أصحاب الاخدود بقلم الشيخ رشاد ابو الهيجاء

مراسل حيفا نت | 26/05/2021

الشيخ رشاد أبو الهيجاء
إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي
لقد كثر السؤال حوال من هم أصحاب الاخدود ؟ ولماذا ذكروا في القرآن الكريم ؟ ولماذا اهتم بهم رسول الله ؟ وحتى نجيب عن هذه الأسئلة علينا أن نؤكد أن ذكرهم جاء في القرآن والسنة النبوية ففي القرآن قال الله تعالى ( والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود * قتل أصحاب الاخدود . النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) وجاءت السنة لتوضح لنا قصتهم لذا لن يكون لي الكثير من التعقيب لأنني سأسوق اليكم حديث رسول الله كاملا كما جاء في صحيح مسلم قال رسول الله ( كان ملك فيمن قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث الي غلاما أعلمه السحر فبعث إليه غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد اليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب , وقعد اليه , فإذا أتى الساحر ضربه , فشكى ذلك الى الراهب , فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي , وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة , قد حبست الناس , فقال : اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل , فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الرهب أحب اليك من أمر الساحر فقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس , فرماها فقتلها , ومضى الناس , فأتى الراهب فخبره , فقال له الراهب : أي بني أنت اليوم أفضل مني , قد بلغ من أمرك ما أرى , وإنك ستبتلى , فإن ابتليت فلا تدل علي , وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص , ويداوي الناس من سائر الأدواء , فسمع جليس الملك كان قد عمي , فأتاه بهدايا كثيرة , فقال كل ما ههنا لك أجمع إن شفيتني , فقال : إني لا أشفي أحدا , إنما يشفي الله , فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك , فآمن بالله فشفاه الله , فأتى الملك فجلس اليه كما كان يجلس , فقال له الملك : من رد عليك بصرك ؟ قال : ربي , قال : ولك رب غيري ؟ قال ربي وربك الله , فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام , فجيء بالغلام , فقال له الملك : أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص , وتفعل وتفعل , فقال : إني لا أشفي أحدا , إنما يشفي الله , فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه الى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به الى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال : اللهم أكفينهم بما شئت فرجف الجبل فسقطوا وجاء يمشي الى الملك فقال له الملك : ما فعل أصحابك قال : كفانيهم الله فدفعه الى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقر فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه , فذهبوا به فقال : اللهم أكفينهم بما شئت . فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي الى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله فقال: للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به , قال : وما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل : باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني , فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال : باسم رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات فقال : الناس آمنا برب الغلام فأتى الملك بالأخدود في أفواه السكك وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها , فقال الغلام : يا أمه اصبري فإنك على الحق ) ويستفاد من سرد هذه القصة بهذه القوة الكثير من الدروس ومن أهمها ان الصراع القائم بين الحق والباطل قائم منذ بداية البشرية وقد تمثل بداية بمقتل قابيل لأخيه هابيل واستمر الحال على مر العصور والأزمنة حتى يومنا هذا وقد جاءت الرواية القرآنية والحديث النبوي لتثبت أصحاب النبي على دينهم وهي تقول لهم لستم وحدكم في هذا الطريق فقد سبقكم الى ذلك أصحاب الرسالات السماوية من قبلكم وثبتوا وفي ذلك يهيئ نفوس أصحاب النبي ومن تبعهم لاستقبال التحديات الجسام التي ستواجههم في مسيرتهم بصبر وثبات الى أن يرث الله الأرض ومن عليها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *