أمسية إشهار لكتاب “الانهيار” باللغة العبرية للكاتب عفيف شليوط

مراسل حيفا نت | 18/06/2021

أمسية إشهار لكتاب “الانهيار” باللغة العبرية للكاتب عفيف شليوط

 

عيدان برير: الكاتب يدمج في قصصه عوالم وأزمنة مختلفة، فيجمع أجواء الأساطير اليونانية مع أجواء الفترة العباسية في  بغداد.

 

بروفيسور رافي فايختر: قصة “شو في معك يا ستّي” تعالج قضية النكبة بأسلوب انساني بامتياز.

الأفق للإعلام – وسط أجواء ثقافية راقية، وبحضور جمهور يهودي وعربي، عُقدت أمسية ثقافية مساء الخميس (3/6/2021) في مؤسسة “مكان للشعر” في حيفا، احتفاء بصدور كتاب “الانهيار” باللغة العبرية للكاتب عفيف شليوط، مدير عام مؤسسة الأفق للثقافة والفنون، ورئيس تحرير صحيفة “حيفا”.

افتتحت الأمسية روتم عطار حيث رحبّت بالحضور، وهنأت الكاتب المُحتفى به عفيف شليوط، بمناسبة صدور مجموعته القصصية “الانهيار” باللغة العبرية، واستعرضت المواضيع التي تناولها الكاتب في قصصه، وأشارت الى الأسلوب الذي يميّز كتابات عفيف شليوط، وخروجه عن المألوف، وقدرته دمج عدة أساليب في قصصه.

 

قراءة مسرحية لقصة “عالم ذكور”

بعدها دعت روتم الممثلة روضة سليمان لتقديم قراءة مسرحية لقصة “عالم ذكور” من ضمن المجموعة القصصية “الانهيار”، وبشكل تلقائي وغير مبرمج تم دعوة الكاتب عفيف شليوط للمشاركة في القراءة المسرحية للقصة ذاتها، فقدم عفيف وروضة قراءة مسرحية للقصة باللغتين العربية والعبرية، وقوبلت هذه القراءة بتصفيق حار من قبل الجمهور، تعبيرًا عن تقديرهم للمستوى الفني للقراءة وبجمالية القصة ولأن هذه الفقرة عبّرت خير تعبير عن هذا اللقاء متعدد الثقافات.

 

مداخلة عيدان برير

 ثمّ قدّم المحاضر في جامعة تل أبيب عيدان برير، الذي قام بتحرير الكتاب باللغة العبرية، حيث أشار في مداخلته الى أهمية عودة القصة القصيرة الى المركز وأن تحتل موقعًا هامًا في المجال الثقافي، ومع صدور كتاب “الانهيار” لشليوط، يعود الكاتب ليضع القصة القصيرة في المركز من جديد.

كما أشار عيدان الى موقع أحداث قصص المجموعة التي تقع معظمها في مدينة حيفا، وكيف يطرح الكاتب المواضيع الانسانية بأسلوب سريالي وما بعد الحداثة، ويتطرق الى تأثره بأسلوب كافكا في قصة “الانهيار”، والى دمج عوالم وأزمنة مختلفة في قصة “عالم ذكور” فيجمع أجواء الأساطير اليونانية، مع أجواء الفترة العباسية في  بغداد، مع اللامعقول والواقع المر ، كل هذا في قصة واحدة، مشحونة بالنقد اللاذع لكيفية تعامل المجتمع الذكوري للمرأة في كل المجتمعات وليس للمجتمع العربي فقط، حيث أن كيفية طرح الموضوع في القصة، ممكن أن ينطبق على كل المجتمعات، وهذا ما يميّز كتابات عفيف شليوط، أنها تصبو الى العالمية.

وتحدّث عيدان عن الوصف لدى الكاتب حيث ينقل لنا أجواء القصص، من خلال العالم الداخلي للشخصيات، ففي قصة “كهنة من ثلج” يصف الخمول وعدم الحركة بروعة متناهية ليعكس تخاذل شخصيات القصة وعدم قدرتهم على المواجهة، بل يصفهم بالفئران التي تتجه الى أوكارها، فهم ينتظرون الخلاص من الخارج، فهم عاجزون عن إتخاذ أي قرار أو القيام بأيّة خطوة.

 

مداخلة بروفيسور رافي فايختر

هذا وتناول بروفيسور رافي فايختر في مداخلته معظم قصص المجموعة، فبدأ بقصة “الانهيار” التي رغم تأثر كاتبها بأسلوب كافكا، لكنه أبرز الاختلاف بينهما وخصوصية هذه القصة التي تصف قمع الانسان لأخيه الانسان عندما يمر بفترة ضعف، حيث يسحق الكاتب الشخصية الضعيفة ويجعلها في النهاية تتحول الى سلحفاة يتم وضعها في سلّة المهملات.

وفي قصة “عالم ذكور” برز تأثر الكاتب بالمسرح بشكلٍ ملفت للنظر، وتأثره بالمسرح الإغريقي، وكيفية استخدامه للأزمنة. كما تطرق الى قصة “لوحده” التي تعالج قضية عزلة الانسان بعد أن يفقد مكان عمله، فيدخل الى عالمه الداخلي ومعاناته، وكيف يتغلّب على العزلة من خلال وضع برنامج جديد لحياته اليومية.

وعن قصة “شو في معك يا ستي” قال أن هذه القصة تصور حياة امرأة مسنة تصر على البقاء في وطنها رغم مغادرة كافة أفراد عائلتها الوطن، فتسعى كل يوم الى مغادرة بيتها والتوجه لمنطقة وعرية للحصول على نباتات برية لتأمين طعامها، الى أن يضع الجنود سياجًا حول البرية، فتقف هذه المرأة حائرة كيف ستحصل على الطعام، فهي “لا تأكل من البرادات وطعام البرادات”. قصة انسانية تعالج قضية النكبة بأسلوب انساني بامتياز، وتصف العلاقة بين الأجيال من خلال لقاء شخصية الراوي مع هذه المرأة المسنّة.

بعدها يعود الكاتب عفيف شليوط والفنانة روضة سليمان الى المنصة لتقديم قراءة مسرحية باللغتين العربية والعبرية، وهذه المرّة لقصة “شو في معك يا ستّي”.

 

كلمة الكاتب عفيف شليوط

في الختام دعت روتم الكاتب المُحتفى به عفيف شليوط الى المنصة لإلقاء كلمته، فقدّم الشكر للمتحدثين والحضور ولمؤسسة “مكان للشعر” التي احتضنت هذه الأمسية. وقال أنه عندما يكتب يلجأ الى الابتعاد عن موقع أحداث القصة الى مكانٍ آخر، حتى يتمكن أن يرى الأمور بشكلٍ اشمل، كما أشار الى شغفه بالتلاعب بالأزمان في قصصه. وأضاف أن هذا الكتاب “الانهيار” هو الكتاب الثاني الذي يصدر له باللغة العبرية، بعد أن صدر له كتاب “جذور المسرح الفلسطيني في الجليل” باللغة العبرية أيضًا، وعن الاستقبال الرائع لهذين الكتابين من قبل الأوساط الأدبية العبرية. كما دعا الى إنشاء إطار أدبي عربي يهودي بالتعاون بين مؤسسة الأفق للثقافة والفنون ومؤسسة “مكان للشعر”، من أجل مناقشة قضايا أدبية وفكرية تؤرق الأدباء العرب واليهود. دعا الى إنشاء هذا الإطار في هذا الوقت بالذات لأن مثل هذه اللقاءات هي أفضل رد على الغوغائيين المتطرفين الذين يحاولون أن يسيطروا على الشارع، فقال نحن يجب أن لا نترك الساحة لهؤلاء، فلنا دور ولنا رسالة يجب أن نوصلها وبقوة.      

                      

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *