وداد نخلة: الفن بالنسبة لي كالماء والهواء إذا ما قطعتهما أموت

مراسل حيفا نت | 29/09/2017

وداد نخلة:
الفن بالنسبة لي كالماء والهواء إذا ما قطعتهما أموت
من الصعب أن يتكلم المرء عن نفسه ولكنها الفنانة وداد نخلة بتواضع، وبدون طول الكلام هي إنسانة تعشق الموسيقى الجدية، تعشق بصمات من سبقها على هذا الدرب الصعب، تعشق الغوص في الجمال وصعوبة النغمات، لذلك ترجمت اهتمامها وحبّها وصدقها للموسيقى. التقينا معها بحوار نطرح فيه كل جديد عن حياتها الفنية لـ”صحيفة حيفا”:
عمري 1
* الابتسامة في وجهي هي الشهرة التي لا تفارقني مهما قست الظروف
* لا أفقد الأمل، المثابرة، التحدّي، أنا عنيدة حتى أصل هدفي
* الجميع شبّه صوتي بصوت الرائعة نجوى كرم التي أعشقها كفنانة وإنسانة
* مشكلتي الرئيسية عندما يسألونني أن أعتزل الفن
* مع الوقت والأيام أصبحت أستخدم عقلي أكثر من قلبي
* أقول لمرآتي إني أراني الأقوى، والأنجح، الأجمل، والأفضل
عمري 2
• نود في البداية التعرف أكثر على الفنانة الشابة وداد نخلة.
• أنا من قرية الرامة، متزوجة وأم لطفلين، حاصلة على اللقب الأول في التكنولوجيا الطبّية والصحّة الجماهيرية، واللقب الثاني في علوم الأمراض الوبائية، أعمل في مستشفى صفد كمسؤولة عن الأبحاث الطبّية ومديرة تنسيق الأبحاث في المشفى. أغني منذ نعومة أظفاري وأعشق الفن والموسيقى والمسرح، ترعرعت في عائلة موسيقية حيث ظهر عدة فنانين من عائلتي، كما أن جميع أفراد العائلة دون استثناء يعشقون الطرب الأصيل، وتشكّل الموسيقى جزءاً مهماً في حياتنا. أحب الحياة والضحك، ومشهورة بابتسامتي التي لا تفارقني مهما قست الظروف. اجتماعية جداً وأحبّ الأعمال الخيرية والإنسانية، أعشق الأطفال، وأنا عضو في اليونيسف، أدعم جمعيات كثيرة، كمكافحة السرطان وغيرها، وأساعد الجرحى السوريين وعائلاتهم بالمشفى. أكره الظلم وأبحث دائماً عن العدل رغم أنني غالباً لا أجده إنما لا أفقد الأمل، مثابرة، متحدّية، عنيدة حتى أصل هدفي.
عمري 4
• كيف جاء اختيارك لطريق الفن في البداية؟
• منذ كنت في أشهر عمري الأولى، بدا واضحاً تفاعلي مع الموسيقى وبكائي أثناء الاستماع للموسيقى الحزينة. إنني أتمتع بحسٍّ فنيّ، ففي الثالثة من عمري كنت أغني في حفلات المدرسة، وأرفض تسليم الميكرفون لأي شخص، ودائما رأيت نفسي على خشبة المسرح أغنّي مثل المطربات اللاتي ظهرن على شاشة التلفاز، ولم يكن حلما بقدر ما كان طموحا، ولم أشعر بأن تحقيقه بعيد أو مستحيل، فقد كان دائماً في الأفق. بدأت مشواري الفني في الحفلات، حيث كنت أغنّي بعض الأغاني حتى أصبحت أحيي أنصاف حفلات ولاحقاً حفلات كاملة. تدربت على أيدي عدد من الأساتذة، أوّلهم الملحن فوزي السعدي من الناصرة، وأخيرا معهد ميوزيكانا في الجديدة بإشراف الموسيقي وليد كيّال، وما زلت أتعلم وأطور صوتي، وأدائي.
عمري 7
• ما هي الألوان والأنماط الغنائيَّة التي تقدمينها ولماذا؟
• أحب غناء جميع الألوان، من الشعبي والسوري إلى الطربي الأشدّ صعوبةً. وأرى في جميعها ألواناً رائعة، وأحاول إتقانها على أحسن وجه. في بداياتي كان غنائي يقتصر على اللون الجبلي، لأن الجميع شبّه صوتي بصوت الرائعة نجوى كرم، التي أعشقها كفنانة وإنسانة. ولكن سرعان ما فهمت أني أعشق كل الألوان، وأحب كل الأنواع الموسيقية وأصبحت أغنّيها جميعاً، وأختار الأغاني حسب المكان والزمان لتتلاءم مع أذواق المستمعين.
• ما دور العائلة في حياتك منذ البداية ومشوارك الآن؟
• دور العائلة الأكبر كان في المادة القيمية التي تلقّيتها منذ الصغر، حيث كانوا يسمعون الطرب الأصيل، مما جعل حفظ الأغاني وإتقانها بالأمر السهل. واليوم يساعدني أهلي مع أطفالي عندما يكون لدي عرض.
• ماذا يعني لك الجمهور والفن؟
• الحياة مملّة وفارغة بدونهما، فهي بلا طعم ولا لون.
• كيف هي علاقتك مع الإعلام؟
• لا أستطيع تقييمها بشكلٍ موحد، حيث حظيت بعدة لقاءات رائعة، ولكن من جهة أخرى أشعر بأن الإعلام يستبعدني في كثير من الأحيان.. لكن ليس لدي اعتراض.
عمري 6
• كيف تنظرين للانتقادات؟
• إذا كانت انتقادات بنّائه فأنا لا أصغي فحسب، بل أقوم بتنفيذ التغيير فوراً، وهناك عدّة أمثلة على ذلك، وأصدقائي الموسيقيون يشهدون لي بذلك.
• ما مفهوم التمرّد على العادات حينما تختار المرأة أن تصبح مغنية أو مطربة في مجتمعاتنا المحافظة؟
• واجهت صعوبات عديدة ولا زلت، مشكلتي الرئيسية عندما يسألونني عن اعتزال الفن! لا أستطيع أن أعبّر للناس لماذا هو مستحيل.. فغير الفنانين لا أحد يستطيع أن يفهمني ويدرك أن الفن بالنسبة لي كالماء والهواء إذا ما قطعتهما أموت.
• هل تشعرين بالظلم رغم مكانتك وموهبتك الفنية؟
• نوعاً ما نعم، أعتقد بأن لدي صوتا مميزا وأداءً جميلا، وشخصية تفرض نفسها على المسرح، إلا أنها ليست المعايير الوحيدة للنجاح والشهرة.. لم أحظَ يوماً بدعمٍ قوي وحقيقي وثابت، وما وصلت إليه كان بجهدي وتعبي ومثابرتي وإصراري.
• ما هو اللافت في شخصيتك! وما الذي تكرهينه؟
• أحب البشر بدافع الإنسانية، فأنا أحب الناس بصدق بغض النظر عن أي شيء، فقط لأنهم بشر، وأحب تقديم المساعدة للآخرين، ولا أقول أكره، بل لا أحب حساسيتي المفرطة التي تجعلني أشعر بجرح أقرب الناس إليّ من دون قصد! وغالباً ما يكون السبب تافها وناجما عن سوء تفاهم غير مقصود.. لكني حساسة لدرجه تزعجني.
• هل أنت أكثر تحكّماً في حياتك اليوم؟
• بالطبع، فمع الوقت والأيام والخبرات والتجارب أصبحت أستخدم عقلي أكثر من قلبي، وفهمت أن الوصول للهدف يحتاج إلى ثبات، فتعلمت كيف أكون شخصاً ثابتاً وصامدا حتى في الأوقات الصعبة، ولا أدع الظروف تهزمني.
• أي مرحلة كانت الأصعب في حياتك؟
• مررت بمراحل عديدة وشديدة الصعوبة، إلا أنني عندما أُشاهد ما يحدث في هذا العالم من مجازر وحروب وظلم وقسوة فهذا يفقدني أي شعورٍ بالحزن والوجع الشخصي، حتى بدأت أخجل من القول إنني أمرّ في مرحلة صعبة.
• ما أصعب المواقف التي تعرضت لها على المستوى الفني؟
• أنا شخصية مزاجية، إذا لم أشعر بالراحة أثناء العرض مع العازفين أو المتعهد أو الجمهور فلا أعطي أفضل ما عندي، وأشعر بالتعاسة والاستياء بعد العرض.
• ماذا تقولين لمرآتك اليوم؟
• اليوم أقول لمرآتي إني أراني الأقوى، الأنجح، الأجمل والأفضل. ولم ولن أتمنى أن أكون أحداً آخر، وهذا ما يجب على كل شخص أن يقوله لمرآته، هذه ليست نرجسيةً ولا غرورا ولا عجرفة، إنما ما نقوله لأنفسنا بصدق هو الذي يقوينا ويعطينا الأمل.
• ما رأيك بالغناء حالياً هل هو متطور أم هابط؟
• لطالما كان هناك الجيد والهابط، ولكني بشكل عام راضية عمّا يقدّم، فالنسبة لا بأس بها من الأغاني الجيّدة، رغم وجود العديد من الأغاني التي لا يليق أن نسميها بهذا الاسم، بقدر ما هي وسيلة لجمع المشاهدات والتعليقات لا أكثر.
• هل تؤمنين بأن الغناء يغذّي الروح وبإمكانه أن يهذّب الذوق؟ أم أن وظيفته الاولى للتسلية؟
• أكيد وبشدّة، أنا شخصياً وبعد أي عرض أو أي حفلة أشعر بنشوة وشعور لا يوصف، وكأني كلما غنّيت كسبت عمراً جديداً، وطاقة إيجابيه تكفيني لإكمال أسبوعي الحافل بالمهام الكثيرة كأمّ وكزوجة وباحثه وأخت وابنة وصديقة.
• كلمة أخيرة لقرّاء صحيفة “حيفا” وعموم جمهورك ومتتبعيك؟
• شكرا على اللقاء الرائع، وشكراً للفرصة الجميلة التي أتاحت لي الحديث معك. أحب أن أقول لكل من يتابعني ويحبّني أن يكونوا صادقين، ألا يتجمّلوا لأجل أحد، ولا يغيروا أنفسهم لإرضاء أحد، استغلّوا كل دقيقه في حياتكم، فما يذهب لا يعود، أصرّوا وثابروا لتصلوا أهدافكم، فليست هناك لذّةٌ كلذّة الوصول إلى المبتغى بعد تعب وجهد.
• نشكرك شكرا جزيلا
• عفوا.
عمري 8

غمري 8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *