رجا زعاترة: المقاومة اللّبنانيّة هي التي تردع العدوانيّة الإسرائيليّة

مراسل حيفا نت | 29/07/2016

في برنامج “نار تمّوز ” على قناة “الميادين”:
رجا زعاترة: المقاومة اللّبنانيّة هي التي تردع العدوانيّة الإسرائيليّة

* إسرائيل تخشى من “حرب متدحرجة” وأضرار جسيمة في الجبهة الدّاخليّة وتتعامل مع سيناريو احتلال الجليل كفرضيّة عمل * إسرائيل راهنت على استنزاف “حزب الله” في سوريا لكنّها تدرك أنّ الحرب أكسبت المقاومة قدرات جديدة ونوعيّة * إسرائيل ستسعى لتوظيف تحالفها الواضح مع “المحور السّنّي المعتدل” لعزل المقاومة وتسعير الفتنة المذهبيّة *

مطانس فرح
“العقيدة القتاليّة الإسرائيليّة مبنيّة على نقل المعركة إلى أرض العدو، والتفوّق التّكنولوجي الكبير على الخصم؛ ولكن المقاومة اللّبنانيّة نجحت في خلق ميزان ردع جديد، تدرك فيه إسرائيل أنّ احتلال الجليل هو سيناريو واقعي جدًا، وأنّ العدوان على لبنان لن يكون نزهة”.
هذا ما قاله الصّحافي رجا زعاترة، سكرتير مِنطقة حيفا للحزب الشيوعي وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطيّة للسّلام والمساواة، لقناة “الميادين”، هذا الأسبوع، في إطار سلسلة خاصّة بعنوان “نار تمّوز 2006 إسرائيليًا”، تأتي في الذكرى العاشرة للعدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006.
وقال زعاترة إنّ المزاعم الإسرائيليّة بأنّ العدوان نجح في خلق معادلة ردع معيّنة لم يعد بمقدورها إخفاء المخاوف الحقيقيّة من تبعات الحرب وإمكانيّات نجاحها، ومن آثارها المدمّرة المتوقّعة على الجبهة الدّاخليّة الإسرائيليّة. إذ تخشى إسرائيل من “حرب متدحرجة”، وتعترف بأنّ الخسائر البشريّة ستكون كبيرة جدًا في الجانب الإسرائيلي. وهذا توجّه إسرائيلي جديد على المستوى الإستراتيجي، لأنّ جيش الاحتلال كان معتادًا على نقل المعركة إلى أرض العدو، إلا أنّه يتعامل اليوم مع سيناريو احتلال الجليل على يد “حزب الله” كسيناريو واقعي، بل كفرضيّة عمل يتم على أساس إعداد خطط إخلاء بلدات ومستوطنات في شمال البلاد.
وأشار إلى القلق الإسرائيلي الشّديد من تعاظم قوّة “حزب الله” العسكريّة وقدراته القتاليّة. ففي الماضي كانوا يسمّونه “تنظيم إرهابي” ولكن يعتبرونه اليوم جيشًا يتصدّر قائمة “التهديدات الإستراتيجية”. ورغم أنّ إسرائيل تراهن على استنزاف الحزب في الحرب الدائرة في سوريا، فهي تدرك أنّ هذه الحرب أكسبت المقاومة قدرات عسكريّة وقتاليّة جديدة ونوعيّة.
وتقدّر إسرائيل اليوم عدد الصواريخ التي تمتلكها المقاومة اللبنانية بأكثر من 100 ألف صاروخ، تصل إلى كل نقطة في البلاد. كما يتوقّع الإسرائيليّون نجاح المقاومة في إسقاط طائرات ومقاتلات جويّة في الحرب القادمة، بسبب الأسلحة الدفاعيّة التي يحوزها “حزب الله”. كما تخشى إسرائيل من مستوى الكفاءات التكنولوجيّة للمقاومة، والتي تخلّ بالتوازن العسكري. هذا ناهيك عن الأثر النفسي والدعائي على المجتمع الإسرائيلي.
أمّا من النّاحية السياسيّة – أضاف زعاترة – فثمة تلاقٍ للمصالح بين إسرائيل وبين الأنظمة العربيّة والإقليمية المتورّطة في الحرب على سوريا. إذ يراهن الإسرائيليّون على عزل المقاومة من خلال الفتنة المذهبيّة، وعلى خروج قوى لبنانيّة توظّف البطش الإسرائيلي لغرض الضغط على المقاومة للاستسلام. ومن المتوقع أن يكون الأمر أكثر وضوحًا ومباشرةً هذه المرّة، لا سيما في ظلّ قرارات جامعة الدول العربيّة ومنظّمة الدول الإسلاميّة ضد “حزب الله”، وفي ظل التّحالف السّافر بين إسرائيل وما يسمّى “المحور السنّي المعتدل”.
وأكّد زعاترة أنّ “نظريّة الضّاحية” الإسرائيليّة – والتي تتحدّث صراحةً عن “الاستخدام المفرط للنّار الجويّة والمدفعية”، واستهداف البيئة المدنيّة الحاضنة للمقاومة من قرى وبلدات ومنشآت مدنيّة وبنى تحتية – هذه النظرية هي الإرهاب بعينه؛ معتبرًا أنّ تبنّي إسرائيل لها يعكس عجزها عن تحقيق نصر عسكريّ ملموس، لذا يلجأون إلى جباية ثمن من المدنيّين اللّبنانيّين.

كلام الصورة:
المقاومة اللّبنانية تمتلك 100 ألف صاروخ وقادرة على إسقاط طائرات إسرائيليّة! (تصوير شاشة قناة الميادين).
f68a00b8-9d1c-4359-b258-d9db862218fe

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *