عنوان جديد في مركَز “لين” للنّساء المصابات بمشاكل بطانة الرّحم

مراسل حيفا نت | 13/01/2017

لمراسل “حيفا”
في مركز صحّة المرأة التّابع لصندوق المرضى “كلاليت” في مركَز “لين”، افتتحت، مؤخّرًا، العيادة الأولى من نوعها لعلاج مريضات انتباذ/تراجع بطانة الرّحم. تعمل العيادة بتعاون وتواصل كاملين مع العيادة في مستشفى “الكرمل” – من مجموعة “كلاليت” – وبإدارة مشتركة من قبل الدّكتور يوفال كاوفمان، اختصاصيّ في تنظير البطن المتقدّم وفي موضوع انتباذ بطانة الرّحم.
أقيم المركز متعدّد المجالات لعلاج انتباذ بطانة الرّحم في الكرمل عام 2009. ومؤخّرًا، قرّرت “كلاليت” إقامة عيادة أخرى في المركز الطبيّ “لين” من أجل تقديم الخدمة وتسهيل حصول المريضات على العلاج مع استغلال التّعاون الوثيق مع جهات علاجيّة هامّة في مركَز “لين”، مثلًا: عيادة الخصوبة والألم ومعهد العلاج الطّبيعيّ، واستشارات التّغذية والطّبّ المكمّل.
يوضح الدّكتور كاوفمان أنّ هذا مرض يصيب 10-15% من النّساء في سنّ الخصوبة (تتلاشى أعراضه عادةً بعد انقطاع الطّمث) ويظهر لدى 30-50% لدى النّساء اللّواتي يعانينَ من مشاكل في الخصوبة، ولدى 80% على الأقل من النّساء اللّواتي يعانين من ألم مزمن في الحوض وحالات نزف شديد، وآلام غير محتملة وتقيّؤ في فترة الدّورة الشّهرية. إنّ إمكانيّة الإصابة بالمرض تبلغ 7 أضعاف لدى النّساء اللّواتي لديهنّ قريبات من الدّرجة الأولى مصابات بالمرض؛ ما يؤكّد أنّ للوراثة تأثير على الإصابة بهذا المرض، إلّا أنّ الجينات المسبّبة له لم يتمّ التعرّف إليها بعد. كما أنّ المرض ينتشر أكثر لدى النّساء النّحيفات. ويسبّب هذا المرض تركّز لخلايا الغشاء المخاطيّ في الرحم، والتي تدعى خلايا بطانة الرّحم، في مواضع غير طبيعيّة خارج تجويف الرّحم، خصوصًا في البطن وفي الحوض، حيث تفرز موادّ تسبّب تهيّجًا إلتهابيًّا؛ ما يسبّب انتقالَ العدوى إلى أعضاء مجاورة كأكياس المبايض، وفي الحالات الصّعبة تخترق الخلايا المصابة عميقًا في أعضاء الحوض؛ مثل: كيس المثانة والأمعاء وقد تؤدّي إلى تشكّل أنسجة ندبيّة. هذه المرحلة من العدوى والتهاب الأنسجة الندبيّة تسبّب أعراضًا جانبيّة حادّة ومعاناةً شديدة للمرأة المُصابة، منها: آلام غير محتملة خلال الدّورة الشّهريّة، آلام عند الممارسة الجنسيّة، مشاكل في الإخراج والتبوّل، واضطّرابات حادّة في الخصوبة.
انتباذ بطانة الرّحم هو مرض إلتهابيّ مُزمن، يتأثّر بهورمونات الجنس؛ فيسبّب الإستروجين تعزيزًا وفرطًا لنشاط الخلايا، بينما يسبّب البروجسترون تأثيرًا عكسيًّا. لذلك ففي حالات ارتفاع هورمون البروجسترون – كما في حالة الحمل وخلال الإرضاع مثلاً يقلّ نشاط الخلايا. وفي نهاية فترة الخصوبة، عندما يقلّ مستوى هورمون الإستروجين في الجسم تخفّ أعراض هذه الحالة، أيضًا.
العيادة الجديدة التي شغّلتها “كلاليت” ستقدّم خدماتها العلاجيّة لمنطقة الشّمال بأكملها، حيث تعتبر العيادة فريدة من نوعها في المِنطقة. قرار إقامة العيادة اتّخذته “كلاليت” نتيجة إدراكها أنّه رغم ارتفاع الوعي حول هذا المرض، بعد سنوات طويلة تنقّلت فيه النّساء بين الأخصائيّين من دون أن يحصلنَ على تشخيص أو علاج، فإنّه ما زالت هناك فجوة زمنيّة تقارب العقد بين المرحلة التي تبدأ فيها الأعراض وحتّى تشخيص المرض وتقديم العلاج الملائم له.
هذا التّأخّر في التّشخيص لا يعني معاناة كبيرة للمريضات فحسب، ولكن من المعروف أنّ التشخيص المبكّر هو المفتاح لعلاج ناجح ولتجنّب المضاعفات القاسية للمرض. العيادة التي أقيمت في مركَز “لين” تشكّل عنوانًا يعمل في المجتمع بتواصل علاجيّ مع مستشفى “الكرمل”، حيث يتمّ هناك علاج الحالات التي تحتاج لتدخّل جراحي. في العيادة يمكن للنّساء الحصول على خدمة قريبة على يد طاقم متعدّد المجالات والتخصّصات، يشمل اختصاصيّو طب نساء في هذا المجال – دكتور يوفال كاوفمان، دكتور موران باز ودكتور عيران سيغف، ويتمّ التّشخيص بالألتراساوند (الجهاز فوق الصّوتي) على يد دكتورة راحيل مندل – مديرة المركز لصحّة المرأة في مركَز “لين” ومركّزة مجال “الألتراساوند” التّابع لـ”كلاليت” في منطقة حيفا وطاقم ممرّضات متمرّسات.
ولأنّه مركز متعدّد المجالات، يعمل طاقم المركز إلى جانب عيادة الخصوبة في مركَز “لين”، وأخصّائيّو علاج الألم، وطاقم العلاج الطّبيعي، وأخصائيّة التّغذية لملائمة برنامج العلاج لتلك المريضات – هذا النّظام المتنوّع يمنح المتعالجات علاجًا متكاملاً تحت سقف واحد.
علاج انتباذ بطانة الرّحم يشمل تقديم أدوية هورمونيّة تحاكي حالة الحمل (عن طريق أقراص) أو تحاكي حالة انقطاع الطّمث. هناك، أيضًا، دواء خاصّ للمرض. كذلك، يتوجّب في أحيانٍ متقاربة القيام بتدخّل جراحيّ لفصل بعض الالتحامات، أو إزالة آفات أو زوائد. وهي جراحات معقّدة تستوجب الكثير من الخبرة والمهنيّة، والتي يمتلكها طاقم الجراحة في عيادة الكرمل.
كما تبيّن أنّ الالتزام بقواعد تغذية معيّنة يساهم كثيرًا في التّخفيف من أعراض المرض، وكذلك علاجات الطّبّ المكمّل. لذلك، يتضمّن الطّاقم المعالج أخصّائيّو تغذية ومعالجين في مجال الطّب المكمّل. كما يتمّ التّخطيط لإنشاء مجموعة دعم للمصابات، لأنّ التّعامل مع المرض هو أمر صعب وله تأثيرات عديدة على الحياة اليوميّة لدى المرأة، والحالة النّفسيّة والعلاقة الزّوجيّة.
العيادة التي تمّ تشغيلها في مركَز “لين” توسّع وتكمل مسارات العلاج التي توفّرها “كلاليت” في منطقة حيفا والجليل الغربيّ لمريضات انتباذ البطانة الرّحميّة. وتعمل على توثيق العلاقة مع الطواقم المجتمعيّة لزيادة الوعي لدى المعالجين والمتعالجات على حدّ سواء، بحيث يتمّ تشخيص المرض لدى المرأة المُصابة في مراحل مبكّرة وتحصل على علاج فعّال في مراحل مبكّرة، مع تقليل المعاناة ومنع أي مضاعفات إضافيّة.
unnamed (9)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *