د. إلياس عوني، لصحيفة "حيفا" وموقع "حيفانت":
"لا داعي للقلق؛ يمكنكم الاستمرار بتناول الـ"نوروفين""!
مطانس فرح
في أعقاب ما تداولته وسائل الإعلام المختلفة، منذ مطلع الأسبوع، عن حدوث حالة نادرة من التعقيد، لحقت بكبد الشابّة شيرلي مِردير، إثر تناولها حبوبًا مسكّنة للآلام وخافِضة للحرارة من نوع "نوروفين"، ما أدّى إلى إلحاق ضرر بالغ بكبدها وإلى تعريض حياتها للخطر، انتابت الكثيرين حالة من الذعر والهلع؛ من جرّاء عدم معرفة حقيقة ما حصل، وقد باتوا متخوّفين جدًّا من استعمال حبوب الـ"نوروفين". فلتوضيح الأمر، ولإعلام قرّائنا بحقيقة ما حدث، وتأثير هذا الدواء، فعلاً.. هاتفنا الطبيب د. عوني إلياس، وهو اختصاصيّ كبير بالأمراض الباطنيّة في مستشفى "الكرمل"، ويتخصّص، حاليًّا، بطبّ الطوارئ، أيضًا، فكان لنا معه هذا الحوار:
– أرجو، بدايةً، أن نشرح للقارئ حقيقة ما حصل، وهل هناك مُسوِّغ لتخوّف حقيقيّ أو حاجة إلى القلق، فعلاً؟
د. إلياس: لا أجد أيّ سبب يدعو إلى كلّ هذا الذعر والهلع؛ فإنّ ما حصل هو حالة نادرة جدًّا من المضاعفات، الناتجة عن العوارض الجانبيّة لدواء معيّن. يمكن الاستمرار بتعاطي حبوب الـ"نوروفين"وكأنّ شيئًا لم يحصل؛ فهو أحد العقاقير الناجعة لتسكين الآلام وخَفْض الحرارة. كما من المعروف أنّ لكلّ دواء عوارض جانبيّة، وفي حالات نادرة جدًّا يكون تأثير هذه العوارض حادًّا إلى درجة كبيرة، وفي حالة الشابّة شيرلي، أثّر هذا الدواء في الكبد وأدّى إلى قصوره (الكبد) وتوقفه عن العمل، ممّا اضْطُرّ الأطباء إلى البحث عن إمكانيّة لزراعة كبد بديل. لذا، فمن المحبّذ دائمًا – وقبل تناول أيّ دواء – استشارة الطبيب.
وفي سؤال حول ما إذا كان من الممكن معرفة تأثير هذا الدواء في مُتناوليه، أجاب: "لا تُمكننا معرفة تأثير مسكّن الآلام هذا في مُتناوليه، مسبّقًا، فليست لدينا إمكانيّة لفحص ذلك. كما أنّ الأمر لا يتعلّق بكميّة الحبوب التي يتمّ تناولها أو كيفيّة تناولها، فكلّ شخص يستجيب للدواء بشكل مختلف. ومن المعروف أنّ الـ"نوروفين" دواء ناجع، لكنّه في حالة هذه الفتاة، أدّى إلى إحداث خلل كبير في الكبد".
وحول تفادي خطر العوارض الجانبيّة للأدوية، قال: "من المفضّل، بدايةً، استشارة الطبيب قبل تناول أيّ دواء، كما أنّ العوارض لا تظهر، عادةً، بشكل مفاجئ لدى تناول الدواء، فقد تبدأ، غالبًا، بارتفاع درجة الحرارة، واحمرار الجلد، الحِكّة، أو الإرهاق الشديد، وما إلى ذلك، وحينها، يُفضّل عدم الاستمرار بتناول الدواء، والتوجّه إلى الطبيب قبل تفاقم الحالة وازدياد خطورة العوارض الجانبيّة".
وفي سؤال حول مسكّنات الآلام الأخرى، أجاب د. إلياس: "إنّ ما حصل مع هذه الفتاة، يمكن أن يحصل مع أيّ شخص آخر، فذلك لا يتعلّق بوضعه الصحيّ أو بعمره أو جنسه، وكما هي الحال بالنسبة إلى الـ"نوروفين"، كذلك الأمر بالنسبة إلى أيّ مسكّن آخر، كالـ"أكامول" مثلاً أو الـ"أوپتلچين".. علمًا أنّ تأثير كلٍّ من هذه الأدوية قد يكون مختلفًا؛ فالـ"نوروفين" أثّر وأدّى إلى خلل في الكبد، بينما الـ«أكامول» قد يؤثّر في النخاع العظميّ. وعلى سبيل المثال، نحن هنا في البلاد، نستعمل الـ"أوپتلچين" كمسكّن للآلام، بينما يُمنع، طبّيًّا، استعماله في بريطانيا وأمريكا، مثلاً. وكما أسلفت، فلكلّ دواء ومسكّن عوارضه الجانبيّة، ويمكنك قراءة الوصفة الملحقة بكلّ دواء، لتجد أنّ لجميع الأدوية عوارض جانبيّة".
وفي الختام، أكّد د. عوني إلياس أنّ الـ"نوروفين" دواء فعّال وجيّد، ولا حاجة إلى القلق بتاتًا، فما حصل كان حالة نادرة، فعلاً!