في الجمعة العظيمة كل ما حولنا يهوذا الإسخريوطي !بقلم خالد عيسى

مراسل حيفا نت | 02/04/2021

في الجمعة العظيمة
كل ما حولنا يهوذا الإسخريوطي !
بقلم خالد عيسى
يا يسوع أيّها الفلسطيني المعذّب تحمل صليبك على طريق الجلجلة ، يا ابن الجليل ، بشارة الله في الناصرة ، تولد مطاردا بمغارة في بيت لحم ، واليوم تحمل صليبك حين قرر اليهود موتك !
أيّها الفادي على الصليب يقتسم أحبار اليهود ” السنهدريم ”
دمك وثيابك ، ويحتفلون بعذابك في درب الآلام ، ويضعون تاج الأشواك على رأسك ، ويحتفلون بموتك .
في الجمعة العظيمة وقبل قيامتك ، لو تدري يا ابن الجليل الناصري ، نحن شعب الله الموجوع ، نحمل صليبنا في درب الآلام الطويل .. بين الجليل ومخيم اليرموك ، بين حاجز قلنديا وبيت لحم ، بين غزة ومعبر رفح ، بين مخيم ومستوطنة ، بين الجدار العازل والخط الأخضر ، بين غريق مشرد على شواطئ ايطاليا ويهودي من الفلاشا في صفد ،
نحن شعب الله الفائض عن حاجة أرض الله الواسعة ، حين قرر شعب الله ” الدلوع ” ان يحط كالجراد على بلادنا ، ويلتهم زرعنا ويمص ضرعنا ، ويبعثرنا في أوطان الآخرين ، لاجئين مشردين ، تلفظنا المطارات الشقيقة وغير الشقيقة ، نحمل وثائق سفر لا تؤهلنا الدخول حتى الى الحمام ، نحن أخطر من وباء ” الكورونا ” تحجزنا المطارات والمعابر في غرف الحجر الصحي ، نحن الوزن الزائد عن حمولة الطائرات العربية ، نبحر في بحار العالم بحثا عن مخيم !
يا يسوع أيّها المخلص خلصنا من يهوذا الإسخريوطي الذي يعد المكائد لنا في أكثر من عاصمة عربية ، وأكثر من ” بطرس ” يتبرأ منا ويبيعنا قبل صياح الديك !
يا يسوع الفلسطيني نحن من 73 عاما ونحن على طريق الجلجلة تدمي سياطهم جلودنا ، و نذوق مرارة الخل ونحن نرى الأمّة تخوض حروبها الطائفية والمذهبية ، وتقبّل يد عدونا ، وتشعل النار في مخيماتنا ، وتغلق أبوب السفر في وجهنا ، وتفتح عواصمها لسفارات عدونا ، ونحن بين سجن نفحة ، وسجن المزة ، بين عدو وشقيق نحصي الشهداء ونوزعهم على العواصم حسب الترتيب الأبجدي !
في الجمعة العظيمة نحن شعب الله الموجوع أبناء مغارتك في بيت لحم ، وحولنا أكثر من يهوذا الإسخريوطي يسلمنا لعدونا من اجل حفنة من الفضة !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *