أشار قياديون في المعارضة البحرينية إلى أن الحكومة جندت "بلطجية" لاستهداف المسعفين الذين يعالجون الجرحى من المحتجين الذين أصيبوا في أعمال العنف إثر التظاهرات المناوئة للنظام. ولكن الحكومة البحرينية نفت أي استهداف مخطط لمسعفين.
الأطباء والمسعفون يحتجون على القمع |
قال قياديون في المعارضة البحرينية إن "بلطجية" مأجورين لصالح الحكومة يستهدفون المسعفين الذين يعالجون الجرحى من المحتجين منذ اليوم الأول لإندلاع أعمال العنف بالإرتباط مع التظاهرات المناوئة للنظام الملكي. ولكن الحكومة البحرينية نفت أي استهداف مخطط لمسعفين.
ويعمد المسعفون الآن الى التمويه والتخفي للقيام بواجبهم تجاه المصابين. ويبادر اطباء بملابس مدنية الى استخدام سياراتهم الشخصية لعيادة مصابين في بيوتهم. ونقلت مجلة تايم عن طبيب طلب عدم ذكر اسمه ان لديه كل المواد اللازمة لعلاج الجرحى في بيوتهم.
وقال مسعف يعمل في مستشفى البحرين الدولي انه تعرض الى الركل في مدينة سترة قرب المنامة متهماً قوى الأمن بالاعتداء عليه. واضاف ان العمل في سيارات الاسعاف اصبح شديد الخطورة لذا قرر المسعفون نقل المصابين بسياراتهم الخاصة.
وقال الباحث فاراز ساناي من منظمة مراقبة حقوق الانسان "هيومن رايتس ووتش" ان استهداف ذوي المهن الصحية ليس ظاهرة جديدة في البحرين وان المنظمة قامت خلال الشهر الماضي بتوثيق نمط مقلق من الاعتداءات على اطباء وممرضين ومسعفين أُرسلوا لمعالجة مصابين.
وأشار ساناي الى عمليات غلق واعتداءات ضد المستشفيات وتلاعب بالملفات الطبية وضرب مرضى واعتقالات بين الأطباء. وقال ساناي لمجلة تايم "ان هذا يمثل تصعيدا خطيرا للعنف ضد اعضاء الأسرة الطبية". ويقول مراقبون انه بالاقتران مع الاعتقالات المستمرة لناشطي المعارضة الذي زاد عدد المفقودين منهم على 90 فإن استهداف المستشفيات وجه ضربة الى زخم المعارضة.
وأكد طبيب في مستشفى ابن النفيس الخاص ان المستشفى عالج نحو 30 مريضا أُصيبوا في حملة يوم الثلاثاء على دوار اللؤلؤة، وان اربعة اطباء مفقودون في الوقت الحاضر بينهم طبيب من مستشفى ابن النفيس اقتاده رجال الشرطة اثناء قيامه بجراحة لمحتج مصاب.
الحراسات الأمنية تحيط بمستشفى السلمانية |
وبعد وضع حراسات عسكرية على مستشفى السلمانية الكبير أخذ المصابون من المحتجين يتدفقون بأعداد كبيرة على المراكز الصحية المحلية غير المجهزة للتعامل مع مثل هذا الضغط.
وتحدثت ممرضات لمجلة تايم عن تعرض موظفين في مستشفى السلمانية الى الضرب على أيدي رجال السلطة اثناء محاولتهم الخروج من المستشفى. واقتحم افراد مقنعون من قوى الأمن المستشفى الدولي، أقدم منشأة طبية أهلية في البحرين. وقال ناشط لمجلة تايم ان مريضا في حالة حرجة أُخذ في سيارة وإنه ما زال مفقودا.
واشارت المعارضة الى ان فريقا طبيا كويتيا لمساعدة مئات الجرحى أُعيد أدراجه على الحدود السعودية ـ البحرينية يوم الأحد الماضي. وقال الدكتور عدنان فائق احد منظمي الفريق الطبي الكويتي لوكالة اسوشيتد برس ان الفريق المؤلف من 53 شخصا و21 سيارة اسعاف عاد الى الكويت يوم الاثنين بعد ان مُنع من دخول البحرين دون اعطاء سبب.
في غضون ذلك دأبت الحكومة البحرينية على التأكيد بأنها لا تستهدف العاملين في القطاع الصحي وأبدت امتعاضها مما تقول انه امتناع المعارضة عن مواصلة الحوار السلمي الذي بدأ لفترة قصيرة في شباط ـ فبراير قبل تصاعد المواجهات بين المحتجين والسلطة.
إلى ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية بمواصلة حملتها الامنية ضد المعارضين. وذكرت المنظمة في بيان لها اليوم الخميس ان "القمع ضد الناشطين والاطباء مستمر"، مشيرة الى اعتقال ستة اشخاص يعملون في المجال الطبي.
واوضحت المنظمة الحقوقية ان هؤلاء الاشخاص جرى توقيفهم بسبب انتقادهم للنظام البحريني الذي تقوده عائلة آل خليفة السنية منذ حوالى مئتي عام، واصفة اياهم بانهم "سجناء راي". واشار البيان تحديدا الى اعتقال الطبيب علي العكري في 17 آذار/مارس.
وكانت المتحدثة باسم هيئة شؤون الاعلام في البحرين ميسون سبكار بررت هذه الخطوات وخصوصا هجوم قوات الامن على مجمع السليمانية الطبي في المنامة بالقول ان المجمع "استخدم من قبل المعتصمين كمركز تنسيق النشاطات السياسية والطائفية".