من علامات الساعة بقلم الشيخ رشاد ابو الهيجاء

مراسل حيفا نت | 01/12/2023

من علامات الساعة

علامات قرب الساعة كثيرة ولها مقدمات اشار اليها الرسول الكريم حتى نكون يقيظين فلا نغفل ولا نلين انما نكون على استعداد ويقين أن أمر الله سيتم مهما كانت الظروف والأحوال والخاسر من يبقى في غيه وضلاله حتى يلقى ربه وهو في غفلته وقد بين الرسول ما هو حاصل فقال ( يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج ) قالوا : وما الهرج ؟ قال( القتل)وكل هذه العلامات اصبحت واضحة لكل عاقل . وقد يسأل سائل : لما يذكر ذلك الرسول لأصحابه ؟ والجواب : حتى يحصن المرء نفسه بمادرة ابواب الخير التي تجعل المرء على بينة من امره فلا يتردد في الرجوع الى حصنه وهو اتباع سبيل الأنبياء والرسل الكرام , ويتحقق ذلك عند مشاهدة هذه الأحداث فيقوى ايمان المؤمن ويزيده ذلك يقينا أن أمر الله لا بد أن يتم . فيتمسك بشرع الله الذي لا يزيغ عنه الا هالك قال رسول الله ( تركت فيكم أمرين , لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسول الله ) ولو حاولنا المقاربة بين الحديثين نستدل أن اتباع الشرع يحص صاحبه قرب الساعة من أن يكون جاهلا او بخيلا او قاتلا إنما مبادرا للخير ولو في آخر لحظة من عمر هذا الكون استجابة لمطلب رسول الله القائل ( إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها ) ولا شك أننا نلاحظ أن ما اشار اليه الرسول اصبح بين أظهرنا فأول أمر اشار اليه ( يتقارب الزمان ) وهذا يحمل في طياته دلائل كثيرة اولا أن الأيام تصبح تمر سريعا كما بين الرسول في حديث آخر ( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان , فتكون السنة كالشهر , ويكون الشهر كالجمعة , وتكون الجمعة كاليوم , ويكون اليوم كالساعة , وتكون الساعة كاحتراق السعفة الخوصة ) اي ( كاحتراق ورق النخيل وجريده ) ومنها أن البركة في الوقت تقل لأن انشغال الناس لا يكون بما هو نافع للمرء ومجتمعه وأمته أنما هو لهو ولعب وتضييع الوقت في سخافات لا تنفع ويلاحظ ذلك كل ذي لب في زماننا وكثير ما نسمع من يقول ( منضيع وقت ) وينسى المقائل أن هذا الوقت هو الحياة , ولا ينبغى لعاقل أن يضيع حياته دون أن يترك بصمة تخلد ذكراه او تكتب له اجرا ورصيدا يؤجر عليه عند رب الأرباب قال رسول الله ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس , الصحة والفراغ ) فمن استغل وقته بما ينفع لم يردد ما جاء به كتاب الله من حال الغافلين ( يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى * يقول يا ليتني قدمت لحياتي ) وقال ( أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ) اما قول رسول الله ( ويقبض العلم ) لأن العلم فريضة ولا تزيغ امة ولا تضل إلا إذا تخلت عن العلوم النافعة وانقرض علمائها وفي ذلك تأكيد على ضرورة الحرص على العلم واحترام واجلال العلماء الذين بفقدهم تغيب العلوم وتتوقف البحوث ودراسة احوال الخلق والمخلوقات فعن عمر بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الناس , ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) وما قيمة امة او مجتمع اذا كان قادتهم في العلوم وخاصة الشرعية من الجهال  فيكونون سببا في تجهيل الناس وابعادهم عن الحق ففي زمان هؤلاء تتحقق نبوة رسول الله ( إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل , ويرفع فيها العلم ) أما قول رسول الله ( وتظهر الفتن ) وهذه الفتن اكثر من أن تحصى في زماننا فانتشار المعاصي والفواحش وأكل أموال الناس ظلما وعدوانا وبيع الحق بالباطل كما بين الرسول الكريم القائل ( بادروابالأعمال ( الصالحة ) فتنا كقطع الليل المظلم ’ يصبح الرجل فيها مسلما ويمسي كافرا , ويمسي مؤمنا , ويصبح كافرا , يبيع دينه بعرض من الدنيا ) ومن يبادر بالأعمال الصالحة لا تضره الفتن لأنه محصن بما كسبت يداه بعد توفيق الله له قال رسول الله ( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ) اما الشح فهو من المهلكات لأن ترك التعاون والتعاضض بين الناس يؤدي الى هلاك المستضعفين من مرض او علة تصيبهم لذا قال رسول الله (اتقو الظلم فإن الظلم ظلمات  يوم القيامة , واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) فقد كان يتعوذ منه الرسول فيقول (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , ومن العجز والكسل , ومن الجبن والبخل , ومن ضلع الدين وغلبة الرجال )  والعلامة الأخيرة في هذا الحديث ( ويكثر الهرج ) اما بالحروب وإما بالإعتداء على دماء الناس كما هو حاصل في مجتمعنا وهذا ما اكده الرسول في حديث قال فيه (يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته ) فقال بعض القوم يا رسول الله ومعنا عقولنا ذلك اليوم فقال ( لا . تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم ) كيف يكون لهم عقول وحالهم كما جاء في الحديث النبوي ( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل )فقيل كيف يكون ذلك قال ( الهرج القاتل والمقتول في النار )    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *