبارية، معلمة ومرشدة للغة العبرية في مدرسة المتنبي:
المبادرة مباركة جدا وذات أهمية اجتماعية على صعيد الطلاب والأهل، والمجتمع كافّة. فالمعلم المِعطاء بكل الأوقات يربّي أجيالا، فيجب تكريمه وتعزيز مكانته وحماية حقوقه ودعمه. ليس غريبا أن تهتمّ الجمعية وتخصص مكانة لمثل هذا الحدث، وقد كان مؤسسها الأستاذ حسين إغبارية معلّما ومرشدا مِعطاءً وقدوة لأجيال عدة”.
وأشارت إلى الاهتمام العام بالمعلّم: “لا أعتقد أن المعلم يحظى بما يستحق من اهتمام مجتمعي، فلولا الحاجة لرفع مكانته وأهمية مهنته لما كان هذا اليوم العالمي للمعلم. وكيف لا نقدّس هذه المهنة ونجعلها من أولويات المهن. لا يمكن أن تتم العملية التعليمية والتربوية دون إخلاص وتأهيل كاف. فالعلم كالشجرة التي تمنح ثمارها لكل من يقطف منها من خلال تعليمه وتجاربه. حق المعلم أن يكون دوما في الطليعة لأنه يستحق ذلك”.
ولذا من الضرورة بمكان تعزيز مكانة المعلم في المجتمع، بأكمله من أولياء أمور وطلاب. وتقديس المهنة وأداء الرسالة كما يليق بالمربين، لأنها رسالة اجتماعية عُظمى. التطور العلمي يضعنا نحن المعلمين أمام تحدٍّ جديد، في مواكبة العصر الذي نعيشه، وامتلاك وسائل المعرفة العصرية. فالمعلم، والمدرسة أساس تقدّم المجتمعات وتطورها، وهما يوصلان الأجيال إلى برّ الأمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *