العشر الأواخر من رمضان بقلم الشيخ رشاد ابو الهيجاء

مراسل حيفا نت | 05/05/2021

العشر الأواخر من رمضان
الشيخ رشاد أبو الهيجاء
إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي
قد دخلنا الثلث الأخير من شهر رمضان الذي أشار اليه رسول الله بأنه موسم العفو الرباني لعباده لقول رسول الله ( رمضان اوله رحمة , واوسطه مغفرة , وآخره عتق من النار ) وبما انه كذلك فحري بنا أن نقتدي برسول الله الذي جاءت اخبار سنته انه كان اكثر ما يجتهد في العبادة في هذه العشر الأواخر من رمضان فعن عائشة رضي الله عنها ( أن رسول الله كان إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ) ومعنى ذلك انه كان يترك كل مشاغل الدنيا وينشغل بعبادته لله وحتى يعم الخير أهله كان يوقظهم لمشاركته في العبادة لله من صلاة وقراءة القرآن وذكر الله بالتسبيح والتحميد والتكبير والاستغفار لأن في هذه الأيام ليلة القدر التي ذكرها ربنا بقوله (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها * بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر ) فقد عظم الله هذه الليلة التي تكون في العشر لأنه أنزل فيها القرآن الكريم , وحتى ينال المرء ثواب وأجر عمله فلا بد أن يحدد الاعمال التي يجب أن يقوم بها ليكون عمله مرتبا ومهذبا , وأول ما يجب الانتباه اليه في هذه الايام أن يكثر من الذكر بكل أنواعه ومن قراءة القرآن والاستغفار وأن يقلل من الكلام الا للضرورة وقد جاء عن نبي الله زكريا قال (قال إني نذرت للرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) لأن فضول الكلام قد يهلك صاحبه فعن عمر بن الخطاب قال ( من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه النار أولى به ) وان تمكن جمع اسرته على العبادة فذلك خير على خير وليحرص أن يحيي ليالي هذه الايام بقيام رمضان مع الامام في المسجد فعند الترمذي عن رسول الله ( إنه من صلى مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليله ) والرسول قال ( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) اي ايمانا بالله وتصديقا بما سيناله من ثواب هذه الليلة المباركة والتي أمرنا بتحريها في هذه الايام لقول رسول الله ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) وعند البخاري عن رسول الله ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) اي في الايام المفردة من العشر وعند الامام مسلم ان رسول الله قال ( التمسوها في العشر الأواخر , فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي ) وهذا الحديث يحصر ليلة القدر بالأيام السبع الأخيرة وأغلب الناس يجتهدون على احياء ليلة السابع والعشرين من رمضان لحديث أبي بن كعب أنه قال ( والله إني لأعلم أي ليلة هي ليلة القدر التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين ) وعملا بهذا الحديث سنفتح المسجد ليلة السابع والعشرين من رمضان للاعتكاف فيه ( أي ملازمته وعدم الخروج منه الا للضرورة ) ولقيام ليلة القدر من صلاة العشاء حتى طلوع الفجر اقتداءا برسول الله الذي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان في المسجد وبقي على هذا الحال حتى انتقل الى الرفيق الأعلى وكما قدمت يرجى للمعتكف الانشغال بالعبادة والابتعاد عن مخالطة الناس والاكثار من الكلام معهم فقد ذهب الامام أحمد الى أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس , حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن , بل الافضل له الانفراد بنفسه والتحلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه . فلنبادر الى احياء هذه الليلة حتى لا يفوتنا الخير الكثير فقد جاء عن رسول الله انه لما كان يبشرهم بقدوم رمضان كان يقول لهم ( وقد أظلكم شهر رمضان فيه ليلة خير من الف شهر , من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها الا محروم ) وكيف لا وهو قد خسر ما يعادل عبادة الف شهر اي 83 سنة في ليلة القدر وقد قدمت ان شرف هذه الليلة العظيم كان سببه نزول القرآن والذي نزل في رمضان لقوله تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) ومن فضائل هذه الليلة 1 : انها الليلة التي أنزل فيه القرآن قال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ). 2 : أنها ليلة مباركة قال تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) . 3 : يكتب الله فيها الآجال والأرزاق خلال العام المقبل ( قال تعالى ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) 4 : فضل العبادة فيها اعظم قال تعالى ( ليلة القدر خير من الف شهر) . 5 : تتنزل الملائكة فيها الى الارض بصحبة جبريل عليه السلام ( تنزل الملائكة والروح فيها ) 6 : ليلة كلها سلام وأمن ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) . 7 : فيها يغفر الله الذنوب ( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) وأخيرا ندعوكم لشحذ الهمم في هذه الأيام المباركة كما وندعوكم لصلاة العيد الساعة السادسة صباحا ونذكر من لم يخرج زكاة الفطر أن يبادر قبل صلاة العيد لأن النبي قال ( من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة , ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *