رايتس ووتش: 104 قتلى على الاقل في ليبيا منذ بدء الاحتجاج

مراسل حيفا نت | 20/02/2011

 

ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية أنّ ما لا يقل عن 104 اشخاص قتلوا في ليبيا منذ بدء حركة الاحتجاج الثلاثاء. ياتي ذلك تساؤلات عدة عن مكان وجود العقيد معمر القذافي، بعد نشر فيديو لموكب الأخير متوجهًا إلى مدينة سبها الجنوبية.


 

متظاهرون ضد نظام القذافي يعبرون من الولايات المتحدة عن تضامنهم مع أهلهم في طرابلس

قتل ما لا يقل عن 104 اشخاص في ليبيا منذ بدء حركة الاحتجاج الثلاثاء كما افادت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان لوكالة فرانس برس نقلا عن مصادر طبية وشهود عيان.

وقال مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في لندن توم بورتيوس في اتصال هاتفي "ان باحثنا في ليبيا اكد لنا ان هناك ما لايقل عن 104 قتلى".

واضاف "لكنها صورة غير كاملة عن الوضع لان الاتصالات مع ليبيا صعبة جدا. ولدينا مخاوف كبيرة (…) من ان يكون هناك كارثة في مجال حقوق الانسان".

ويشير تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى مصادر ليبية مختلفة الى ان حصيلة خمسة ايام من حركة الاحتجاج على نظام العقيد معمر القذافي الحاكم منذ اكثر من اربعين سنة، لا تقل عن 77 قتيلا، معظمهم في بنغازي (شرق) ثاني مدن البلاد ومعقل المعارضة.

وترددت أنباء يوم السبت تفيد أن العقيد معمر القذافي هرب إلى مدينة سبها الجنوبية، حيث بثّ فيديو على موقع يوتيوب يصوّر موكب الرئيس.

وفيما يتواصل سقوط المدن الليببة في ‬يد المحتجين، أفاد أحد المواطنين الليبيين من العائلات المقربة من الحكومة في حديث لـ "إيلاف" أن غالبية المواطنين قرروا الخروج ضد النظام، وأنه لارجعة عن قرار إسقاطه.

في وقت أكدت معلومات أن عدد القتلى منذ ليلة أمس فقط في بنغازي لا يقلّ عن 500 قتيل، والجثث موجودة أمام العيان في الشوارع.

وكانت المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي قد شملت مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق، والزنتان، وطرابلس، وتاجورا، وشحات، وسدراتة، والرجبان، وإيفرن، وجادو والقبة. ووفقًا لمصادر إعلامية، فإنه تم إحراق كل مراكز الشرطة في بنغازي، كما أحرقت مديرية الأمن في درنة.

كذلك، نقلت مصادر مطلعة لـ"إيلاف" أن رسائل عبر الهاتف هددت المواطنين من الخروج إلى الشارع، وتوعدتهم بالقتل في حال الخروج. وأفادت معلومات أن الساعدي نجل معمر القذافي قد يكون محاصرًا في قصره، وأن فرقة من الكوماندس ذهبت خصيصًا إلى بنغازي لتخليص الساعدي، والعودة به إلى طرابلس، خشية أن يقع في أيدي المتظاهرين.

ومساء السبت، أعلنت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن أجهزة الأمن ألقت القبض على "عشرات من عناصر شبكة أجنبية" من جنسيات عربية مختلفة، وأتراك، مهمتهم "ضرب استقرار" البلاد.

وقالت الوكالة نقلاً عن "مصادر مؤكدة" إن "أجهزة الأمن تمكنت منذ يوم الأربعاء الماضي من إلقاء القبض في بعض المدن على عشرات من عناصر شبكة أجنبية مدربة على كيفية حصول صدام لكي تفلت الأمور، وتتحول إلى فوضى لضرب إستقرار ليبيا وأمن وأمان مواطنيها ووحدتهم الوطنية".

وأضافت ان "هذه العناصر التي تنتمي إلى جنسيات تونسية ومصرية وسودانية وتركية وفلسطينية وسورية، مكلفة بالتحريض على القيام بهذه الاعتداءات وفق برامج محددة". مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تشمل "تخريب وحرق مستشفيات ومصارف ومحاكم وسجون ومراكز للأمن العام وللشرطة العسكرية ومنشآت عامة أخرى، اضافة الى ممتلكات خاصة".

واكدت ان "بعض المدن الليبية تتعرض منذ يوم الثلاثاء الماضي الى اعمال تخريب"، شملت "نهب مصارف واحراق واتلاف ملفات قضايا جرائم جنائية منظورة امام المحاكم، تتعلق بالقائمين بهذه الاعتداءات او اقاربهم".

كما اضافت الوكالة نقلاً عن المصادر نفسها إن "التحقيقات جارية مع عناصر هذه الشبكة، التي لا يستبعد ارتباطها بالمخطط الذي سبق وأعلنه الجنرال الإسرائيلي عاموس يادلين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، أمان، حول نجاح هذا الجهاز في زرع شبكات وخلايا تجسس في ليبيا وتونس والمغرب، إضافة إلى السودان ومصر ولبنان وإيران".

وفيما أفادت مصادر تحدثت إليها "إيلاف" أن عدد القتلى منذ ليلة أمس فقط في بنغازي لا يقلّ عن 500 قتيل، أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن أكثر من ثمانين شخصًا قتلوا خلال الأيام الثلاثة الماضية.

ولم تصدر بعد تصريحات رسمية بشأن هذه الاحتجاجات في اليوم الخامس من تحرك لا سابق له في ليبيا للمطالبة بتنحّي الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي يتولّى السلطة منذ عام 1969.

لكن اللجان الثورية، التي تشكل ركيزة النظام ومعقل الحرس القديم، هددت الجمعة برد "عنيف وصاعق" على المتظاهرين "المغامرين" في ليبيا، وقالت إن المساس بالخطوط الحمراء "انتحار ولعب بالنار".

وقالت الحركة في افتتاحية صحيفتها "الزحف الأخضر" الجمعة "إن أي مغامرة من تلك الشراذم المنبطحة، فإن هذا الشعب الأبيّ والقوى الثورية الشريفة سيكون ردهم (عليها) عنيفًا وصاعقًا".

وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن 35 شخصًا قتلوا الجمعة في بنغازي، و49 الخميس (20 في بنغازي، و23 في البيضاء، و3 في أجدابيا، و3 في درنة)".

كما أكدت هيومن رايتس ووتش استنادًا إلى مصادر طبية وشهود أن معظم قتلى الجمعة أصيبوا بالرصاص الحي، الذي أطلقته قوات الأمن في المدينة، التي تبعد نحو ألف كلم عن طرابلس شرقًا. وقال مسؤول في مستشفى الجلاء لهيومن رايتس ووتش إنه تم استدعاء كل أطباء المدينة، وإنه تم دعوة السكان إلى التبرع بالدم.

وقال المسؤول "لم نر مثل هذا في حياتنا". من جانبها، ذكرت صحيفة "قورينا" المقربة من سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي السبت نقلاً عن مصادر طبية إن مدينة بنغازي شهدت سقوط 24 ضحية الجمعة.

وأوضحت الصحيفة على موقعها الالكتروني أن "الحصيلة المتوافرة عند مستشفى الجلاء في بنغازي 18 حالة، ولدى المركز الطبي في بنغازي 6 حالات قتلوا بالرصاص الحي". وكان مصدر طبي أكد لفرانس برس السبت وصول 18 جثة إلى مستشفى الجلاء في مدينة بنغازي.

كذلك، أكدت هيومن رايتس ووتش أن السلطات الليبية "لا تسمع للصحافيين وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان بحرية العمل" في ليبيا.

وأمر النائب العام في ليبيا المستشار عبدالرحمن العبار بفتح تحقيق في أعمال العنف، وفق مصدر موثوق به. وأوضح المصدر أن "النائب العام أمر بفتح تحقيق حول أسباب الأحداث وحصيلتها في بعض المدن، ودعا إلى تسريع الإجراءات لمحاكمة جميع الذين يدانون بالقتل والتخريب". ولم يقدم مزيدًا من التفاصيل.

يشار إلى أنه لم يكن ممكنًا السبت التواصل عبر موقعي تويتر وفايسبوك اللذين نقلا نداءات التعبئة، كما كان الاتصال بباقي مواقع الشبكة بطيئًا جدًا أو غير ممكن، كما أفاد سكان في طرابلس وبنغازي.

وذكرت شركة "أربور نتووركس" المتخصصة في مراقبة حركة الانترنت أن اتصالات الانترنت قطعت فجأة ليل الجمعة السبت في ليبيا.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *