الحرب على الارهاب مستمرة… حتى بعد مقتل بن لادن

مراسل حيفا نت | 02/05/2011
إحدى غرف المجمّع الذي كان يختبئ فيه بن لادن

 قتل بن لادن… الخبر مؤكد ولا شك فيه وتنتظر الادارة الاميركية الان نتائج الحمض النووي لزعيم القاعدة لاقفال الملف. ورغم مقتل بن لادن لا تزال الحرب على الارهاب مستمرة. هذا ما اكده الرئيس الاميركي باراك اوباما يوم الاحد لدى اعلانه خبر مقتل بن لادن، وجددت تاكيده وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في خطاب اليوم. وقالت كلينتون ان مقتل بن لادن يشكل رسالة للارهابيين مفادها ان لا احد يستطيع هزيمة الولايات المتحدة داعية عناصر القاعدة الى التخلي عن اعمالهم الارهابية والانضمام الى الجهود التي تقودها الولايات المتحدة من اجل وقف العنف ضد الابرياء. وفيما قالت انه بمقتل بن لادن تم تحقيق العدالة، اكدت دعم الولايات المتحدة لشعب وحكومة باكستان قائلتا: " تعهدنا دعم شعب وحكومة باكستان. بن لادن كان قد اعلن الحرب على باكستان ايضا".

الى ذلك، أعلنت مصادر رسمية أميركية لمحطات التلفزة ان أيمن الظواهري، طبيب العيون الذي ساعد في تأسيس جماعة الجهاد الإسلامي في مصر، بات الهدف التالي. وقالت مصادر مطلعة ان خطر الارهاب مستمر وتتابع الولايات المتحدة الان ردود الفعل حول العالم على خبر مقتل بن لادن كما يتوقع ان يفرض تاهب حول السفارات والمصالح الاميركية حول العالم اذ هناك تخوف من ان تتحرك الجماعات الارهابية في اليمن والصومال خلال الاشهر القليلة المقبلة ردا على خبر مقتل بن لادن.

ورغم أنه يستبعد ان تكون تلك الجماعات الارهابية قادرة على التخطيط لعملية إرهابية واسعة لسوء التنظيم بين تلك الجماعات، لا يستبعد ان تستيطع تنفيذ عمليات متفرقة كالهجمات على لندن في 7 تموز- يوليو 2005. وفي هذا الاطار قال ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه)  ان جماعات ارهابية ستحاول "بشكل شبه مؤكد" الثأر لمقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي كان وراء هجمات 11 ايلول/سبتمبر، في العملية التي نفذتها قوات اميركية خاصة في باكستان. واضاف "من شبه المؤكد ان يحاول الارهابيون الثأر لمقتله، وعلينا ان نبقى حذرين وحازمين وسنكون حذرين وحازمين".

وحول عملية مقتل بن لادن، علم ان الرئيس باراك اوباما وقّع قرار العملية يوم الجمعة الماضي، وكان قد اعطى امر قتل بن لادن لدى العثور عليه. يشار الى ان عملية وحدة الكوماندوس الاميركية التي نفذ بموجبها مقتل بن لادن  كان الخيار الثاني الذي عرض على الرئيس الاميركي ووافق عليه اذ كان هناك خيارا اخر يتمثل بتفجير المجمع الذي يتحصن به بن لادن في ابوتاباد المدينة الواقعة شمال اسلام آباد في باكستان. وقد علم ان المجمّع بني قبل خمس سنوات وكان محصنا جيدا، وقد تمت العملية بشكل سري اذ لم تبلغ الولايات المتحدة السلطات الباكستانية بالعملية التي نفذت وبررت انتهاك سيادة باكستان بـ"ضرورة التحرك لاعتبارات اخلاقية وقانونية".

وفيما يعيش العالم عامة والولايات المتحدة خاصة يوما تاريخيا اعرب اميركيون عن فرحتهم لمقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن. ومنذ مساء يوم الاحد، ولدى اعلان الرئيس الاميركي خبر مقتل بن لادن تدفق الاف الاميركيين وهم يلوحون بالاعلام الاميركية على شوارع نيويورك وواشنطن ابتهاجا بالخبر. ويوم الاثنين لا تزال التجمعات قائمة في نيويورك التي شهدت هجمات 11 ايلول/سبتمبر  كما عج  "غرواند زيرو" بالمواطنبن الاميركيبن من كافة الاعمار الذين هتفوا " USA" ،" USA"، " USA" رافعين الاعلام الاميركية.

وكان الرئيسي الاميركي اعلن مساء الاحد في خطاب للعالم مقتل بن لادن وقال "مساء اليوم يمكنني ان اعلن للاميركيين والعالم ان الولايات المتحدة نفذت عملية أدت الى مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المسؤول عن مقتل آلاف الابرياء، "منذ نحو 10 سنوات نفذ في احد ايام ايلول/سبتمبر اسوأ هجوم في تاريخ الولايات المتحدة. ان مشاهد هجمات 11 ايلول/سبتمبر لا تزال عالقة في ذاكرتنا، عندما خطفت طائرات كانت تحلق في سماء صافية ورأينا انهيار برجي مركز التجارة العالمي وتصاعد الدخان الاسود فوق مقر البنتاغون وحطام الرحلة 93 في شانكسفيل في بنسلفانيا حيث منع عمل بطولي وقوع مزيد من الدمار والحزن".

واضاف "نعلم ايضا ان اسوأ الصور هي التي لم يشاهدها العالم اجمع. الكرسي الشاغر عند العشاء. الاطفال الذين نشأوا من دون اب او ام. الاهل الذين لن يتمكنوا ابدا من ان يحضنوا اولادهم. لقد فقدنا ثلاثة الاف من مواطنينا تاركين فراغا كبيرا في قلوبنا.في 11 ايلول/سبتمبر 2001 (…) كنا موحدين في تصميمنا على حماية بلادنا واحالة اولئك الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات الحاقدة على القضاء (…) وبالتالي خضنا حربا ضد القاعدة لحماية رعايانا واصدقائنا وحلفائنا".

وقال "لكن اسامة بن لادن نجح في الفرار من افغانستان الى باكستان. وفي الوقت نفسه استمر تنظيم القاعدة في تنفيذ عمليات على طول هذه الحدود وعبر فروعه في العالم اجمع.وبعد ان توليت مهامي (في كانون الثاني/يناير 2009) طلبت من ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ان يجعل من القضاء على بن لادن او القبض عليه اولوية في حربنا على القاعدة في حين اننا نواصل تنفيذ عمليات للقضاء على شبكته وتفكيكها.وفي آب/اغسطس الماضي بعد سنوات من العمل البطيء لاجهزة استخباراتنا تبلغت بوجود خيط يوصل الى بن لادن".

وقال الرئيس "لقد تطلب الامر عدة اشهر لمتابعة هذا الخيط. لقد اجتمعت مع فريقي للامن القومي عدة مرات لبحث المعلومات المرتبطة بتحديد مكان بن لادن في مجمع مباني في قلب باكستان. اخيرا الاسبوع الماضي قررت انه اصبح لدينا ما يكفي من المعلومات للتحرك واذنت بعملية تهدف الى القبض على اسامة بن لادن واحالته على القضاء.اليوم (الاحد) شنت الولايات المتحدة عملية محددة الهدف ضد هذا المجمع في باكستان. ونفذت مجموعة صغيرة من الاميركيين العملية بشجاعة ومهارة فائقتين. لم يصب اي اميركي في العملية.وبعد تبادل لاطلاق النار قتلوا اسامة بن لادن واخذوا جثته".

وختم الرئيس قاتلا "يشكل مقتل بن لادن النجاح الاكبر حتى الان في العمليات الاميركية للانتصار على القاعدة. الا ان مقتله لا يعني نهاية جهودنا. لا شك في ان تنظيم القاعدة سيواصل شن عمليات ضدنا. علينا ان نبقى متيقظين في بلادنا وفي الخارج وسنبقى كذلك. علينا ان نؤكد مجددا ان الولايات المتحدة ليست في حرب مع الاسلام ولن تكون يوما في حرب مع الاسلام (…) لم يكن بن لادن زعيما مسلما. لقد قتل عددا كبيرا من المسلمين (…) على كل من يؤمن بالسلام وكرامة الانسان ان يشيد بمقتله.
من الاهمية بمكان ان نذكر بان تعاوننا في محاربة الارهاب مع باكستان ساعدنا في الوصول الى بن لادن والمجمع الذي كان يختبىء فيه.لم يختر الاميركيون هذه المعركة لقد فرضت علينا وبدأت مع تعرض مواطنينا لمجازر عبثية. وبعد 10 سنوات من الخدمة والتضحية نعرف تماما ثمن الحرب.لكن (…) لن نسمح ابدا بان يهدد امننا وسنتحرك عند تعرض مواطنينا للقتل (…) سنحترم القيم التي نؤمن بها. وفي امسية مثل هذه يمكننا ان نقول لكل اسرة فقدت شخصا عزيزا بسبب ارهاب القاعدة انه تم احقاق العدالة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *