الرد الواضح على المتبجح بقلم الشيخ رشاد أبو الهيجاء

مراسل حيفا نت | 17/11/2021

الشيخ رشاد أبو الهيجاء
إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي

الرد الواضح على المتبجح

تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لرجل اسمه بطرس زكريا ,  وكان يعتبر سابقا من رجال الكنيسة الأرثودوكسية في مصر وبقي يعمل في هذه الكنيسة حتى سنة 2002 وسرح منها لمواقفه السلبية والتي تثير فتنا كثيرة  ومن ثم انتقل الى لوس انجلس ليعمل هناك وأيضا حسب تصريحات الكنيسة ان إدارة الكنائس هناك حذرت الجمهور من مواقفه وتصريحاته فهذا الشخص المأفون شغله الشاغل هو الطعن بالإسلام والقرآن ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ويتلفظ بكلام لا يخرج من رجل مؤمن يحترم نفسه ولا أظن انه يحترم الدين الذي ينتمي اليه فلو كان يحترم الدين الذي ينتمي اليه لعرف حده ولزم بيته ولم يتفوه بكلمة لأن القرآن الذي يطعن بصحته وبمن أنزل عليه كرم المسيح وأمه تكريما عظيما فإن طعنه  في القرآن فهو طعن  وتشكيك بما جاء فيه القرآن من الأخبار عن المسيح وأمه الصديقة ولا أظنه لا يعلم أن في القرآن سورة باسم مريم عليها السلام  ,وأن القرآن يسرد قصة مولد المسيح بأجمل وأفضل ما يكون  وأن القرآن يدافع عن المسيح وأمه وأنه أيضا يقص علينا معجزات المسيح التي لم ترد بأي كتاب مقدس غير القرآن ولكنني على يقين انه يعمل من اجل مصالح جهات همها اثارة الفتن في بلاد العرب والمسلمين , والتي هي أصلا تعاني من ويلات وويلات دبرت لها حتى جعلتها تنزف تحت مسميات كثيرة  ولا نرى نهاية هذا النزيف في القريب العاجل , فيأتي هذا المأفون بهذه الفيديوهات ليزيد الجرح وليحوله الى جرح طائفي مقيت لا نرضى به ولا يرضى به الشرفاء من أبناء شعبنا ولذا لا بد من كلمة فصل بين الحق والباطل تقال على لسان الشرفاء لتئد الفتنة  قبل استفحالها ولا نطالب بذلك لأن الشرفاء في كل محفل عليهم اعلان الولاء ولكن حتى نعلنها أمام الجميع أن مثل هذه التصريحات لا تمت بصلة لمواقف أبناء شعبنا وأن هذه الفتنة لن تمر علينا  وكذلك نعلنها في هذا المقام بأن تعاملنا مع أبناء شعبنا قاعدته ومصدر التوجيه فيه كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فالقرآن الكريم قال ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وظاهروا على اخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )  وبين كتاب الله اركان الايمان التي كان عليها رسول الله فقال( آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون * كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ) نفهم من هذا القرآن أن من لا يمكر بالمسلمين في دينهم وأوطانهم لا بد من البر اليه والإحسان اليه لا كما يفعل بطرس زكريا  الذي لم يستوعب أن النبي محمد بعث بالحنفية السمحة التي جمعت ولن تفرق احترمت ولم تهن المخالفين بالعقيدة لذا أذن لوفد نجران من النصارى بالصلاة في مسجده وبحضرة المسلمين , ولأن الرسول محمد لم يكن عنصريا كزكريا بطرس فقد مات ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله , وهذا النبي الكريم لما مرت به جنازة فقام لها واقفا , فقالوا له : إنها جنازة يهودي فقال عليه الصلاة والسلام : أليست نفسا ؟ نعم علم أصحابه هذا الخلق العظيم صدره الى العالم ليغيض الحاسدين والحاقدين ومرضى النفوس , فمن تتبع سيرة أصحابه يجد الأثر العظيم لخلق هذا النبي الكريم فعمر بن الخطاب لما رأى رجل كبير يطرق الأبواب من أهل الكتاب أمر له معاش شهري من بيت المسلمين وقال ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين وهذا من مساكين أهل الكتاب )ولما مر بقوم مجذومين من النصارى أمر بمساعدتهم من بيت مال المسلمين ويروى أنه لما ماتت أم الحارث بن أبي ربيعة وهي نصرانية شيعها أصحاب رسول الله , ويروى أن التابعين كانوا يعطون رهبان النصارى نصيبا من صدقة الفطر وكل ذلك وأكثر يؤكد الخلق العظيم الذي يصدر عن صاحب خلق عظيم وشرف عظيم ونقول للجميع لا ينبغي لنا القبول بمثل هذه التصريحات وعلينا نبذ كل فاجر كفار يحاول الإساءة والتجريح بالآخرين وأؤكد لمن سأل ويسأل عن موقف رجال الدين في البلاد وخاصة في حيفا فأقول لا ينبغي لأحد أن يطرح مثل هذه الأسئلة لأن كل أبناء شعبنا الشرفاء لا يقبلون بمثل هذه التصريحات ويؤكدون أنهم يستنكرون أقواله وأفعاله تماما كما فعلت الكنيسة في مصر لذا يجب أن نحافظ على الأخوة الإنسانية التي تجمعنا لأن القافلة تمر والكلاب تنبح ولا يضر السحاب نبح الكلاب وسنبقى اخوة وجيران لنا عليهم حقوق ولهم علينا  واجبات ونفهم ذلك من الروايات التي وصلتنا عن الحبيب محمد وأصحابه فقد روي أن عبد الله بن عمرو أوصى غلامه أن يعطي جاره اليهودي من الأضحية , ولما سأله عن سبب هذا الاهتمام قال له قال رسول الله : ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه , وشرح القرافي البر الذي حث عليه ربنا فقال ( معنى البر الذي أمر الله به المسلمين هو : الرفق بضعيفهم , وسد خلة فقيرهم , وإطعام جائعهم , وكساء عاريهم , ولين القول لهم على سبيل اللطف لهم والرحمة لا على سبيل الخوف والمذلة , واحتمال إذايتهم في الجوار , مع القدرة على إزالته – لطفا منا بهم لا خوفا ولا طمعا   ونصيحتهم في جميع امورهم

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *