هنري ميشو – مبدعًا وريشةً!!! بقلم رشدي الماضي

مراسل حيفا نت | 12/10/2020

هنري ميشو – مبدعًا وريشةً!!!
رشدي الماضي
أسلوبه يتميّز ببُعْد الخيال، واختراع الخرافات، والسُّخرية اللّازعة، والتَّمرد على كلّ شكل قديم في الكتابة.
مبدع لا ينتمي لتيّار مُحدّد، لأنَّهُ أراد أن يبقى فوق التيّارات جميعا، لذلك أعطى اللّغة آفاقا لم تحلم بها من قبل، ورفض أيَّة تسمية تريد تنميط أعمالهُ الأَدبيّة…
هذا هو المبدع هنري ميشو… الذي رأى النّور في 24 مايو 1899، في بلدة بلجيكيّة صغيرة تعدى – نامور – ناطقة بالفرنسيّة، وانطفأت جذوة حياته في باريس في 19 أكتوبر 1988…
وميشو هو الابن الثّاني للأبوين “اوكتاف” و”جين” ميسوري الحال. التحق بمدرسة داخليّة، ثمّ بكليّة سان ميشيل وتأخّر تعليمه الجامعي عامين بسبب الاحتلال النَّازي لبلجيكا، قضاهما مبدعنا في التهام كتب الأدب وسير حياة القدّيسين، وفي النهاية رضخ لرغبة والده، والتحق بكليّة الطبّ بجامعة بروكسل في 1919، ولم يكد يمضي عام حتّى كان ميشو المغامر ضِمن طاقم سفينة تجارية…
والمعروف أنَّ أسفارهُ شملت الأمريكيتين قبل أن يعود الى بروكسل ليؤدي الخدمة العسكريّة، لكنّه بعد تطوافِهِ في البحار والقارات، شرع في السَّفر داخل نفسه الذي ذهب في التمرّد والوحشيّة شوطا بعيدا… مما جعل السّورياليين يُعطونَهُ مكانة رفيعة… إذا، كاتبنا قرأ فوضى لوتريامون وتعرّف الى نزعتِهِ التَّدميريّة… فسكَنَهُ هاجس عظيم، وهو أنّ حياتَهُ ستكون منذورة للكتابة، ولو أنَّهُ لم ينخرط في الحركة السّورياليّة…
فأخذ ميشو يكتب ورسم ويغوص في قيعان ذاتهِ، وفي عام 1924 هاجر الى باريس واستقرّ فيها… وفيها جمعتْهُ صداقة حميمة بالشّاعر سوبرفي ومعا وصلا الى الأرجنتين حيث التقى بالأديبة سوزانا سوكا وارتبط بها… صمّ واصل اهتمامه بالرّسم وفنون الجرافيك بصورة عامّة… لكنّهُ، وعلى اثر سفرهِ الى اليابان والهند والصّين صارت الفلسفة البوذيّة ملهمة له… والغريب أنّه في مرحلة لاحقة استسلم لشهوة المخدرات، التي تركت بصمات جليّة على إبداعِهِ ثمّ أطلق العنان للرسم على حساب الكتابة… فسجّل: الرّسم يُشعرني بشبابي والكتابة تُشْعِرني بشيخوختي…
وفي العام 1948 فَقَد زوجته ماري لويز.. إثر حادث منزلي، فحزن عليها، فوثّق أحاسيسَهُ هذه في مؤلّف خاص، وتزوّج من فيليبنيّة زوجةً أخيرة عاشت معه حتّى نهاية وجوده على الأرض…
حصل مبدعنا في العام 1955 على الجنسيّة الفرنسيّة، وفي العام 1965 حصل على الجائزة الوطنيّة الكبرى في الآداب لكنَّهُ رفض قبولها…
ومن قصصه البارزة: “ريشة” في المطعم – “ريشة” يسافر – ما رآه “ريشة” – كانت اصبع “ريشة” تؤلمه – “ريشة” على السَّقف – “ريشة” والمقعدون – وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *