خطأ وخطيئة “الموروث”!!! بقلم رشدي الماضي

مراسل حيفا نت | 21/09/2020

خطأ وخطيئة “الموروث”!!!

رشدي الماضي

يُشكِّلُ الزّواج كرباط أساسي مُقدّس في عمارة المجتمع نقطة تًحوّل في حياة الفرد الذي يختار العيش في إطار اجتماعي ّ كهذا…

لفتت نقطة التَّحوّل هذه اهتمام علماء الاجتماع لأَهميّتها الكبيرة، كونها إطارًا يفرض على حياة الفرد الشَّخصيّة نمطًا حياتيّا جديدا، وبسبب تأثيرها المباشر على المجتمع من النّواحي الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة والديمقراطيّة…

وبهدف متابعة مبنى الأسرة، سيرةً ومسيرة، درست الأبحاث الاجتماعيّة عادات الزّواج القديمة، ومن ثمّ مقارنتها بالزّواج الحديث…

وقد راعت هذه الأبحاث أن تتطرّق الى الاختلافات بين التَّصوّرات التّقليديّة لدى المجتمعات المختلفة في موضوع الزّواج…

طبعا، لم يخف على الدّارس الرّائي، أنّ مؤسسة الزّواج، على مَرّ التّاريخ، إتَّخذت صورًا متنوّعة ومختلفة أثّرت على طبيعة العلاقات الدّاخليّة ومنظومة التَّوقّعات بين الزّوجين، وفقًا للتّغيرات الاجتماعيّة، لكن وبالرّغم من هذه التَّغيّرات، بقي المفهوم العام للزّواج يرتكز على المبدأ ذاتِهِ، والذي يقول: بأنّ العلاقة الثّابتة التي تربط الزّوجين في إطار اجتماعي شرعيّ، هي مبنى الأسرة المُصغّرة القائمة على الأب والأم والأطفال الشَّرعيين…

وبعودة الى مرحلة نشأة الحضارة الانسانيّة، خاصّة في الفترة التي اعتمد الانسان على الزّراعة، نرى بأن هذه الواقع سمح بما يُعْرف بـ”الزّواج الجماعي” “Group marriage” أي اشتراك مجموعة رجال ومجموعة نساء داخل إطار زواج واحد!!! ولحلّ مشكلة الأولاد الجينيّة نسبوهم الى أمهاتهم!!!

لكن مع التقدّم الذي حصل خلال الفترات التّاريخيّة اللّاحقة تقلّص اعتماد المجتمع القبلي على المجال الزّراعي كمصدر أساس للرّزق، توقّفت مؤسسة الزّواج الجماعيّ. ونشأ بدلًا منها نموذج جديد هو الزّواج البولبجيمي “Polygamy marriage” الذي يسمح للرّجل أنْ يتزوّج عِدّة نساء، “وكي لا يُهضم حقّ المرأة” نشأ بالمقابل أيضا النّموذج البولياندري “Polyandry” والذي يتيح للمرأة الواحدة أن تتزوّج من عدّة رجال…

وصباح الخير لباحثنا العربي محمد عليان الذي أكّد في متابه الذي تناول الحياة الاجتماعيّة لدى شعبنا الفلسطينيّ في البلاد أنَّ نموذج تعدّد الزّوجات تلاشى تقريبا بعد النّكبة الأولى، بسبب مصادرة الأرض، وتعليم المرأة، وتكاليف المعيشة الباهظة وتقدّم وتطوّر الحياة في مختلف المجالات والصعد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *