في الدين حسن المعاملة بقلم الشيخ رشاد

مراسل حيفا نت | 01/04/2021

في الدين حسن المعاملة
الشيخ رشاد أبو الهيجاء
إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي

صاحب الدين يجب أن يكون طيب الجانب سهل في تعامله مع العباد لذلك بين ربنا أن من صفات عباد الرحمن ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )فإذا كانت هذه من صفاتهم فلا بد أن يكونوا قريبين من الناس يعيشون حياتهم بألفة ومودة ومحبة ورحمة وهذا ما تميز به رسول الله حيث كانت المرأة من ضعفاء الامة تلتقي به وتقول له : يا محمد اريد أن أكلمك . فكان يقول لها : اجلسي بأي سكك المدينة أجلس اليك وكانت تأتيه الفتاة الصغيرة من عامة الناس تأخذ بيده ليقضي لها حاجتها فيسير معها . بل أنزل الله آيات كريمات تبين حسن التعامل فقال ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) وهذا الخلق من رسول الله في بيته وخارجه على حد سواء حيث أخبرتنا السيدة عائشة أن رسول الله كان يقم البيت ويعجن العجين ويخصف نعله وإذا نودي الى الصلاة( قام كأنه لا يعرفنا )ومن كان هينا لينا حرم الله عليه النار لقول رسول الله ( ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : على كل هين لين قريب من الناس سهل ) حتى ولو لقي من مخالطته للناس العنت وسوء المعاملة كما بين رسول الله ( الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )وهذا الخلق دليل لإيمان العبد بربه . ومرضاة له لا يعيب أحد منهم ولا يقول فيهم إلا الحق ولا يتتبع عوراتهم وزلاتهم بل يعفو ويصفح ويغض الطرف عن مساوئهم لأنه طاهر القلب عفيف اللسان نقي الجوارح قال رسول الله ( ليس المؤمن بالطعان , ولا اللعان , ولا الفاحش البذيء ) ولا يخفى علينا كم عانى رسول الله من سوء معاملة أهله وأهل عشيرته فقد ضربوه ورجموه وشتموه وكادوا أن يقتلوه وجاء بيان ذلك في كتاب الله ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ) فقال له أصحابه يا رسول الله : أدع على المشركين . فقال ( إني لم أبعث لعانا , أنما بعثت رحمة )ويصدق هذا القول كتاب الله ( وما أرسلناك ‘لا رحمة للعالمين ) ومن اجل بلوغ هذه الغاية جاء التوجيه الرباني قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) وقال ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خبيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) وقال ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكن عند الله أتقاكم )وجاء بيان حسن المعاملة انه الايمان على لسان رسول الله حيث سئل رسول الله : يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال : طيب الكلام , واطعام الطعام , قالوا : ما الايمان ؟ قال : الصبر والسماحة . قالوا : أي الإسلام أفضل ؟ قال : من سلم المسلمون من لسانه ويده . قالوا : أي الايمان أفضل ؟ قال : حسن الخلق . وجاء التوجيه الرباني بكثير من الآيات الكريمات قال تعالى (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )والذي يدفع الى حسن التعامل شيء تأصل في نفوس أهل التقوى والصلاح ألا وهو خلق الحياء الذي أمتزج بكل المعاملات كما جاء في حديث رسول الله ( الايمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان )وقد فسره العلماء على ان الحياء هو المحرك لكل الاخلاق الحسنة والمعاملات الطيبة بين العباد وخالقهم وبين العباد ويرسخ هذا المفهوم قول رسول الله ( الحياء من الايمان , والايمان في الجنة , والبذاء من الجفاء , والجفاء من النار )وجاء في سورة الاسراء توجيهات ربانية لحسن التعامل قال تعالى ( ولا تقتلوا أولادكم خشية املاق نحن نرزقهم اياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا * ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا * ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا * ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا * وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا * ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا * ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا * كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *