حيفا تستضيف مؤتمر النسوية واليسار في إسرائيل

مراسل حيفا نت | 10/03/2011

 

شاهين نصّار
 
نظمّت مؤسسة وصندوق روزا لوكسمبورغ في مسرح الميدان في حيفا أمس الأربعاء، مؤتمرا مميزا بمناسبة يوم المرأة العالمي، شمل نقاشات طويلة حول دور المرأة والنسوية في الحيز العام في اسرائيل.
افتتحت الامسية انجليكا كيم، مديرة مؤسسة روزا لوكسمبورغ في اسرائيل، والتي رحبّت بالحاضرات والحاضرين مؤكدة على العلاقة ما بين النسويّة واليسار في اسرائيل. وتولت عرافة الأمسية النسوّية وناشطة السلام داليت سمحاني. كما أقيم معرض في قاعة مسرح الميدان استعرض النشاطات النسوية في اسرائيل وحياة روزا لوكسمبورغ – الناشطة النسويّة الألمانية اليسارية التي قتلت في احدى معتقلات ألمانيا النازية.
الجلسة الأولى التي تطرقت لموضوع الحركة النسوية في اسرائيل منذ سنوات السبعين من القرن الماضي، تخللتها محاضرة هامة لحانا هرتسوغ والتي تعتبر أبرز محاضرة وباحثة في مجال النسويّة في اسرائيل، ورئيسة برنامج تعليم الجندر في جامعة تل أبيب ومعهد فان لير، والتي تطرقت في محاضرتها للنشاط السياسي للنساء الفلسطينيات في اسرائيل منذ العام 1948. تلتها مداخلة للسيدة سميرة خوري – أم جابر – الرئيسة السابقة والأمينة العامة لحركة النساء الديمقراطيات في اسرائيل، والتي قالت في حديث خاص بموقع "بكرا": "حركة النساء الديمقراطيات تأسست على أثر النكبة عام 1948 وتشتيت شعبنا الفلسطيني وتهجيره من مكان الى آخر، أدركنا عمق المؤامرة التي تهددنا لتفريغ البلاد من أهلها وتسليمها لأناس من الخارج، ليسكنوا في هذه البلاد. نحن نقول أن هذه الأرض هي أرضنا وبلادنا من آلاف السنوات، ولذلك ما زلنا باقين على وعدنا أن نواصل عملنا لنحافظ على ارضنا. حركة النساء الديمقراطيات قامت في أعقاب هذه النكبة، وجمعنا نساء وسيدات ومسؤولات في مجالات مختلفة وأقمنا هذه الحركة، وبدأنا في استيعاب اللاجئات وتعليم النساء في كل مجالات الحياة التي يحتاجون لها، ليس هذا وحسب، فعملنا أن يكون لديهم الفرصة ليخرجن ويعملن، فأقمنا الحضانات والروضات. حركة النساء تجمع الأهالي للعمل لأجل الأطفال، فأقمنا النوادي للنساء. وفي هذه السنوات امتد عمل الحركة لكل القرى والمدن العربية، وبتنا مدرسة شعبية، ففي كل بلد كانت لدينا فرقة من النساء كنا نرتب معهن البرنامج ليعملوا وينفذوا المشاريع، فتعلموا الخياطة والتطريز والصحة والاجتماعيات وكل هذه الأمور، كما تعلموا النضال في هذه المدرسة. وامتد عمل هذه المدرسة الى 63 فرعا، فما زالت حركة النساء الديمقراطيات تعمل مذ ذاك الحين الى يومنا هذا، من أجل مصلحة النساء".
وتؤكد خوري ان حركة النساء الديمقراطيات طوال سنين طويلة بميزانيات ضئيلة جدا، فلم تحصل على مساعدات من أي جهة كانت، قبل أن تحصل على دعم من قبل مؤسسة روزا لوكمسبورغ اليسارية.
وتوجه كلمة للنساء بمناسبة يوم المرأة فتقول: "لا تتنازلوا عن مطالبكن، المرأة هي الأم وربة المنزل وهي أساس العائلة، وهي اذا كانت تعمل في مصلحة الجماهير كلها فهي تعلم أولادها وتربي الشعب، واذا ربّت أولادها تربية صحيحة ستربي جيلا خيّرا".
الجلسة الثانية تداولت في إمكانية التغيير الاجتماعي النسوي ودور المؤسسات والجمعيات بهذا المضمار، فشاركت فيها كل من يالي هشاش – متطوّعة في جمعية "امرأة لامرأة"، وحانا سفران المحاضرة في كلية عيمق يزراعيل وناشطة نسوية وناشطة سلام، وعضو بلدية الناصرة عبير قبطي – الناشطة النسوية والسياسية.
من جهتها قالت هشاش ان هناك صعوبة في العمل النسويّ، حيث أن النسويّات يعتبرن متطرفات نسبيا، خصوصا وأنه من الصعب شرح موضوع النسوية للنساء العاديات، فمن الصعب على "جارتها" أن تتقبل على حد قولها كونها نسويّة، بسبب كونها متعمقة في الفكر الرجوليّ التقليدي. كما أكدت أنه من الأسهل لها ان تتحدث في الراديو أو في التلفاز وعبر وسائل الاعلام عن النسويّة منه أن تتحدث الى جارتها او اختها وتقنعها بالفكر النسويّ.
وتقول: "عمليا، يمكننا ان نكون متطرفات (راديكاليات) في مجموعات صغيرة جدا، ولكن لا يمكننا أن ندير فعليا تطرفا راديكاليا في مجموعات كبرى". مؤكدة أن ذلك بسبب أن النساء العاديات لم يعبرن بكل مراحل التفكير والوعي السياسي الذي مرّت به النسويّات.
اما حانا سافران فتطرقت في حديثها للربط بين النسويّة ومناهضة الاحتلال، مؤكدة أنه لا يمكن لامرأة أن تكون نسوية وتناضل ضد ظلم الرجال للمرأة، دون أن تقف الى جانب الشعب الفلسطيني وتساند نضاله ضد الاحتلال. مؤكدة أن الامر تطلب وقتا طويلا للنسويّات ليفهمن هذه العلاقة ويذوّتنها.
من جهتها قالت الناشطة النسويّة والسياسية عبير قبطي: "بشكل عام الحيّز النسويّ اليهودي، لا يشمل في أجندته قضية الاحتلال. الحيّز النسويّ الفلسطيني يشمل الاحتلال بالرؤية والفكر ولكن ليس موجودا بشكل كافٍ في أجندته. هناك حركات مشتركة وحيّز مشترك، لكن هذه الحركات محدودة، لأنها ليست هي الوضع العام الموجود".
وأضافت: "في الأطر النسويّة الفلسطينية في الداخل نتحدث دائما عن الاحتلال كموقف وكجزء من الرؤية والفكر الذي نكتبه ونوّزعه، ولكن في الأجندة اليومية هذا غير موجود. وأعتقد أن الأطر النسويّة الفلسطينية فشلت حتى اليوم في وضع الاحتلال في صلب عملها بالاضافة الى الأعمال الأخرى، رغم أنه هناك ربط من ناحية فكرية، ولكنه غير موجود في العمل اليومي، واذا وُجد أصلا يكون فقط كرد على أمر أو قضية ما".
وأضافت: "في قضية كاتساف كان من السهل جدا أن تجتمع أكثر من 30 مؤسسة نسوية ونسائية فلسطينية ويهودية في الداخل في هذه القضية العينية ويتفقوا حول موقف موحد تجاه العنف ضد النساء. فمنظمات يهودية صهيونية ومنظمات فلسطينية التقت بهذا الموضوع، ولكن من الصعب جدا أن يلتقوا على القضايا السياسية كالاحتلال، الفاشية في الدولة، العنصرية. هذا الفصل قائم، وهو تحدي أيضا بما يخص كيفية اختراقنا لهذا العزل".
وأردفت قائلة: "من المهم أن نكون موجودات في مواقع قوية، وليس بالضرورة أن نكون في مواقع داخل منظومة الدولة. فهناك رؤية ويجب أن نفكر أين يجب أن نكون كي ننفذ هذه الرؤية، وعلينا أن ندرس هذا الموضوع كنساء ونسويّات نريد أن يطبق الفكر الذي نحمله. وعلينا أيضا أن ننتبه أيضا للرجال في هذا المضمار. ففي كل سنوات عملنا نحن لا ننتبه أننا نخلق لنفسنا جيتو معيّن، من المهم أن نفكر كيف نخترقه لأننا شاركنا أيضا في بناءه. وأوافق حانا أنه كانت لدينا حاجة لخلف حيّز آمن لنا. ولكن ماذا بعد ذلك؟ فكيف نطبّق هذه الرؤية ونعممها ونخرج أنفسنا من الجيتو الموجودين به؟".
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *