الاستعداد لاستقبال عيد الفطر

مراسل حيفا نت | 20/05/2020

الاستعداد لاستقبال عيد الفطر

الشيخ رشاد أبو الهيجاء

إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي

ها هو رمضان مضى سريعا فمنا من صامه ونال اجر صيامه ( قال رسول الله ( من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ومنا من قامه أيضا ونال اجر ذلك لقول رسول الله ( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ومنا حرم ذلك لعذر فهو معذور من ربه ومنا من حرم اجر صيامه وقيامه لتهاونه بأداء هذه الفريضة والسباق في التقرب الى الله وصل نهاية مشواره بيوم الجائزة ( هكذا يسمى يوم العيد ) لان الله يعتق رقاب عباده فيه من النار . والكل في مثل هذا اليوم يطلب رضى ورحمة الله تعالى . ورفع الوباء (الكورونا ) التي بسببها منعنا من فتح المساجد لاستقبال العباد والتائبين الى ربهم الرحيم , ولكن بقي مجالات أخرى للتنافس ومن اعظمها ما يثقل ميزان المرء عند ربه ( تقوى الله وحسن الخلق ) ومن معاني التقوى كما قال الجنيد ( ليس المتقي من يحب للناس ما يحبه لنفسه ولكن المتقي من يحب للناس أكثر مما يحبه لنفسه ) ولذا من اعظم ما يحتاجه الناس في يوم العيد ادخال البهجة والسرور الى قلوبهم ويستطيع فعل ذلك من زكت نفسه وصفت روحة وطهر قلبه من ادران الجاهلية , وحل محل ذلك الحب والرحمة والمودة ,  فمد يده لمصافحة الناس , فالمحسن لإحسانه , والمضطر رحمة به ورأفة وشعارنا في ذلك ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) والمخاصم لخصمه طلبا لرضوان الله وخوفا من عقابه لان رسولنا الكريم حذر فقال ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث , يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا , وخيرهما من يبدأ بالسلام ) ويفهم أن المؤمن يجب عليه أن ينقي قلبه من الأحقاد والضغائن وينقي قلبه من كل محبطات الأجر والثواب من فتن الحياة , فمن اصر على عدائه لإخوانه وجيرانه وللناس في يوم العيد نذكره بقول رسول الله ( فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ) وقال ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ) أقول هذا وبعضنا قطع على نفسه أمام ربه أن يتوب توبة نصوح . فإذا انقضى رمضان عاد الى حاله الأول من العداء والتدابر , وعقوق الوالدين , وقطيعة الرحم التي اشتق ربنا لها اسما من اسمه قال تعالى ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) اعتبر ربنا قطيعة الرحم والعقوق من الافساد في الأرض لان قطيعة الرحم والعقوق يعدمان الأمن النفسي الذي يحتاجه المرء في أيام الفرح والسرور. وممن لهم حق علينا الفقراء والمساكين الذين من حقهم ادخال السرور الى قلوبهم بمسحة رأسهم ولقمة طيبة نقدمها لهم نبتغي وجه الله فيها كما قال ربنا ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) ولأن ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ) ولان ( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ) ولا بد من الصراحة , بعضنا يتنعم ويرفه نفسه وتشغله الكماليات في يوم العيد وهذه الكماليات قد تكون من الضروريان عند الفقراء والمساكين , وقد يتورع الفقير والمسكين من طلب العون للمساعدة كما يقول الحق ( تحسبهم أغنياء من التعفف ) وتستر أحدهم بلباس العفة والحياء وان اضطر لعرض حاجته فيلمح ولا يصرح بها . فهؤلاء يجب البحث عنهم ومد يد العون لهم ولهذا اوجب الشرع زكاة الفطر لقول ابن عمر ( فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر او صاعا من شعير , على العبد والحر والذكر والانثى والصغير والكبير من المسلمين ) والحكمة منها اغناء الفقراء من السؤال وطهرة للصائم من اللغو والرفث كما بين رسول الله القائل ( أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم ) وحتى ينال المرء اجر هذا العمل فليبادر به قبل صلاة العيد قال ابن عباس ( فرض رسول الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث , وطعمة للمساكين , من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) وبما أننا نستعد لاستقبال العيد فلا بد من بيان بعض سننه وآدابه ومنها : يسن لمن يخرج للصلاة ان يغتسل ويتطيب وان يلبس اجمل ما عنده ,وان يأكل تمرات . فعن ابن عمر أنه كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو الى المصلى ) وعن رسول الله ( كان رسول الله لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات يأكلهن وترا ) وكان رسول الله إذا خرج الى مصلاة يكبر ويكبر معه الناس , وإذا خرج من طريق عاد من غيره . أخي الكريم اختي الكريمة لا يخفى علينا أن الاستعدادات لاستقبال العيد تأتي في ظل الكورونا وحتى تتم فرحتنا بالعيد لا بد من الالتزام بالتعليمات الصادرة من اهل الاختصاص , فمن خشي على نفسه من العدوى او كان كبيرا او مريضا مرضا يضعف جهاز المناعة عنده او طفل صغير فلا يحضر الى المسجد لان الصلاة لعدد محدود وفي ساحة مفتوحة وليصل في بيته ركعتان , وكل عام وانتم بخير وتقبل الله منكم الطاعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *