الاستعداد لشهر رمضان

مراسل حيفا نت | 21/05/2017

الاستعداد لشهر رمضان
(وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) فتجّار الآخرة وصفهم الله على أنّهم (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).. فهم يستعدّون بشوق وحنين من أجل صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا، ليغفر الله لهم ما تقدّم من ذنبهم يصومون رمضان ويتمنّون لو كان الدّهر كلّه رمضان.
يقبلون على قراءة القرآن بتدبّر وتأمّل، استعدادًا ليصبح منهج حياة لهم. يستعدّون لاستغلال أوقات رمضان بالطّاعات، بما يليق بجلال الله وعظمة هذا الشّهر دون تضييع للوقت. علينا الاستعداد منذ اليوم لنكون من عمار المساجد وأن نعزم عزمًا أكيدًا بأن لا نتركها في أيّ وقت كان. نستعدّ لصيام رمضان وقيامه بصلاة التّراويح، فلا نترك المساجد بعد مرور أيّام من شهر رمضان. فاستقباله يجب أن يكون بشوق وحنين لا ينطفئ إلّا بمرور مشوار الحياة.
وهنا لا بدّ من التّذكير، فالذّكرى تنفع المؤمنين. هناك أناس يغفلون عن مقاصد رمضان وحدوده فيحوّلون رمضان إلى فرصة للحفلات الرّاقصة والأغاني حتّى أنّ البعض يسجّل هذه البرامج ويرتّب له ووفقها برنامجًا يوميًّا لتضييع الوقت في رمضان. وهذه المسلسلات وهذه الحفلات التي يجهّزونها لرمضان ويروّجون لها لا تربطها برمضان ولا بروحه أيّ علاقة بتاتًا.
رمضان للصّلاة والصّيام، وقراءة القرآن ولذكر الله وللأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ومساعدة الفقراء والمحتاجين وكلّ أمر حثّ عليه الدّين وأصحاب الفضائيّات، لا همّ لهم إلّا الرّبح ولو على حساب تضييع الوقت وإفساد مقصد رمضان. فالكيس الذي يجعل له ولأسرته برنامجًا تربويًّا إيمانيًّا في رمضان، لأنّ أجر العمل الصّالح في رمضان يتضاعف ووزر المعاصي، كما يتضاعف فالعاقل الذي يطلب الرّبح ويهرب من الخسارة في رمضان كما ألفت انتباه الأخوة والأخوات إلى الجانب الاقتصادي في رمضان حيث أنّنا نسمع مَن يقول: مصروف رمضان كبير الفقير يهلكه مصروف رمضان والغني ينفق فيه أكثر من الحاجة إلى حدّ التّبذير، وهذا أمر غير مقبول شرعًا ولا عرفًا ولا أخلاقيًّا ويتنافى أيضًا مع روح رمضان، لأنّ رمضان شهر الصّوم.. لا شهر الأكل والشّرب والتّبذير، فالفقير يجب أن يستغلّه في أن يخفّف عنه في قلّة المصروف، لأنّه سيتناول أقلّ وجبات في النّهار ولا حاجة لسُفرة فارهة عليها من أصناف الطّعام الشّيء الكثير. ولكن حسب ابن آدم لقيمات يقمنَ صلبه. أمّا الغني فعليه أن يدّخر الزائد عن لقيماته ويتصدّق بها على الفقراء والمحتاجين ليوسع عليهم حتّى يكتب من المؤمنين والرّسول يقسم بالله (وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ).
هذه نصيحتي لنفسي ولكم حتّى نخرج من رمضان مغفورًا لنا.
rrraa11

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *