وتأتيك الإجابة من قبل أن يرتدَّ صوتُ الرَّب! رشدي الماضي

مراسل حيفا نت | 26/09/2016

لقمري
أحد عشر ظلًّا..
***

ما رأيت إلّا
رأيت جسدَ الرَّب
اختار لصليب لهُ فَيْأه.
***

كي يسيل خمر الفِداء
على قدمين
صار يَجْهلهما التُّراب
كنورسين يبحثان عن وطن.
***

جُزتُ إليه
أُقَشّر خِواءَ المكان
ساعةً.. لها عقاربُ مزعجة
أغضب مِنّي قليلًا لأنّي بعيد
وخطواتي بطيئة تُؤجّل نَشوتي
التي لا تبدأ إلّا على طرقات حيفا السَّريعة.
***

أعُدُّ الوقت… أتوَعَّدُ ريحَهُ
بعد أن ربّيتها زمنًا طويلًا.
***

أتمطّطُ على سَطر قصير
في دفتر وقت رأيْتهُ يتقدّم نحوي
مثل أوتار كمان تبدأ يومها بالبروفات؛
وتنتهي وهي ممتلئة بحفْنةٍ مِنْ نَغَم!
***

أحْشُرني في دَلْوِ سؤالٍ ينفخ في حاضري
لماذا أيّها الوقت لا تمارس إلّا النّطق السّاكن فيك؟
وكأنّ هذا العُمر محض خرافة!!
***

أَأْحبسكَ في ساعة متحجّرة
لم تَعُد تَعدُّ لفُلكٍ هديل حمامةٍ
قد تعود:
أمس، اليوم، غدًا…
فصارت في جُحْر يُلدَغُ مرّتين
لحظةً مُعَلّقة!
***

مَشَيْتُني بخفّةٍ ويقظة
لاُضفيَ معنى أشدَّ نقاءً على كلمات القبيلة
سِرْتني شجرةً مع أحْياءِ مالارميه
يمضونَ ولا يلتفتون…
في يد كلّ منهم تفاحةٌ يقضمها بالتذاذ
ويلفظ بذراتها وراءَه…
***

أولستُ اُريدني؛
أن أكون هناك كما هنا
عُمرًا يسألُ، دون أن يلتفتَ خلفه
يسأل عنّي سؤالًا عارمًا:
مَنْ أجدبَ العشْرَ السِّمان.. مَن؟!!
ورؤْياي ليست تكون ولم تكن
ولا حيفا
محض احتمالات تكون
لعلّها ليست تكون!!
***

غادرت وأنا كظلّي في الورى شبح
أقسَمَتُ أن لا أكونَ نسْيا…
وما اتَّخذتْ إلّا الماء وبعضًا من ملحٍ وطحينٍ لها صاحبا.
***

كي أخلق حيفا سيّدةً
يلفّها بياضٌ.. لكنَّهُ ليس الكَفَن
توعّدت الرّيح.. حين رأَتْهُ موحشًا شكْل السُّفن.
***

قالت: كُن!! فلا أكون..
فصاحت: قد كُنتَ لي قبل ذاك القبْل
بيتًا يفيض بالكلام وما يجيء من الكلام
فكيف حرّضْتَ الكلام على الكلام..
وصُغْتهُ.. قصيدة خُرافيّة من خشب الجنون؟!
***

أنا يا صاح لا أريد ضريحًا “لجثّة” الماضي القريب ولا البعيد
كم مات شيء.. ثُمَّ شيء وما من حزن:
لتصير خريفًا تذروهُ الرّياح مثل سَبيّة لم تكن.
***

كُنْ!!
حيفاكَ معجزة أَتتْها الإجابةُ.. مِنْ قبل أن يرتدَّ صوتُ الرَّب:
كُن!! اِسْمًا… لا يخاف افتضاحًا إلى مرق الصُّبح
ظلًّا حارسًا يصحو على بالِ الرّجوع..
ولا يرنو على أعقاب ظنّ!!
0roshdi-0987890

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *