من مخلفات الكورونا؛
مقاول بناء يُطالب شركة التأمين بتعويض قدره 765,000 شيكل بسبب عجزه عن العمل
على الرغم من إنحسار قوة وباء الكورونا الآ ان مخلفاتها، اضرارها وتأثيراتها ما زالت حاضرة ومستمرة حتى هذه اللحظة، وها نحن نرى ذلك في قضية مقاول بناء من احدى بلدات شمالي البلاد، وهو في اواخر الاربعينات من العمر، والذي تضرر بشكل كبير بسبب هذا الوباء، ونتيجة لذلك إضطر على تقديم دعوى قضائية لمحكمة الصلح في حيفا ضد شركة التأمين “منوراه”، بواسطة المحامي، سامي ابو وردة، الاختصاصي بقضايا الأضرار الجسدية.
ويتبيّن من الدعوى ان المقاول المذكور كان قد أصيب بفيروس كورونا حتى أنه أصبح يعاني من مشاكل صحية جعلته غير قادر على ممارسة عمله كالمعتاد وكما كان في السابق، اي قبل إصابته بالكورنا.
وجاء في سياق الدعوى ايضًا ان المدعي اصيب أثناء عمله بفيروس كورونا في نهاية شهر كانون الثاني من عام 2022، وما زال يعاني من عدة مشاكل صحية حتى يومنا هذا، وكان لهذا الامر تاثيرًا كبيرًا على حالته الصحية وكذلك على سير عمله.
ومن بين المشاكل التي ذُكرت في الدعوى، تعرضه لصعوبة في التنفس عند قيامه بأي جهد، السعال المزمن، فقدان تام لحاسة الذوق. بالإضافة للحساسية تجاه الضوء والضجيج القوي، الارهاق والتعب، القلق والاضطرابات والاصابة بالارق في النوم، وهن عام وآلام متفرقة في جميع أنحاء جسده وخاصة في الاطراف كالساقين واليدين. وأضاف المدعي بأنه يواجه صعوبة في أداء والوظاىف اليومية، ويحتاج الى مساعدة في الاعمال المتنوعة حتى في اداء الاعمال البسيطة في المنزل.
ومن الجدير بالذكر، وكما ذكر في الدعوى، فإن المقاول المدعي ما زال يخضع للعلاج والمتابعة الطبية، وقد تبين انه يعاني من مرض الفيبروميالجيا (الألم العضلي التليّفي)، والذي يؤثر ايضًا بشكل كبير على الأداء المهني.
هذا وكان المحامي، سامي أبو وردة، قد ارفق مع أوراق الدعوى آراء عدة خبراء إختصاصيين في عدة مجالات، ومنها راي خبير إختصاصي في الطب الوظيفي والذي اكد على أن المدعي قد فقد قدرته على العمل بشكل كامل. وفي المقابل فقد أكد طبيب إختصاصي في الامراض الباطنية على أن المدعي يعاني من إعاقة بنسبة 25% بسبب مرض الفيبروميالجيا (الألم العضلي التليّفي).
وإضافة إلى ذلك، فقد اشار طبيب إختصاصي نفسي، الى أن المقاول لديه أيضًا إعاقة نفسية بنسبة 30% نتيجة لما أصابه.
وكانت شركة التأمين قد وافقت في بادئ الامر على تعويض المقاول نتيجة فقدانه القدرة على العمل لعدة أشهر، ولكنها تراجعت عن ذلك في وقت لاحق بإدعاء أن المدعي قادر على استئناف عمله ولا يستحق تلقي التعويضات. وكذلك رفضت الشركة الطلب المُقدم لتعويض الضرر الناتج بسبب العجز عن العمل.
المحامي، سامي أبو وردة، يطالب حاليًا في الدعوى التي قدمها للمحكمة، بتعويض موكله بمبلغ 765,638 شيكل، والذي يشمل فقدان القدرة على العمل وكذلك والعجز عن العمل، بالاضافة ذلك الفوائد والربط بجدول غلاء المعيشة حسب ما تنص عليه شروط بوليصة التامين.
وعقّب المحامي سامي أبو وردة، على هذه الحالة بالقول بان ما حصل مع مقاول البناء ليست حالة إستثنائية لشخص يعاني من آثار فيروس كورونا. بل ان هنالك العديد من العمال، سواء كانوا مستقلين أو موظفين، والذين ما زالوا يعانون حتى يومنا هذا بسبب فيروس كورونا وكثير منهم تأثرت قدراتهم العملية ومنهم من بقي معاقا ولا يدرك ذلك.