نايف خوري
شارك الفيلم “نساء الحريّة” لعبير زيبق حدّاد ضمن فئة الأفلام الوثائقيّة في مهرجان حيفا للأفلام السّينمائيّة هذا الأسبوع. وتقول عبير: يروي “نساء الحريّة” قصّة النّساء اللّواتي قتلتهنّ يد الغدر تحت شعار “شرف العائلة”، والنّساء اللّواتي يعشنَ تحت التّهديد بالقتل، والنّساء اللّواتي نجونَ من محاولة قتلهنّ، وحتّى قصّة قاتل أعرب عن ندمه. والجريمة البغيضة التي وقعت قبل 43 سنة في النّاصرة، وراحت ضحيّتها امرأة شابّة، تركت في نفسي قلقًا طيلة تلك السّنين. أعود إلى مسقط رأسي مدينة النّاصرة لأبحث في الموضوع، أسافر في طول البلاد وعرضها ومناطق السّلطة الفلسطينيّة، ألتقط الأحاديث والاعترافات ومشاهد الفكرة السّينمائيّة، وأحاول الكشف عن المبنى الاجتماعيّ والسّياسي الذي يبيح القتل، وأستوضح المصطلح الإشكالي “القتل على خلفيّة شرف العائلة” والذي يسمح بالتستّر على الوجه القبيح لهذه الظّاهرة. لأنّه لا شرف في القتل “لم نولد لنعيش في الإهانة” تصرخ النّساء الشّابات في نهاية الفيلم “نحن نساء الحريّة”.
** عبير زيبق حداد
عبير زيبق حدّاد مخرجة، ممثّلة ومحاضرة لموضوع المسرح في كليّة “بيت بيرل”. ولدت في النّاصرة، وتقيم في يافا، تحمل اللّقب الثّاني (الماجستير) في الفنون المسرحيّة من جامعة تل أبيب.
انتجت ومثّلت عددًا من المسرحيّات، مثل: “الخالة ريم” التي فازت بثلاث جوائز في مهرجان حيفا لمسرح الأطفال، أنتجت وكتبت ومثّلت مسرحيّة “شوكولاطة” والتي فازت بأربع جوائز في مهرجان حيفا للأطفال أيضًا. أنتجت المونودراما – مسرحيّة لممثّل واحد، “مسييه إبراهيم وبراعم القرآن”، في مهرجان تياترونيتو لمسرح “هبيما”، وفازت بالجائزة الأولى في مهرجان مسرحيد في عكا. كتبت البحث وأنتجت الفيلم “دمى” – عن الاعتداءات الجنسيّة على النّساء في المجتمع العربيّ لعام 2011. شارك الفيلم في المسابقة الرسميّة لمهرجان “دوك” في تل أبيب، ومهرجان الأفلام النّسائيّة في رحوفوت، وكان مرشحًا للمسابقة في مهرجان “منتدى المبدعين الوثائقيّين”. فاز الفيلم “دمى” بجائزة الفيلم الوثائقي في المهرجان الأورباني في مدريد عام 2012، كما عرض في بومبي، هولندا، بلغراد، مولدوفا وفي دور السينماتيك في البلاد والوسط العربي والجامعات. أنتج الفيلم بدعم الصّندوق الجديد للسّينما والتّلفزيون والسّلطة الثّانية، وشارك في مشروع “غرين هاوس” في كوفرو.
“دمى” أوّل فيلم وثائقي في العالم العربي حول الاعتداءات الجنسيّة. ويشير إلى ميل جديد في السّينما الفلسطينيّة، يتّجه نحو عرض الذّات ومكاشفتها.
ويقول قيس قاسم من تسالونيكي – اليونان في سياق استعراضه للفيلم: “دمى” يطلق صرخة صاخبة في وجه الهيمنة الذكوريّة وكسر حاجز الصّمت والقمع داخل مجتمعنا العربي. ويُحسب لعبير زيبق – حداد الدور الأهم في أخذ منحى هام في السّينما الفلسطينيّة، الّذي يسلّط الضّوء على العالم النفسي للإنسان العربي وعلى قضايا حسّاسة بقيت في نطاق مُغلق مظلم. المخرجة عبير زيبق حدّاد ترافق وتوثّق مسيرة خمس نساء عربيّات من مراحل عمريّة مختلفة تعرّضن سابقًا لاعتداءات جنسيّة بأشكال عدّة، سبّبت لهنّ أضرارًا نفسيّة وجسديّة، تظهر تداعياتها في حياة كلّ واحدة منهنّ، وقرّرن أن يكسرن حاجز الصمت.
تتحدّث المشاركات عن صيرورتهنّ بكل جرأة، ويأملن بأن يرتفع الوعي في المجتمع العربي لما تحمله الاعتداءات الجنسيّة في طيّاتها من ثقلٍ على المُعتَدى عليها. وتكون المخرجة بذلك قد أطلقت من خلال رحلة البحث هذه صوتًا لطالما أخرسته الهيمنة الذّكوريّة والخوف من آليات القمع المجتمعيّة.





