عمري مع الرياضة…. مدرب الكاراتيه، رياض حسنين

مراسل حيفا نت | 01/08/2017

عمري مع الرياضة
مدرب الكاراتيه، رياض حسنين
على المدرب الناجح أن يكون في المقدّمة

أجرينا حوارًا في صحيفة “حيفا” مع مدرب الكاراتيه، ابن مدينة شفاعمرو، رياض حسنين (أبو علي)، للتعرف على أهمية رياضة الكاراتيه..

– متى بدأت التمرن على الكاراتيه؟
كانت بدايتي مع الكاراتيه سنة 1975، في بيت الشبيبة على يد المدرب وهبة حسون، وهو من أوائل المدربين في الوسط العربي، وما زلت أكن له كل الاحترام والتقدير. واليوم أنا تابع لمنظمة الكاراتيه العالمية “مونين” ومؤسسها ومعلمها المعلم الفذ الإيطالي دينوكونترلي، وإلى الأكاديمية العالميةI.k.T.A … International karate teachers academy لمعلمي الكاراتيه بإشراف المعلم القدير دينو كونترلي.

– ما هي أهم انجازاتك في فتره احترافك كلاعب كاراتيه، وكيف خضت تجربة التدريب؟
لدي مشاركات كثيرة من بطولات محلية وعالمية حققت فيها إنجازات مشرفة.. الكاراتيه هو نهج حياة وهو عالم واسع، وعلى الممارس أن يتعمق في فن الكاراتيه ومعرفته أكثر، فالكاراتيه عالم كبير وواسع ونجهل عنه الكثير.

– هل تجد إقبالًا على الكاراتيه في مجتمعنا العربي؟
لقد أصبحت رياضة الكاراتيه تلقى رواجًا في المجتمع العربي، فهناك الكثير ممن يمارس هذا الفن العريق من شباب وشابات، ولكن للأسف ما يشدّ الجميع المفهوم الخاطئ عن ثقافة البطولات والأحزمة واستعراض العضلات، وذلك يعود للكثيرين من المدربين غير المهنين الذين يسوّقون الكاراتيه على أنها سعلة تباع وتشترى، وأصبح كل من يحمل حزامًا أسود مدربًا، بدون رقابة ولا ثقافة ولا معرفة بقيم ونهج هذا الفن الرياضي العريق.

– ما هي أكثر العيوب الشائعة برياضة الكاراتيه في وسطنا العربي؟
كثرة المدربين الذين يبحثون عن جني الأرباح، لقد أصبحت رياضة الكاراتيه تدار من قبل مدربين لا مهنيين، بعيدًا عن قيم ومبادئ الكاراتيه ونهج الرياضة الصحيح.

– وكيف يمكن النهوض برياضة الكاراتيه في بلادنا؟
يمكن النهوض بالكاراتيه عندما تهتم السلطات المحلية بهذا الفرع وتقوم بدعم النوادي بميزانيات كما تدعم كرة القدم وتخصص قاعات ملائمة لها، وكذلك وزارة المعارف، حيث أصبحت رياضة الكاراتيه ضمن قائمة الألعاب الأولمبية. يجب تأسيس لجنة مهنية وأن يعرف أولياء أمور المتدربين أكثر عن الأهميّة الصحية والنفسية لهذه الرياضة، ومعنى التنافس الشريف وأن نخلق جوًا من الانسجام والألفة بين المشاركين في النادي.

– ما هي الطريقة الأنسب لتدريب الكاراتيه، والمراحل التي يجب أن يمر بها المتدربون؟
أن يقوم المدرب بالتدريب حسب نهج وروح الكاراتيه، فلكل فئة عمرية يوجد شكل ومنهج تدريب يختلف، من حيث القدرات العقلية والجسمانية.

– إلى أي درجة من الأحزمة وصلت إليها؟
البطولات الكثيرة تفقد الكاراتيه مبادئها وجوهرها، والبطولات الأوروبية والعالمية ليست بالضرورة منصفة وعادلة، وقد يدعي الكثيرون أنّهم أبطال أوروبا والعالم بالكاراتيه!!!

– ما هي العراقيل التي تواجه مدرب الكاراتيه؟
هناك عراقيل كثيرة تواجهنا منذ البدء بمهنة تدريب الكاراتيه.. التمويل الذاتي لكل ما نقوم به تقريبًا، وخصوصًا للمشاركة في المباريات المحلية والدولية؛ الاهتمام بكرة القدم وتسليط الضوء على لاعبيها؛ وجود مدربي كاراتيه غير مؤهلين؛ الاعتقاد الخاطئ للأهل بأن الابن قد يصبح بعد عدد من الدورات بطل العالم في الكاراتيه؛ استغلال بعض المدربين والمسؤولين في المراكز والنوادي الموضوع للربح المادي فقط؛ أصبحت الأحزمة ودرجات الكاراتيه سلعة تباع وتشترى كما السوبرماركات؛ كثرة البطولات تفقد الكاراتيه مبادئها وجوهرها؛ هناك من يوهم المتدربين ببطولات دولية ودرجات لا يستحقونها!!

– ما سر مشكلة فهم وتقبل الكاراتيه، رغم الاقبال في وسطنا على هذه الرياضة؟
هناك اهتمام كبير بوسطنا العربي في رياضة الكاراتيه؛ إلّا أن الكاراتيه ليست مجرد رياضة، إنما نهج حياة وعلم واسع. هناك تناقض كبير بين جوهر الكاراتيه وما يسوقون له من أوهام في أيامنا هذه.

– ما هي مواصفات المدرب الناجح؟
المدرب الناجح عليه أن يكون دائمًا في المقدمة، وأن يواكب كل ما هو جديد في عالم الكاراتيه، وعليه أن يتدرّب كثيرًا للحفاظ على المستوى التقني الرفيع، وأن يكون ملمًا بتاريخ ومفهوم وفلسفة الكاراتيه.

– كلاعب كارتيه سابق، لديك الكثير من الإنجازات.. ماذا تعطي اليوم كمدرب للأجيال الصاعدة؟
أقدم مفهوم الكاراتيه الصادق، ولكي يمارس الشخص الكاراتيه بشكل سليم عليه اتباع منهج عملي صحيح: * الإعداد البدني * الإعداد النفسي * حسن التصرف والاحترام * التركيز على النواحي التربوية * بث روح الجماعة والمشاركة بين الطلاب وروح التدرب * احترام قرارات المدرب المهنية والطاعة والولاء بصدق * اتباع منهاج تدريب صحيح حسب قواعد وأصول الكاراتيه التقليدي، بعيدًا عن ثقافة الأحزمة والبطولات المبالغ بها * الدمج بين القوة البدنية والتفكير الذهني، خلق التوازن بين العملي والنظري * اي خلق توازن بين ما نقوم به عمليًا ونظريًا.

– هل رياضة الكاراتيه عدوانيّة، كما يدّعون؟
أنا لا أوافق هذا الادّعاء. رياضة الكاراتيه هي تهذيب للنفس والروح والجسد، تبدأ بالتحية والاحترام المتبادل وتنتهي بالتحية والاحترام المتبادل أيضًا. الكاراتيه تشحن النفس البشرية بقدرات هائلة وتخرج من الروح العدوانية والحقد. هدفها الدفاع عن النفس لا العدوانية والتهجّم. تعلمنا رياضة الكاراتيه معنى السلم والهدوء، بعيدًا عن الحقد والضغينة.

– كيف تؤثر رياضة الكاراتيه على النفس والجسد؟
للكاراتيه تأثير كبير على سلوك وشخصية الإنسان، فهي تعطي الأمن والأمان والثقة بالنفس وصحة التفكير والاختبار وتقوية الذاكرة وحدة النظر والتركيز والهدوء النفسي وعدم الانجراف وراء العدوانية، وهذا ينعكس على شخصية الإنسان في كل نواحي الحياة. على من يمارس الكاراتيه أن يتغذى بشكل صحي وأن لا يفرط في الأكل وأن يبتعد عن كل ما يضر بالصحة من أكل سريع ومشروبات غازية وكحولية وتدخين، والنوم الجيد وعدم الإفراط بالسهر.

– كلمة أخيرة توجهها عبر صحيفة “حيفا”..
لصحيفة “حيفا” رواج في مدينة شفاعمرو، وأقول للجميع عبر الصحيفة: مارسوا الرياضة، وخصوصًا رياضة الكاراتيه، فهي مفيدة للجسد والروح. هنالك مدربون ما زالوا يمارسون رياضة الكاراتيه وقد تجاوزا الثمانين من عمرهم، يتمتعون بصحة جيدة. لا تركضوا وراء الإنجازات والأحزمة بسرعة، اعملوا بشكل دؤوب وشاق لسنوات كما يجب، واعكسوا صورة جيدة عن رياضة الكاراتيه. وأشكر أخي وصديقي المعلم وهيب طه الذي عرفني على المعلم القدير دينو كونترلي الإيطالي الذي علمني بدوره المعنى الجوهري للكاراتيه.
11

22

33

44

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *