لأول مرة: فحوصات الجينات (DNA) تساهم في إلصاق قطع من مخطوطات قمران

مراسل حيفا نت | 04/06/2020

لأول مرة: فحوصات الجينات (DNA) تساهم في إلصاق قطع من مخطوطات قمران

كميل ساري – مدير قسم الرقابة, الأبحاث

بحث مشترك لطاقم من سلطة الآثار وجامعة تل أبيب، الذي طور وسائل حديثة لفحص والتعرف على الجينات القديمة (DNA) لجلد الحيوانات التي عليها كتبت مخطوطات البحر الميت، يساهم في إلصاق آلاف القطع من المخطوطات التي كان من الصعب حتى الآن الصاقها فقط وفقا لنمط الخط التي كتبت بواسطته. البحث الذي استمر 7 سنوات سوف ينشر في المجلة العلمية Cell.

من أبرز ما ساهمت في كشفه تلك التطورات هي:

  1. إتضع أن جلود الحيوانات التي عليها كتبت المخطوطات، تربطها جينات متشابهة، وليس فقط الكتابة، نوعها وأسلوبها
  2. تشير المكتشفات الى إنفتاح طوائف التي سكنت قمران للعقائد من قبائل أخرى (خاصة قبائل العبرانيين) ولم تكن متعصبة حرفيا لما ورد في التوراة
  3. دراسة جينات الحيوانات التي استعمل جلدها لكتابة المخطوطات من شأنه أن يساهم في مصدر عقائد الطوائف التي سكنت منطقة قمران

لهذا التطور أهمية كبرى للإجابة على واحدة من الأسئلة المركزية التي شغلت الباحثين وهي: من كتب تلك المخطوطات؟ هل هي الطوائف التي عاشت في قمران فقط؟ أم هنالك البعض منها كتبت بيد طوائف أخرى؟ كذلك ساد الإعتقاد سابقا أن المخطوطات كتبت على جلد الماعز. بينما أثبت فحص الجينات الحالي على أن غالبية المخطوطات كتبت على جلد الخراف والبعض القليل منها كتب على جلد البقر.

يعتبر هذا اكتشافا هام إذ أن تربية البقر بحاجة الى مناخ تتوفر فيه المياه والعشب بكمية وافرة. مما يشير الى ان جلود البقر ليس مصدرها قمران وبالتالي فتلك الجلود التي تحمل المخطوطات جلبت من مكان آخر.

تم العثور على مخطوطات البحر الميت أو مخطوطات قمران منذ العام 1947 وهي تشمل أكثر من 25،000 قطعة من المخطوطات المكتوبة على الجلد. بين المخطوطات قطع منسوخة عن التوراة. المخطوطات متواجدة في صيانة مستمرة بمختبرات سلطة الآثار وهي محفوظة في مناخ يشابه ظروف المناخ التي تواجدت فيها في الصحراء قبل 2000 عام.

بين الأسئلة العلمية التي كان على الباحثين الأجابة عليها منذ العثور على المخطوطات هو الصاق القطع الصغيرة مع بعضها، وكيف تعكس تلك المخطوطات لنا الحياة الاجتماعية والعقيدة الدينية للطوائف التي عاشت آنذاك في المنطقة.

وفقا لما قالته “بنينا شور” مؤسسة وحدة الحفاظ على المخطوطات في سلطة الآثار: “فإن بحث الجينات يفتح الخيال لدى الباحثين. تتواجد سلطة الآثار في البحث المستمر والدائم للتعاون في شتى السبل العلمية التي من شأنها أن تساهم في دراسة المخطوطات وفهمها. التعاون مع جامعة تل أبيب في الطرق العلمية الحديثة، من شأنه أن يقلص تدخل يد الإنسان في المخطوطات وفي الوقت ذاته أن يزيد من معلوماتنا عن محتوياتها الهامة”.

يجدر الذكر أن من أبرز التطورات التي طرأت في بحث الجينات، أنها تمكن التمييز بين جلد البقر او الخراف، وأيضا يمكنها التمييز بين الخراف فيما بين مما يساهم في تحديد القطع التابعة لكل مخطوطة بشكل دقيق. على الرغم من الإكتشاف الجديد لا تزال العديد من الأسئلة التي بحاجة الى إجابة مما يشير الى أن العلم في غالبية الأحيان يساهم في حل لغز واحد، لنقف أمام ألغاز عديدة أخرى

الصور المرفقة بلطف عن سلطة الآثار:

  1. مخطوطات تحمل نصوص من سفر أرميا. تصوير: شاي هليفي، سلطة الآثار
  2. أخذ عينات الجينات من المخطوطات. تصوير: شاي هليفي، سلطة الآثار
  3. تصوير المخطوطات بوسائل حديثة ومطورة لمراقبة وضع صيانتها. تصوير: شاي هليفي، سلطة الآثار
  4. الخزفيات فيها تم العثور على المخطوطات. تصوير: مريانا سالزبرغ، سلطة الآثار
  5. مرفق أيضا فيلم عن المشروع (باللغة العبرية). تدميت، جامعة تل أبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *