إبر ودبابيس – شعب جبّار
• لما وصف القائد أبو عمار الشعب الفلسطيني أنه شعب الجبّارين..
• كان يقصد ما احتمل هذا الشعب من نكبات ومصائب، وأنه سيقوم منتفضا لبناء دولته.
• ولكن الشعب اللبناني أكد أنه شعب جبّار.. أعرف الشعب اللبناني في الحروب الماضية..
• الحرب الأهلية، الاحتلال العسكري الإسرائيلي الأول والثاني، القتال الأهلي بين شرقية وغربية.
• ولاحظت في كل حرب، وكل نكبة وكل مصيبة وكل كارثة، ما إن يتلاشى دخان المعركة..
• وما إن تجتاز الدبابة، أو تصمت المدافع عن القصف، والطائرات عن التحليق وإلقاء قنابلها..
• والدمار يتوقف، ويهدأ الغبار، حتى رأيت اللبنانيين ينهضون من تحت الرماد، من بين الردم..
• يقفون على أقدامهم، ينفضون ثيابهم، ويلتفون حول بعضهم بعضا، يمسكون بأيديهم ويتقدمون..
• رأيتهم يشمّرون عن سواعدهم ويتعاونون على تصليح الهدم والدمار.. يحملون أدواتهم وعتادهم..
• ينظفون، يبنون، يشتغلون، يلملمون جراحهم، يطعمون ويسقون بعضهم، يعالجون بعضهم.
• وهذا ما رأيناه في هذه الكارثة أيضا، الجرافات، الأطباء والمسعفين، العمال والمتطوعين.
• الرجال والنساء، الشيب والشباب، القريب والبعيد، أبناء الديانات والطوائف كلهم..
• يزيلون الحواجز الدينية والاجتماعية، السياسية والطبقية، الحزبية والفكرية والعقائدية..
• كلهم يطالبون بالتحقيق في مسببات الكوارث، ومحاسبة المسؤولين، وحتى سجنهم..
• قالت خالتي نبيهة: هذا الشعب هو ذاته، ما تغير، وهذه الحكومة نفسها.. والنواب أنفسهم..
• يشيلوا طاقية هذا الوزير، ويلبسوها لهذاك الوزير، ويرفعوا قبعة هذا النائب ويلبسوها لهذاك..
• شو العمل حتى يتحاسب المسؤولين؟ شو لازم يصير حتى يدفعوا الثمن؟
• هذا الشعب الجبار، أحيانا لازم الله سبحانه، يجبله ويخلقه شعب جديد وحكومة جديدة..
أبو إلياس