“من حيفا.. هنا دمشق”

مراسل حيفا نت | 22/06/2017

عرض كتاب “من حيفا.. هنا دمشق” للكاتب الدكتور خالد إبراهيم سمعان تركي داود، المولود في مدينة حيفا سنة 1958، والكاتب يعمل طبيبًا في قسم الأمراض السّرطانيَّة في المستشفى الإيطالي بحيفا، وأيضًا في صندوق المرضى بحيفا، وهو عضو إدارة اتِّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيِّين، وعضو إدارة صحيفة الاتِّحاد الناطقة باسم الحزب الشيوعي؛ عضو قياديٌّ في الحزب الشُّيوعيِّ والجبهة الدِّيمقراطيَّة للسّلام والمساواة؛ ناشط إجتماعيٌّ في أحياء حيفا.
كم أشعر بالفخر وأنا أقدِّم عرض كتاب من حيفا.. هنا دمشق الذي حلَّق به الكاتب في التَّاريخ والجغرافيا، وفلسفة الحياة بمثاليَّتها ووجوديَّتها راسمًا في الأفق العربيِّ العزَّة والمأساة تتأرجح في سماوات العروبة حين صعودها وحين هبوطها بأسلوب سلس سريع الفهم وبتعبير شعبيٍّ دقيق بكل تفاصيله.
وكأنَّ فلسطين تصدح بأغنية إلهية مقدَّسة ما زالت سهام شمسها تحنو وتنتفض في الوقت نفسه على حجارة القيامة وصخرة المعراج للوصول إلى شكلٍ ابتدعه الله عزَّ وجلَّ في غاية الجمال للتَّحرك كأنشوطة لوحة فسيفسائيَّة تجمع ما بين رقصة البحر المتوسط، وما بين دمشق في رقصة إيحائيَّة للعابد الزَّاهد في أخاديد الزمن العربيِّ لوحة ألوان تتكرَّر السَّماء والأرض في تحوُّلاتها.
ما أجمل عظمة الرِّمال على شاطئ حيفا وهي تناجي غوطة دمشق بعروبتها من يراع الكاتب عبر معركة اليرموك، ومعركة حطِّين، ومعركة ميسلون، ويوم الأرض، ومعارك التَّصدي للبغي والتَّكفير الصُّهيونيِّ توحُّدًا بين مكنونات تتلَّون برؤية المسافات في الزَّمان والمكان لتفجِّر الحبَّ السَّرمديَّ الشَّفَّاف الذي يتوسَّد الحبُّ جمالَ الأرض لتأخذ معانٍ متعدِّدة ابتداءً من رضا الأم الصُّغرى والأم الكُبرى وحادي الثَّورة أبو عرب لتقلب مائة وخمسين عنوانًا محشوَّة بوقائع سرياليَّة وما هي بسرياليَّة من طفولة خارج الحدود والوجود قاطعة نهر الجليد بمياهٍ وأنهارٍ ووميض عجز قوس قزح عن تكوين طيف له رغم ما حاباه الله خجلاً وعجزًا من وجه الشَّام العروبيِّ بالقوَّة والأمل وانتصار الحقِّ بقضيَّة التَّحرير وقضية الأسير من خلال المدرسة التي تسامت وطنًا عربيًّا قوميًّا كبيرًا بمسلميه ومسيحييه لا فئويًّا ولا مذهبيًّا ولا طائفيًّا يغرف الحبَّ من عمق إنساننا المناضل حبًّا عبِقًا على وجه فلسطين بين كلِّ أبعادها ليخرج من حدودها الجغرافيَّة إلى مجال كونيَّة الجمال والابداع لاختبار نفس الهويَّة الجغرافيَّة القوميَّة المبدئيَّة في قول شاعرنا المغفور له محمود درويش: أنا لا أكره النَّاس ولا أسطو على أحد.. إلخ ليوصل ما انقطع. فإلى متى سيبقى الحلم حلمًا، والأمنية أمنيةً. فيا ربِّي بارك في شامنا ويمننا وعراقنا وفلسطيننا حتى تخرج هذه الخلطة المقدَّسة بوتقة من عطر البرتقال، ونغمة قواطع الغوطة، وسر سد مأرب، وغلافات نخيل الرافدين وكأنها بنيانٌ متراصٌّ ومشيَّدٌ وعميقٌ في باطن الأرض تمتدُّ جذورها إلى نواتها في القدس.
سعدات بهجت عمر – (فلسطيني، من رام الله، يسكن في لبنان، عضو الاتّحاد العام للإعلاميّين العرب)
unnamed (8)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *