أمل مرقس تتألق في “بغني” في حيفا

مراسل حيفا نت | 19/03/2011

شاهين نصّار 

تألقت الفنانة القديرة أمل مرقس، أمس الخميس، في عرضها الجديد "بغني" على خشبة مسرح "كريجر" في حيفا، مقدمة أجمل باقة من أغانيها الجديدة التي ضمتها في ألبوم جديد والذي يحمل أيضا اسم العرض ذاته.
وقد حضر المئات من الحيفاويين وغير الحيفاويين هذا العرض المميز، الذي يطلق لأول مرة من حيفا، فعلت أصوات التصفيق لمرقس بعد كل أغنية مميزة، مما يشير الى استمتاع الجماهير بالأغاني الحديثة….
هذا وكانت مرقس قد أهدت خلال العرض، أغنية بعنوان "تعالي الي" التي كتبها طيب الذكر المرحوم القائد توفيق طوبي، الى طوبي، والذي وافته المنيّة مؤخرا…
تختار مرقس عناوين ألبوماتها وأعمالها الفنية من عمق شخصيتها الثرية بالحب والانتماء لقضايا المظلومين والمعذّبين في الأرض، المجبولة بعبق تراب أوطان الأحرار، فليس صدفة أن تكون أسماء ألبوماتها السابقة: شوق، نعنع يا نعنع، و أمل وليس صدفة أيضًا أن تكون المراجعات التسجيلية التقنية في بيت قديم أثري تعود ملكيته للأستاذ المرحوم رجا سعيد في كفرياسيف، فأبدع مهندس الصوت القدير كيفن سليم (أمريكي من أصل لبناني) باحتواء المكان القديم وتسجيل الصوت بشكل رائع، مستعينًا بصدى البيت المشيّد بأسلوب القناطر من الحجر القديم واستعمل بئر الماء لتسجيل أروع المقاطع الصوتية ليدخلها إلى عمق الأغاني ومضامينها، مما جعله يستغني عن التقنيات التكنولوجية الصناعية.
وشارك مرقس في تحضير الألبوم والعرض الغنائي الفرقة الموسيقية بقيادة الأستاذ نسيم دكور، والتي تتكون من: مهران مرعب – قانون / بزق، نسيم دكور – كمان، أمين أطرش درمز، جميل بشتاوي – ناي، حجاي بيلتسكي – كونتراباص، جميل منصور – عود / بزق، نايف سرحان – إيقاعات، ألمار بال – بيانو، وشاحار كاوفمان – قيثارة.
 
أمل مرقس لـ"بكرا": أنا ماضية في طريق التجدد
أمل مرقس من جهتها قالت في حديث لموقع "بكرا": "كل شيء جديد بهذا الألبوم. 11 أغنية جديدة من كلمات وألحان وتوزيعات فلسطينية من البلاد. الموسيقى في هذا الألبوم تخوض معظم المقامات الشرقية والإيقاعات على أنواعها، هناك تحدي للمغني ليخوض هذا الأداء. وأعتقد أن المميز في هذا الألبوم هو التعاون مع عدد من الملحنين، فسمير مخوّل لحن لي أغان لأول مرة، مهران مرعب لأول مرّة يلحن لي، ونسيم دكور خاض ستّ أغنيات كل واحدة منهن لها طابعها الخاص. أعتقد ان هناك قفزة نوعية باللون الموسيقي، فلم تكن هناك تأتأة أو وأوأة، وأن نعمل ما يريده الجمهور من اللون الموسيقي الذي عهده، ولم نقدم ما كل الناس تحب، ولكني أريد أيضا أن تتذوق الناس أنماط أغاني جديدة وان أرسّخ الأغاني الجديدة وأن تكون بجودة عالية. من السهل جدا عليّ أن أقدم أغاني بنمط "أوف مشعل" و "نعنع يا نعنع" وما شابه، ولكن حينها نكون "بمكانك عد"، التراث محتم ومن المهم إحيائه، ولكن لا يمكنني أن أبقى على نفس الأسلوب وأن أواصل تقديم الفيروزيات والأغاني المعروفة، فأنا أحاول أن أوثق وأعمل أغانيي الخاصة، فأنا ماضية في طريق التجدد وآمل أن تشعروا بالأغاني الجديدة".
وأضافت في رد على سؤال حول كونها تخوض في هذا الألبوم والعرض أساليب وأنماط جديدة قد تكون خافت غنائها في الماضي: "صحيح نوعا ما، لم أكن أخاف تقديم هذه الأساليب، ولكن لم تكن هناك فرصة، لم يكن من يلحن هذا اللحن. ونلحظ أنه يوجد لديّ نضوج وكذلك الملحنين أيضا. أشعر أنني وزملائي نبني شيئا منذ فترة. في الماضي لم يكن هناك العديد من الملحنين الذين أتوجه لهم لتلحين أغانيي، واقصد بالأساس ملحنين فلسطينيين من الداخل، فعندما أتوجه لشخص هو عازف موسيقي رائع وأقول له "تفضل، هذه كلمات الأغنية وقم بتلحينها"، كما حدث قبل 15 عاما، فجأة ينتج لحنا مثل "حجارة فوق حجارة" لسالم درويش وتنتشر الأغنية وتشهر. هناك نوع من المغامرة في عملي، للحسن والسوء، أني لا أخاف أن أمس وأخوض وأجعل صوتي يدخل في أنماط موسيقية مختلفة".
وتضيف مرقس: "دائما أشكر الجمهور، وهذا دائما موجود بأغنياتي، وأنا أقول دائما اني أبكي وأقاتل وأغني من أجلكم، وأقول أغني من روحي لكم، وهذا ظهر في أغنيتي "بغني"، والتي تلخص كل ما أقوم به، لمن أغني، وأتمنى أن يكون جمهوري واعيا للكم الهائل من الأمور التي قد تخرّب الذوق الفنيّ، والفضائيات التي تبث العديد من الأنماط الموسيقية السريعة، فبات الأكل سريعا وباتت الموسيقى سريعة. انا أقول لنتريّث قليلا، ولنتذوّق الفن، ولنعمل سوية فنا فلسطينيا متطوّرا نبقيه لأجيال قادمة، لأنه مع النكبة انقسم كل المشهد الثقافي الفلسطيني، ونحن منذ 62 عاما، الجيل الثاني والثالث للنكبة، نحاول بناء الثقافة الفلسطينية من جديد، وأعتقد أننا في طريق ممتازة جدا. والإثبات على ذلك أن الجماهير تحضر وتشارك في أمسياتي، وأمسيات فنانون آخرون".
 
نسيم دكور: كانت تجربة ناجحة جدا وفي غاية الجمال
أما المايسترو نسيم دكور فقال في حديث خاص لموقع "بكرا": "في الألبوم الجديد نشهد توجها آخرا، مركّبا ومعقدا أكثر، الأغاني أكثر تركيبا والتوزيع أيضا، أغاني منوعة تميّزها كثرة الإيقاعات والألوان الموسيقية المختلفة. وهذا كان قرارنا عند بدأ العمل على الألبوم، والطبع صوت أمل هو الأهم، فأمل قادرة على غناء جميع الألوان وجميع الإيقاعات. والطاقم الجديد من العازفين، رغم أنه لأول مرة نتعاون، مع الفنان مهران مرعب الذي قام بتوزيع الأغاني، كانت تجربة ناجحة جدا وفي غاية الجمال. سعدت كثيرا بالعرض مباشرة على المسرح، والذي يختلف كثيرا عن أسلوب الألبوم بعض الشيء، لكون الألبوم يحوي تفاصيل أكثر، وآمل أننا نجحنا في إيصال رسالة الأغاني بشكل صحيح للجمهور، الذي كان سعيدا جدا بتلقي أغاني جديدة رائعة كهذه".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *