سولم

مراسل حيفا نت | 28/08/2016

كميل ساري – مدير قسم الرقابة ،الأبحاث وسياسة صيانة الآثار في سلطة الآثار

تقع سولم إلى الشمال من العفولة، وقد تأسّست القرية الحالية خلال القرن الثامن عشر، أمّا الحفريات الأثريّة فقد أشارت إلى وجود استيطان منذ عصور قديمة، كما أنّ البعض من الباحثين، رجح على أن تكون سولم هي “شونم” التي ورد ذكرها في التّوراة.

المصادر التّاريخية
يرجّح بعض الباحثين على أنّ سولم هي “شونم” التي ذكرت في المصادر القديمة. من هنا فالمصادر التي ذكرت فيها سولم عجيجة: بداية، ذكرت ضمن المدن التي احتلّها فرعون مصر تحوتمس الثالث (القرن 13 ق.م) كما أنّها ذُكرت في رسائل تل العمارنة المصريّة (القرن الرابع عشر ق.م)، على أنّ الملك (لفايا) حاكم مدينة نابلس احتلّها ودمّرها (1417 – 1337 ق.م).
لاحقًا ذُكرت في التّوراة بعدّة مناسبات، منها: أنّ النبي أليشع زار المدينة “وفي ذات يوم عبر إليشع إلى شونم وكانت هنالك امرأة عظيمة فأمسكته ليأكل خبزًا” (سفر الملوك الثّاني: الأصحاح 4، 8). كذلك فتذكر على أنّها المكان التي احتشدت فيه جيوش الفلستينيين لمحاربة إسرائيل: “فاجتمع الفلستينيّون وجاؤوا ونزلوا في شونم وجمع شاؤول جميع إسرائيل ونزلوا في جلبوع” (صموئيل 28، الأصحاح الرابع).
أمّا في كتاب تاريخ الكنيسة (من القرن الربع ميلادي) فقد تمّ تحديد مكان شونم في الموقع الحالي لقرية سولم.

الحفريّات الأثريّة
يتواجد التّل الأثري “شونم” في القسم الشّمالي من قرية سولم الحالية. المسح الأثري الأوّل أجري عام 1882 من قبل الباحثين “كيندر” و”كيتشنر”. وفي وقت لاحق، قامت جمعيّة المسح الأثري بدعم سلطة الآثار بدراسة الموقع.
أشارت الحفريات في منحدرات التل، على وجود آثار استيطان في الموقع منذ عصر البرونز القديم، الأوسط والبرونز الأخير (3300 – 1200 ق.م)، استمرارًا إلى الفترة الفارسيّة، الهيلينية والرومانية ليمتدّ الاستيطان خلال الفترة الإسلاميّة (الأموية والعباسية القرون 8-9 ميلادي).
ابتداء من العام 2000 أجريت في الموقع العديد من الحفريات الأثريّة، ولا زالت مستمرّة حتّى أيامنا (أكثر من عشرة حفريّات أجريت حتى الآن)، نذكر منها الحفريات التي أجرتها سلطة الآثار بين الأعوام 2009-2010 والتي كشفت في منحدرات التل عن بقايا استيطان من العصر الحديدي (1200 ق.م) والفترات الرومانيّة والبيزنطية. وقد شملت المكتشفات على أجزاء من المنازل التابعة لتلك الفترات وحفرة دائريّة في إحدى المباني التي استعملت كما يبدو لتخزين الحبوب.
أما أبرز المكتشفات من تنقيبات عام 2010، فكانت الكشف عن منزلين لا تزال بارزة عليهما آثار نيران أدّت إلى دمارهما قرابة نهاية حكم السّلالة العشرين من ملوك مصر (1114 – 1038 ق.م). حينها، كانت أيضًا نهاية الحكم المصري في أرض كنعان.
للحفريات الأثريّة في سولم أهميّة لدراسة الموقع، إذ أنّها أثرت معلوماتنا حول حقبات زمنيّة مختلفة في الموقع كما أنّها أضافت بندًا هامًا في المعلومات حول الاستيطان. وعلى سبيل المثال، أكّدت الحفريّات أنّ بداية الاستيطان في القرية تعود إلى العصر البرونزي القديم (3300 ق.م) كما أنّها أضافت لنا معلومات حول هيكل الاستيطان آنذاك وشكله. ورغم كون الاستيطان آنذاك ضئيلًا إلّا أنّه كما يبدو، كان بمثابة مدينة صغيرة وليس قرية.
وكما نعلم من نتائج حفريات جرت في مواقع مشابهة، فالمدن الصّغيرة، أيضًا، كانت محصّنة بالطريقة ذاتها مثل المدن الكبرى. كذلك فإنّ الوثائق التّاريخية تشير إلى كون سولم واحدة من المدن التي كانت تابعة خلال الفترة الكنعانيّة إلى مجدّو.

1 – صورة من الجو لقرية سولم عليها موقع الحفريات التي أجريت ابتداءً من العام 2000.
2 – بعض الجدران التابعة لمبنى من الفترة الصليبيّة، عُثر عليها خلال الحفريات عام 2009.
الصورتان 3 و4 أدوات من الفخار عثر عليها في سولم، تاريخها نهاية الحكم المصري في كنعان.
5 – نتائج المسح الأثري في سولم والمنطقة المجاورة.
unnamed (4)

unnamed (5)

unnamed (6)

unnamed (7)

unnamed (9)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *