المُبْدع بقلم رشدي الماضي

مراسل حيفا نت | 06/07/2021
المُبْدع
بقلم رشدي الماضي
المبدع المقترن بأَل التَّعريف قصَّةُ خَلْق في عمليّة الإبداع المرتبطة بموهِبتِهِ الرَّاقية منزلةً وطاقتِهِ العالية قُدْرةً…
وهذا، ما يجعلهُ يعملُ بشكلٍ دؤُوب على تخليص الكَلَم مِنَ القيود التي تُكبِّلُهُ بها كثرةُ الاستعمال، وتنقيتهِ مِمّا يتراكم عليهِ من صَدَأ الممارسة، لِنَقِفَ بالنَّتيجة أمام إحياء ابداعيّ للحرفِ بَعْد نضوجهِ…
وفي هذا، وصول الكاتب/الشَّاعر إلى بَعْثٍ جديد لتجربتِهِ وارفة الخصوبة والظّلال، لِتُصْبحَ كما شجرة الصَّنْدل، كُلَّما أَمسكتَ بها يُخْبركَ عِطْرها عن سِرّها، فَضَاءً بلا ضِفاف…
وعليه، مِنَ الطّبيعيّ أن يُصْبحَ المُبْدعُ السَّاكن منازل الكلمات، مُدَجَّحا بتجربةٍ مُسَمّدة بكلّ عناصر الكتابة التي تُمَكِّنُهُ من تجاوز الزّمن والحَدَث، لِنَراهُ في بعض ابداعاتِهِ يلج، واعيا، بابَ الواقع الماورائي، والصَّمْتِ الكليم والسُّكون الصَّاخب!!!
إِذّاً، لا أراني أُغْضِبُ الحقيقة، حين أُسجّل:
مبدعنا هذا، كما الأُسطورة، حقيقة ابداعيّة وحضارية وثقافيّة تخترق جَسَد الدلالات وقِيَم الكتابة الأَدبيّة المثاليّة، يكتب بصدقٍ، حتّى الفضيحة، من خلال ادراكِهِ البعيد للعالم، وتصوّره له في أمس، ولِمَا يريدهُ أَنْ يكون في الغد…
فإذا لحرفِهِ عَيْن لترى وتروي، وحَدَس يَقِظٌ هو قناةُ إرسالِهِ التّعبيري، الذي يستعين بما يعاينهُ، ويتخيّلهُ في واقعيّة تشبيهيّة مزيدة، تُقويّ من مَقْصديته الفَردِيَّة والاجتماعيّة في زمنِهِ التّاريخيّ…
وبذلك، يصبحُ نَصُّهُ مدينة الابداع التي تتحرَّكُ في المُطلق، مفرداتُهُ تنبضُ فيها حرارة التّعبير وحساسيّة الصُّورة، مِمّا يجعلها بالنَّتيجة “حالة ملحميّة ابداعيّة” تتجلّى في مراياها إِراءَةُ الكلمة بأناقة مُميَّزة، تسرق المعنى بيد وتُعْطي المعنى البديل بيدٍ تستدرج القيمة الفنيّة حتّى مُنتهاها ليظلَّ الإبداع هو الحياة بغير قيد…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *