الكشف عن آثار بيت عزبة وجامع قروي في رهط

مراسل حيفا نت | 22/06/2022

الكشف عن آثار بيت عزبة وجامع قروي في رهط، من بين

الأقدم في العالم حتى الآن (قرابة 1200 عام قبل أيامنا)

يعتبر هذا ثاني جامع من هذا النمط يتم الكشف عنه، حيث عُثر على جامع مماثل خلال حفريات سلطة الآثار عام 2019. الحفريات الجارية في رهط بإدارة سلطة الآثار وتمويل الهيئة لتطوير النقب، سوف تنير معلوماتنا عن بداية الفترة الإسلامية في النقب.

تم العثور مؤخرا في مدينة رهط في النقب على بيت عزبة فخم ومسجد من النمط القروي الذي يعتبر من بين أقدم المساجد في العالم يعود تاريخه الى قرابة 1200 عام قبل أيامنا. تجرى الحفريات الأثرية ضمن التحضيرات لمشروع بناء في جنوب رهط يشمل مجمعات البناء 09-14، الذي تموله الهيئة لتطوير إستيطان البدو في النقب. خلال الحفريات تنكشف خطوة تلو الأخرى مراحل التغييرات التي طرأت على جنوب البلاد ما بين القرون 7 – 9 ميلادي خلال انتقال الحكم البيزنطي الى الإسلامي.

خلال الحفريات التي يديرها الباحثون أورن شموئلي، إيلينا كوغن زهافي ونوح ميخائيل داهود من قبل سلطة الآثار، تم العثور على مبان لها صبغة مسيحية وأخرى إسلامية وهي قريبة من بعضها البعض. “تم الكشف عن بيت عزبة فخم جدا من الفترة البيزنطية، سكنها كما يبدو عائلات مسيحية التي اعتمدت الزراعة، كانت لها سور سميكة احاطتها وبرج للحراسة. توسطت المبنى ساحة مفتوحة”. “على تلة مجاورة لهذا المبنى تم العثور على منازل أخرى تختلف كليا من حيث نمط بنائها: بنيت هذه المنازل قرابة 100 عام بعد المنازل البيزنطية خلال القرون 8-9 ميلادي، وهي الفترة الإسلامية المبكرة. بنيت المنازل على شكل صف طويل من الغرف بالقرب منها ساحة مفتوحة. في الغرف والساحة تم العثور على أدوات الفخار، أفران مصنوعة

من الفخار، التي استعملت كما يبدو للطبخ. جدران المنازل كانت رفيعة نسبية وبنيت من الطين. عن هوية سكان تلك المنازل يشير المسجد الذي عثر عليه في الحي ذاته والذي عثر عليه خلال الحفريات من عام 2019 بإدارة الباحث يوحنان زلغمان وشاحر تسور من سلطة الآثار”.

اما خلال الحفريات الحالية في الموقع ذاته، فقد تفاجئ الباحثون في العثور على جامع مشابه وهو أيضا بني خلال القرن السابع او الثامن ميلادي. يشمل المسجد غرفة واحدة مربعة وحائط إتجاهه مكة (أي القبلة)، المدينة المقدسة في الإسلام. يتوسط هذا الحائط مشكاة (المحراب). تلك المكونات المعمارية تشير على ان المبنى كان مسجدا خلال تلك الفترة. وفقا لحجم المبنى فقد اتسع لعشرات الأشخاص فقط كما يبدو لسكان القرية الأثرية.

تواجد المسجد قرابة 400 مترا الى الجنوب من منزل العزب الفخم الذي بنيت غرفه حول ساحة مفتوحة. أرضيات الغرف رصفت بألواح الرخام والحجارة بينما زُخرفت الجدران بالرسومات الملونة بألوان الأحمر والأصفر. اما عن الحالة الاقتصادية الوفيرة لسكان الموقع، فتشير العديد من المكتشفات مثل أدوات الزجاج، وألواح الزجاج التي تحمل زخرفات الطيور وغيرها.

وفقا لأقوال الباحثين من قبل سلطة الآثار: “المكتشفات التي العثور عليها حتى الآن في المنطقة: المنازل، الجامع، أفران الخبيز وأدوات الطعام اليومية، تنير معلوماتنا على المراحل التاريخية الأولى خلالها دخلت الى شمال النقب ديانة جديدة وهي الديانة الإسلامية ومراحل ترسيخ الديانة بشكل تدريجي حتى السيطرة على الحكم بدى من الحكم البيزنطي.

وفقا لأقوال إيلي أسكوزيدو المدير العام لسلطة الآثار: “الحفريات في رهط لها أهمية كبرى في لنا كباحثين ولكن لسكان رهط أيضا، حيث سيحظى السكان بالتنسيق مع الهيئة لتطوير النقب، بالحفاظ على هذه المكتشفات وصيانتها في الموقع لتكون متاحة لجميع الزوار. حيث سيتم صيانة القديم ودمجه مع الجديد، كما قال سليمان الملك: يرحل جيل ويحل مكانه جيل ولكن الأرض باقية”.

الصور المرفقة بلطف عن سلطة الآثار

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *