فضل العشر الأواخر من رمضان

مراسل حيفا نت | 12/05/2020

فضل العشر الأواخر من رمضان

الشيخ رشاد أبو الهيجاء

إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي

نستعد لاستقبال العيد بعد أن دخلنا العشر الأواخر من رمضان , هذه العشر التي تحل فيها ليلة القدر وليلة العيد , ومن فضل الله على عباده انه اختص هذه الأيام العشر الأخيرة من رمضان بميزات ظهرت بصورة عملية من خلال سلوك رسول الله وأصحابه , وهذ الميزات تجعلنا نستبشر باستقبالها لفضلها ومكانتها عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين , فقد كان رسول الله إذا دخلت هذه الأيام المباركة اجتهد أكثر في عبادته لله من الأيام الأوائل من رمضان بقيام الليل وقراءة القرآن والاعتكاف بمسجده , فلم يكن يغادره في العشر الاواخر من رمضان الا للضرورة وكان يزداد كرمه وانفاقه في سبيل الله , عن عائشة زوجة النبي قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره )  وعنها أيضا ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر , شد مئزره , وأحيا ليله , وايقظ أهله ) أي تفرغ للعبادة من صلاة , وقيام ليل , ودعاء . وقد عقب سفيان الثوري على فعل رسول الله فقال ( كان رسول الله يوقظ أهله في هذه الليالي المباركة الطيبة ليتقربوا الى الله سبحانه بالصالحات , ويشهدوا ما فيها من الخيرات وينالهم ما فيها من الرحمات والبركات ) ثم قال ( واحب الي إذا دخل العشر الأواخر ان يتهجد بالليل , ويجتهد فيه , وينهض أهله الى الصلاة إن أطاقوا ) وهذا فعل عمر الذي كان يصلي من الليل ما شاء الله , حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله ويناديهم ( الصلاة , الصلاة ) , وفي هذه العشر ليلة مباركة هي من اعظم ليالي رمضان وسائر الليالي وهي ليلة القدر , هذه الليلة التي قال عنها ربنا ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم ) قال أهل التفسير : إن في هذه الليلة ربنا يكلف الملائكة كل ملك بمهمته وعمله الى العام المقبل . ومن فضل هذه الليلة , احيائها بالعبادة من صلاة وقيام وذكر وصدقة , يعدل 83 سنة قال الله تعالى ( ( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر ) فسرها العلماء وفقالوا : والعمل الصالح فيها خير من العمل في الف شهر . وقال مجاهد : عملها , وصيامها , وقيامها خير من الف شهر . وقولهم هذا جاء بناءا على يقينهم أن الملائكة تتنزل بقيادة الملك جبريل ( الروح ) الأمين على خبر السماء, بكل أمر قضاه الله وقدره للعام المقبل , وقد ذهب بعظهم الى القول بأن جبريل عليه السلام يصافح العباد في مصلاهم وعلامة ذلك قشعريرة في البدن وبكاء . وعن نزول الملائكة ليلة القدر قال الامام حسن البصري ( إذا كانت ليلة القدر لم تزل الملائكة تخفق بأجنحتها بالسلام من الله والرحمة من لدن صلاة المغرب الى طلوع الفجر ) وأفضل ما يفعله المرء في هذه الليلة كما قال سفيان الثوري الدعاء لان أم المؤمنين عائشة قالت سألت رسول الله قالت : يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة هي ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ) ومن دعاء النبي ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك , وبمعافاتك من عقوبتك ) وكان رسول الله يقول عند هلال شهر رمضان ( إن هذا الشهر قد حضركم , وفيه ليلة خير من الف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله , ولا يحرم خيرها الا محروم ) وقد يسأل سائل متى ليلة القدر ؟ والجواب : أن رسول الله أمرنا بتحري ليلة القدر في الوتر الأخير من رمضان قال رسول الله ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) وعن ام المؤمنين عائشة عن النبي انه قال  ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان , في تاسعة تبقى , وفي سابعة تبقى , وفي خامسة تبقى ) والمشهور عند ابن عباس وغيره من علماء الصحابة انها ليلة السابع والعشرين  وهذا الرأي الذي تعاهدته الامة لرواية ابن عمر ان رسول الله أمرهم بتحري ليلة القدر ليلة السابع والعشرين والتي تصادف يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء .وبما أننا نستعد لاستقبال ليلة القدر والعيد , في ظل انتشار جائحة الكورونا فلا بد من توصيات أولها : الالتزام بطرق الوقاية من عدوى هذا الوباء والعمل بتوصيات اهل الاختصاص ومن لم يسمح له بالصلاة في المساجد يمكنه احياء ليلة القدر بكل تفاصيلها في البيت مع أهله . وهذا ايضا يسري على صلاة العيد , فمن صلى صلاة العيد فليصلها ركعتان  , ولا ننسى اخراج زكاة الفطر ( الفطرة ) قبل صلاة العيد ويستحب في مثل هذه الظروف التبكير بها  والتي تقدر بقيمة 15 شاقل عن كل فرد من أبناء الاسرة يخرجها المكلف بالنفقة عليهم او يخرجها المرء عن نفسه ومن زاد فهو خير له

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *