طالب مؤتمر عن شباب العراق عقد في بغداد بالتعاون بين مجلس النائبة صفية السهيل الثقافي ومكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت شعار "المستقبل لنا " بهدف دعم وتطوير وتمكين الشباب العراقي من اخذ دورهم الحقيقي في المجتمع وعمليات التنمية وشهد جلسات حوارية ونقاشية بمشاركة أكثر من 300 مشارك.. طالب باستحداث استراتيجية للاهتمام بالشباب ونشاطاتهم.
وجاء المؤتمر ضمن النشاطات الدولية لدعم الحوار والتفاهم مع الشباب وبين الشباب والشباب في اطار السنة العالمية للشباب التي اعلن عنها بقرار من الجمعية العامة للامم المتحدة في 12 آب (أغسطس) عام 2010 الى أب عام 2011 وهو اليوم العالمي للشباب.
طالباني: شباب العراق واجهوا الجريمة والارهاب
وقال الرئيس جلال طالباني في كلمة له إن شعار المستقبل والثقة به وبقدرات الشباب على أن يكون المستقبل لهم ومن خلالهم للعراق هو مبدأ مهم يؤكد الثقة والطموح كما يؤكد الإصرار العملي لبلوغ الطموح عبر إرادة وتخطيط وعمل تنهضون به من أجل البناء والتقدم.
وأشار الى ان اعتماد الحوار والنقاشات كصيغة عمل في المؤتمر من أجل التوصل إلى نتائج مفيدة هو الآخر مبدأ مهم وأساس من مبادئ العمل في الحياة المدنية الديمقراطية لا يمكن من دونه تجميع الجهود وتوحيدها وتفاعلها لصالح بناء المجتمعات والدول في هذا العصر الذي تنمو فيه لغة الحوار والعمل المشترك والإرادات الديمقراطية على حساب لغة الإنفراد والإستبداد والإقصاء التي تضمحل وتتراجع وتنحسر في عالمنا الحديث.
وأضاف إن طاقات الشباب هي الرصيد الحيوي لأي مجتمع في بنائه وتطويره "ومن حسن الحظ أن مجتمعنا العراقي هو مجتمع شاب وذلك بفعل أن الشباب يشكلون أغلبية في المجتمع العراقي وبما يعني أن الإمكانية البشرية للعمل والنهوض متوفرة من خلال سعة القاعدة الشبابية في العراق".
وقال انه بقدر ما تكون هذه النتيجة مهمة ورصيدا للمجتمع فإنها تضع مسؤوليات متبادلة بين القطاع الشبابي من جهة وبين جهات التخطيط الحكومي من جهة أخرى.. وقال "فيما يبدو مطلوبا من الشباب أن يكونوا بمستوى المسؤولية التي ينتظرها المجتمع منهم في مجالات العمل والبناء والحرص على تثبيت ركائز النظام الديمقراطي ومؤسساته فإن الجهات التخطيطية الحكومية تبدو هي الأخرى مطالَبة بالعمل على استيعاب الطاقات الشبابية وتهيئة جميع مستلزمات النهوض والعمل أمامها ووضعها في دائرة الإهتمام في كل المشاريع والبرامج التي تخطط لها الدولة وتسعى لتنفيذها".
وأشار الى ان دور الشباب كان حيويا خلال هذه السنوات الثماني من عمر التجربة الديمقراطية سواء في حماية الدولة والمجتمع من شرور الإرهاب وتطوعهم لخدمة أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية وتقديمهم التضحيات الغالية على طريق مقارعة الإرهاب والعنف والجريمة أو في إسهامهم الحيوي في بناء الديمقراطية وتعزيز مؤسسات الدولة بالطاقات والخبرات التي اختصرت الزمن. وأضاف ان أمام الشباب مسؤوليات أكبر لتعزيز دورهم وتطويره وبما يضمن استفادة المجتمع من أقصى طاقاتهم.. وقال "لعل مؤتمرا مهما مثل هذا هو من الوسائل اللازمة لتزويد السلطات الحكومية والبرلمانية وأصحاب القرار والرأي العام بتصوراتكم وآرائكم بشأن السبل الأكثر فاعلية لتحرير طاقاتكم وقبل هذا توفير المستلزمات المطلوبة من الدولة لتحرير تلك الطاقات".
النائبة صفية السهيل راعية المؤتمر
وقالت النائبة المستقلة صفية السهيل في كلمة لها ان المؤتمر يهدف الى دعم الشباب من مختلف الطيف العراقي ويمثلون التعددية والتنوع في المجتمع. وأشارت الى انه بحسب احصائيات الامم المتحدة ومسوحات وطنية ودولية مختلفة فأن العراق يعد واحداً من اكبر دول العالم من حيث نسبة فئة الشباب فيه اذ يبلغ عدد السكان دون سن التاسعة عشر حوالي نصف مجموع سكانه وأن 78% من سكان العراق تحت سن 35 سنة فهي تمثل الشريحة الاكبر والتي تحتاج اهتماما اكبر واوسع بخطط وطنية شاملة حيث ان اكثر من 50% من مجموع العاطلين عن العمل في العراق هم من شريحة الشباب اي بما يعادل مليون شاب عاطل عن العمل.
وأضافت ان 43% من شباب العراقهم تحت سن 15 وأكثر من60% من الاطفال لا يستمرون في الدراسة بعد انهاء الدراسة الأبتدائية اي ان اقل من 40% يستمرون بالدراسات المتوسطة. وبحسب الاحصاءات بأن فقط 21% دخلوا في السنتين الأخيرتين من الدراسة الأعدادية ,اي بمعنى اقل من 20% من طلابنا الذين يدخلون المدارس يستمرون بتعليمهم ومنا هنا التفسير المأساوي لعودة مفزعة للامية في العراق.
وقالت ان العديد من الشباب غير منخرطين في النشاطات الفنية والرياضية وبحسب الاحصائيات فان نسبة 70% من الشباب ليس لديهم اية اهتمامات بالنشاطات الثقافية والفنية او لم تتوفر لهم اصلا الفرص برأينا وان نسبة 87% لا يرتادون اندية شبابية ونسبة 68% لا يمارسون اي نوع من انواع الرياضة، ونسبة 37% ليس لديهم اية هوايات. وأكدت انه نتيجة للأضطرابات والصراعات التي عاشها الشباب العراقي خلال العقود الماضية يُعاني العديد منهم من اعراض الأجهاد الحاد كما يعاني 24% من الشباب من العصبية والتوتر ويصاب 17% منهم بصداع مزمن كما ينفجر 32% منهم بالدموع بسهولة بمعنى ان شبابنا لديه الكثير من الاحباطات والمشاكل المادية والروحية والعاطفية وصعوبة الحياة والمشاكل اليومية. واوضحت ان هذه الأحصائيات تعطي آفاق مستقبلية ضئيلة للشباب وتدق ناقوس الخطر لمستقبل شبابنا واجيالنا القادمة.
وشددت السهيل على ضرورة استغلال طاقات الشباب وحماسهم وابداعاتهم وايجاد حلول لحاجاتهم وأزالة المعوقات والتحديات التي امامهم ودعمهم في تحقيق آمالهم وتطلعاتهم وتطوير وتمكين قدراتهم. ودعت الى خلق فرص تعليمية ومهاراتية أكثر وفرص عمل مجدية للشباب ولنشاطاتهم الأجتماعية والرياضية والفنية والثقافية والنفسية والصحية والأقتصادية ومشاركتهم في المجتمع والحياة العامة والحكم وبالأخص اندماجهم بشكل أكبر في القطاع النفطي والزراعي والصناعي والتجاري حيث حضور الشباب فيها ضعيف جداً. وطالبت بالعمل بشكل جاد من اجل تقليص الفجوة بين الشباب والمسؤلين بتوسيع نطاق الحوار والفهم المتبادل لأنهاء الاقصاء والتهميش والأهمال لهذه الشريحة الواسعة من المجتمع وانصافهم.
وطرحت السهيل توصيات عدة لتحسين اوضاع الشباب العراقي تقضي بدعوة المؤسسات الوطنية كافة بالتعاون مع المجتمع المدني ومجلس القضاء الاعلى والقطاع الخاص والمؤسسات الثقافية والاعلامية والرياضية بالعمل على التسريع في وضع استراتيجيه وطنية تُعنى بالشباب من اجل ادماج قضايا الشباب في جدول اعمال التنمية الوطنية. وكذلك دعوة البرلمان والكتل السياسية والاحزاب والشخصيات العراقية تبني وتمرير المصادقة على تعديل قانون الانتخابات التشريعية بجعل سن الترشيح للعراقي من عمر 25 سنة او اقل من اجل انهاء اقصاء الشباب عن الحياة السياسية. ثم مطالبة الحكومة والبرلمان والمؤسسات الوطنية العراقية والقطاع الخاص لأتخاذ اجراءات وطنية لتحسين حالة الشباب وتنميتهم وأخذ تدابير رامية لتدعيم القدرات الوطنية في ميدان الشباب ومن اجل زيادة نوعية وكمية الفرص المتاحة للشباب بحيث يتسنى لهم مشاركة كاملة وفعالة وبناءه في المجتمع.
وناشدت التنظيمات الشبابية في العالم دعم ومؤازرة الشباب العراقي والانفتاح نحو الاتصال والتواصل والتشبيك بين المؤسسات العراقية العراقية والعراقية الدولية بمساعدة الامم المتحدة و المنظمات والمؤسسات الدولية ذات الخبرة في هذا المجال وتوسيع مشاركة الشباب العراقي في التجمعات الطلابية العالمية المعنية بالشباب والسعي باشراكهم بالفعاليات الدولية في جميع المجالات وبكل الاختصاصات.
المؤتمر يدعو لاستراتيجية وطنية شاملة لتنمية الشباب
ودعا المؤتمر في ختام اعماله المؤسسات الوطنية كافة بالتعاون مع المجتمع المدني ومجلس القضاء الاعلى والقطاع الخاص والمؤسسات الثقافية والاعلامية والرياضية بالعمل على التسريع في وضع استراتيجيه وطنية تُعنى بالشباب من اجل ادماج قضايا الشباب في جدول اعمال التنمية الوطنية. كما ناشد الحكومة والبرلمان والمؤسسات الوطنية العراقية والقطاع الخاص لأتخاذ اجراءات وطنية لتحسين حالة الشباب وتنميتهم وأخذ تدابير رامية لتدعيم القدرات الوطنية في ميدان الشباب ومن اجل زيادة نوعية وكمية الفرص المتاحة بحيث يتسنى لهم مشاركة كاملة وفعالة وبناءه في المجتمع.
وطالب التنظيمات الشبابية في العالم بدعم ومؤازرة الشباب العراقي والانفتاح نحو الاتصال والتواصل والتشبيك بين المؤسسات العراقية-العراقية والعراقية والدولية بمساعدة الأمم المتحدة و المنظمات والمؤسسات الدولية ذات الخبرة في هذا المجال وتوسيع مشاركة الشباب العراقي في التجمعات الطلابية العالمية المعنية بالشباب والسعي باشراكهم بالفعاليات الدولية في جميع المجالات وبكل الاختصاصات.. والعمل على تفعيل استراتيجية وطنية شاملة تركز على تنمية الشباب وتوجيه خطط وتشريعات وموارد الدولة للعناية بموضوع الشباب وجعله موضوعاً مركزياً في الخطط التنموية للعراق مع فتح القنوات للمشاركة الحقيقة للشباب في اعداد هذه الخطط الاستراتيجية عبر مراحل اعدادها المختلفة والاهتمام بمختلف قنوات المشاركة من منظمات المجتمع المدني والشباب.
وشدد المؤتمر على ضرورة تهيئة المناخ الآمن الذي يكفل للشباب حرية الانطلاق للمشاركة الفعالة والبناء المتواصل لطاقاتهم في المجالات التي يختارونها بانفسهم بما يشمل تحقيق الامن وتوفير جميع الحقوق والحريات وتطبيق حقوق الأنسان.. وكذلك الإهتمام بتوفير الخدمات الاساسية للمجتمع المدني كافة وتوجيه الموارد الوطنية لتحقيق مستويات معيشية لائقة ومناسبة للشباب لتنمية وتوجيه الطاقات الشبابية بشكل بناء.. أضافة الى التركيز على البناء الفكري والعلمي والثقافي من خلال المؤسسات الدراسية على كافة مستويات والمؤسسات التي يحتاجها الشباب لتطوير قدراتهم العلمية والفكرية والثقافية والرياضية والفنية وتوجيه الشباب للتعبير البناء عن قضاياهم والتخاطب مع المؤسسات والمنظمات، لتحقيق احتياجاتهم الاساسية وطموحاتهم في المشاركة الفعالة في بناء العراق والاندماج في المجتمع والتعايش المشترك وتقبل الاخر وتنمية روح المشاركة والمبادرة.
كما اوصى المؤتمر بتقديم الدعم للشباب دون تمييز على اساس الجنس او العرق او القومية او الدين او الطائفه او الانتماء الحزبي او النوع الاجتماعي او الأعاقة او العمر في كل انحاء الوطن مع الاهتمام المتوازن بالمناطق الحضرية والريفية على حد سواء.. والعمل على توفير فرص العمل اللائق للشباب في المؤسسات والقطاع الخاص مع العمل على تأهيل الشباب للعمل في القطاع الوظيفي والحر من خلال انشاء المؤسسات الخاصة.. مع التركيز على منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الشباب وتكثيف التعاون مع المنظمات الدولية لتطوير المجتمع من خلال التدريب ونقل الخبرة والبرامج و التعاون الفني.
وأكد ضرورة الإهتمام بمعالجة الانحرافات الشبابية الاجتماعية في الجريمة والجنوح والمخدرات والعمل على تأهيل الشباب للأندماج والمشاركة في المجتمع واعطاء دور حقيقي للشباب في صناعة القرار السياسي للعمل على تخفيض سن مشاركة الشباب في مجلس النواب حتى الخامسة والعشرون. وناشد الحكومة السعي على تدريب القوات الامنية على احترام حقوق الانسان والحريات المكفولة دستورياً بشكل عام.. ومكافحة الامية بين قطاع الشباب وايلاءه اهتماماً خاصاً ينسجم مع الحملة الوطنية لمكافحة الامية، ووضع برامج كفيلة لأنهاء الامية التكنولوجية.
واوصى بتطوير المناهج بما يواكب التطورات العصرية المتمدنة وبعيداً عن الطائفية والشوفينية والتعصب مع المحافظة على خصوصيتنا العراقية.. وتوفير مناخات مناسبة للحوار مع الجهات المسؤولة والبحث المستمر لأيجاد حلول مشتركة لمشاكل الشباب والتواصل للإستمرار بعقد مثل هذه اللقاءات وتوسيع اطار اللقاءات مع الشباب العربي والدولي.. وابعاد الجامعات والمؤسسات التربوية عن الصراعات الطائفية والسياسية والحزبية والمزيد من العمل من اجل دعم وتشجيع وتعزيز حوار الديانات والحضارات والثقافات.
ودعا المؤتمر قيادة عمليات بغداد الى ايجاد آليات للتنسيق مع الشباب لتأمين حماية فعالياتهم الشبابية ومنها أماكن تجمعاتهم والتظاهرات التي يشتركون بها من خلال تشكيل غرفة عمليات شبابية للتنسيق مع عمليات بغداد.
وتقرر عقد مؤتمر الشباب العراقي الثاني في اربيل عاصمة اقليم كردستان بالتعاون والتنسيق مع بختيار أمين (وزير حقوق الإنسان العراقي الأسبق) من منظمة التحالف الدولي من اجل العدالة يومي الثامن والتاسع من الشهر الحالي والعمل مع الشباب من اجل إعداد تقرير وكالة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) عن التنمية في العراق ستخصص عن الشباب في العراق وستطلق في عام 2012.
وشارك في المؤتمر ممثلون عن التجمعات والمنظمات الشبابية وطالبات وطلاب المدارس والجامعات والاندية الرياضية واكاديمية الفنون الجميلة ومن فنانين وموسيقين ومسرحيين وسينمائيين واعلاميين و بحضور ممثلين عن المؤسسات الوطنية العراقية (الحكومة والبرلمان ومجلس القضاء الاعلى وهيئة الاستثمار ومجلس محافظة بغداد وامانة بغداد والقطاع الخاص والمجتمع المدني ) أضافة الى وكالات تابعة للأمم المتحدة واعضاء السلك الدبلوماسي في العراق.