لقاء مع الباحث البروفيسور هيثم عمل

مراسل حيفا نت | 16/01/2020

لقاء مع الباحث البروفيسور هيثم عمل

هل سيكون هناك علاج لطيف التوحد؟

كطفل، أحببت الغناء. عندما كنتُ في السابعة من عمري، كنت أحد أبناء مهرجان الفستيجال، وهي تجربة كانت واحدة من أجمل تجارب طفولتي. نشأت في عائلة مثقفة، كان أبي مربيًا أنهى درجة الماجستير، في السبعينيات اضطر أن يتوقف عن الدراسة للقب الدكتوراة لأسباب مادية، كما عملت أمي موظفة في بنك.

التحقت بالمدرسة الايطالية (سابقًا) في حيفا، تعلمت هناك خمس لغات وهي: العربية، العبرية، الانجليزية، الايطالية والفرنسية. لقد أحببت اللغات دائمًا، حتى عندما تخرجت من المدرسة الثانوية وانتقلت الى مدينة القدس لدراسة الصيدلة في الجامعة العبرية، كنت أسافر الى حيفا في نهاية كل أسبوع لمواصلة دراسة اللغة الايطالية في المدرسة.

حصلت على درجة الماجستير في علم الأدوية وعلم الأعصاب من كلية الطب في جامعة تل أبيب، حيث بحثت هناك تأثير الحشيش / الماريخوانا على المخ والذاكرة. في العام 2011 عدت الى حيفا لأحصل على شهادة الدكتوراة من كلية الهندسة الكيميائية في التخنيون، حيث تخصصت في مجال تشخيص أمراض السرطان من خلال النفس.

بعد قبولي في دراسات ما بعد الدكتوراة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، كانت الحيرة الكبيرة تتمثل في البقاء في البلاد أو التوجه نحو مدينة بوسطن الباردة، مع زوجتي راغدة وابنتي سما التي كانت آنذاك تبلغ من العمر عامًا واحدًا.

بعد المشاورات والمداولات قررنا السفر الى بوسطن لتحقيق حلمي الأكاديمي. زوجتي توقفت عن عملها خلال الاقامة في بوسطن، حيث عملت  في علاج التوحد وأطفال مع صعوبات عاطفية. بينما التحقت ابنتي سما لروضة أطفال جديدة في MIT فانكشفت على عالم آخر ومختلف في بوسطن. خططنا في البداية للبقاء هناك لمدة عامين، لكننا بقينا لمدة أربع سنوات في الولايات المتحدة، وهي من أجمل سنوات حياتنا.

ركزت بحثي عن التوحّد مع أستاذي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، البروفيسور ستيفن تانينباوم، كان غرضه الأساسي اكتشاف أهداف العلاج الدوائي المستهدفة من الفئران التي لديها طفرة جينية، والتي تسبب سلوكًا يشبه التوحّد. هذه الفئران هي أقل اجاماعيًا ولديها سلوك متكرر وغيرها من الخصائص.

خلال الدراسة بحثنا كيف تسبب الطفرة الوراثية تغييرًا في مستويات البروتين ووظيفته، مثل انزيمات مختلفة في الخلايا العصبية. لقد وجدنا على سبيل المثال أنه هنالك علاقة بين التوحّد والنايتريك أوكسيد ( NO ).

كان هناك مستويات عالية نسبيًا من ( NO ) في المخ، ووجدنا بروتينات مهمة التي تأثرت من ( NO ). قادنا هذا الاكتشاف الى التعرف على الأهداف المحتملة للعلاج الدوائي، والتي سنحاولها في أقرب وقت ممكن على الفئران، وبالتالي فإن الخطوة التالية هي تصميم العلاج الدوائي ، الذي سيغير وظيفة البروتينات، ويجعل الفئران تتصرف بشكل مختلف.

خلال فترة عملي في بوسطن قابلت أطفالًا على الطيف مع آبائهم وفهمت تمامًا الصعوبة التي يعيشونها كل يوم. هذا الأمر شجعني على مواصلة البحث في التوحّد اليوم، كمحاضر كبير (بروفيسور م.) في معهد أبحاث الأدوية، كلية الصيدلة، كلية الطب في الجامعة العبرية، نحاول العثور على العديد من المواد الدوائية التي تمنع السلوك التوحدي في الفئران المتحولة جينيًا. نحاول أيضًا فهم الآليات الجزيئية وتحديد علامات معينة في عيّنات الدم المأخوذة من أطفال مع التوحّد. هذا العمل هو في غاية الأهمية لأنّه قد يؤدي الى تجارب سريرية مستقبلية لعلاج التوحّد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *