أيام الحج بقلم الشيخ رشاد

مراسل حيفا نت | 15/07/2020

أيام الحج

الشيخ رشاد أبو الهيجاء

إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي

غفل الكثير منا عن الركن الخامس من اركان الإسلام وهو ركن الحج بسبب جائحة كورونا حيث اغلق الحرم المكي والحرم المدني ابوابهما امام الحجاج  ولذا أنبه لقوله تعالى ( إن اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم , ومن دخله كان آمنا , ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا * ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) وقول رسول الله ( بني الإسلام على خمس : شهادة ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله . واقام الصلاة , وايتاء الزكاة وصوم رمضان , وحج البيت لم استطاع اليه سبيلا ) وهذه الفريضة تؤدى في أيام معدودة في اشهر معلومة قال تعالى ( الحج اشهر معلومة ) ولذلك خص الله تعالى هذه الأيام بخصائص عظيمة وجعل لهذه الأيام فضائل متميزة ومن خصائص هذه الأيام التي من المتوقع ات تبدأ يوم الثلاثاء القادم انها فضلت على غيرها من أيام السنة وقد ثبت ذلك للقسم الذي اقسمه الله بحقها ولا يقسم ربنا الا بشيء عظيم عنده ويريد منا ان نعظمه قال تعالى ( والفجر , وليال عشر ) وقد ذهب علماء التفسير الى ان العشر المعنية بهذا القسم هي العشر الأوائل من ذي الحجة لان فيها يوم عرفة الذي يعتبر الركن الأساس من اركان  الحج  لقول رسول الله ( الحج عرفة )  ومن فضائل هذا اليوم ما بينه رسول الله بقوله ( ما من أيام أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار , من يوم عرفة وانه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ( ما يريد هؤلاء ؟ )) وسئل رسول الله عن صيام يوم عرفة فقال (يكفر السنة الماضية والباقية ) ففيه يغفر الله الذنوب والخطايا ويعتق الله فيه رقاب العباد من النار , ومنها يوم النحر أي يوم العيد الذي قال فيه رسول  الله ( إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ) وفي هذه العشر تؤدى فريضة الحج التي تعتبر المؤتمر السنوي الذي يجمع الناس من جميع أصقاع الأرض قال رسول الله ( ما من أيام اعظم عند الله ولا احب اليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر , فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) وقال (ما العمل في أيام  افضل فيها من هذه ؟ قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء ) فعلى المؤمن أن يبذل قصارى جهده في العمل الصالح بكل أشكاله قال رسول الله (ما من عمل أزكى عند الله ولا اعظم اجرا من خير يعمله في عشر الأضحى )وبما ان لهذه الايام هذا الفضل العظيم فلا بد للمؤمن ان يجعل لنفسه منهاج جديد للعمل , فإن كان بإمكانه ان يحج فليبادر ويجمع بين الحج والعمرة ليتم له الاجر قال رسول الله ( العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما , والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة ) ومعنى الحج المبرور : اي الحج الذي لا تخالطه معصية ولا ظلم قال تعالى ( الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال بالحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله )ومن تمكن من صيام الايام التسع من هذه الايام فليفعل وان لم يستطع فليجتهد على صيام يوم عرفة ان كان خال من الاعذار الشرعية قال رسول الله (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ) واذا عدنا الى قول رسول الله( ما من أيام اعظم عند الله ولا احب اليه من العمل فيهن من هذه الأيام , فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) نستنتج انه يسن في هذه الأيام الاكثار من ذكر الله الذي يدل على تعظيمه جل في علاه ومن كان اكبر همه مرضاة الله فانه سيقدم توبة نصوحا تسوقه الى المزيد والى الإخلاص في العمل لوجه الله قال تعالى ( وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) كما ويسن تجهيز الاضحية لمن كان قادر عليها اقتداء بإبراهيم عليه السلام حيث ان الله افتدى إسماعيل عليه السلام بكبش قال تعالى ( وفديناه بذبح عظيم ) وكذلك عملا بسنة رسول الله واتباعا لهديه  الذي ورد عنه كما يقول انس ( ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين املحين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحها ) ومن أراد التضحية يسن له الإمساك عن حلق شعره او تقليم اظافره  من دخول العشر حتى صلاة العيد فإن فرغ من صلاة العيد ذبح اضحيته قال تعالى ( فصل لربك وانحر ) وكما هو معلوم ان الاضحية من الصدقات التي تعين على التكافل الاجتماعي بين الناس فمن زاد على ذلك فهو خير على خير ومن لم يتمكن من الاضحية وكان بإمكانه اقل من ذلك فلا يقصر قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم ) ومن لم يستطع فليمسك شره عن الناس قال رسول الله ( على كل مسلم صدقة ) فقالوا : يا نبي الله فمن لم يجد ؟ قال : يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق , قالوا : فان لم يجد ؟ قالوا : يعين ذا الحاجة الملهوف , قالوا : فان لم يجد ؟ قال : ( فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *