الدكتور عزمي شحبري، اختصاصي الجهاز الهضمي والكبد يتحدث عن الحرقة، أسبابها وعلاجها (الجزء الثاني)

مراسل حيفا نت | 13/05/2019

الدكتور عزمي شحبري، اختصاصي الجهاز الهضمي والكبد يتحدث عن الحرقة، أسبابها وعلاجها (الجزء الثاني)

“تؤثر السمنة الزائدة على الحرقة وبسببها يزداد الضغط على المعدة الامر الذي يسبب خروج المواد خارجها”

 

يعاني الكثير من الاشخاص من الحرقة، وخلال شهر رمضان المبارك، قد تزداد المعاناة نظرا لتوفر العديد من الأطعمة المختلفة على مائدة الإفطار والتي قد تسبب الحرقة. للحديث عن الحرقة، أسبابها، علاجها، وتأثيرها، التقينا الدكتور عزمي شحبري، اختصاصي الجهاز الهضمي والكبد وننشر لكم الجزء الثاني من اللقاء.

 

ما هو سبب ارتداد المواد من المعدة؟

 

“السبب لارتداد المواد من المعدة كالعصارة والانزيمات هو خلل وظيفي في عمل المريء والصمام الذي يربط بين المريء والمعدة، والحديث عن عضلة مستديرة تفتح عند البلع وتغلق عند وصول الغذاء الى المعدة، وهذا أشبه بصمام أمان وله وظيفة اخرى، فبعد امتلاء المعدة بالطعام والغازات تنضغط المعدة فيقوم هذا الصمام باجراء تنفيسات صغيرة نسميها بلغتنا العامية “تدريعة” ، حيث يتجشأ الشخص كي لا يصاب بالانتفاخ وبالالام، توجد ايضا اسباب اخرى للارتداد المريئي المَعِدي تحدث بسبب الفتق الحجابي، حيث تحدث احيانا توسعات بعضلة الحجاب الحاجز، ونتيجة لذلك يحدث فتق حجابي، عمليا قسم من المعدة يخرج الى منطقة الصدر وما يحدث اشبه بوجود معدة صغيرة داخل معدة كبيرة، والمسافة بين المعدة والفم تقل، ما يحدث الارتداد. تؤثر السمنة الزائدة أيضا على الحرقة وبسبب السمنة الزائدة يزداد الضغط اكثر على المعدة الامر الذي يسبب خروج المواد خارج المعدة. في بداية الحمل تؤثر الهرمونات على صمام الامان الذي تحدثنا عنه وعند تقدم الحمل يزداد الضغط، كما توجد امراض اخرى تؤثر على المعدة وعمل صمام الأمان، مثل مرض السكري الشائع في المجتمع العربي، وان لم يكن مستوى السكري متزنا لدى الانسان فيؤدي ذلك الى كسل في عمل المعدة، حيث انه وفي الوضع السليم يخرج الغذاء من المعدة خلال ساعتين حتى 4 ساعات، بينما لدى من يعاني من مستويات سكر عالية، يحدث لديهم تأخير في تفريغ المعدة، يصل الى 6 ساعات، وادخال طعام اضافي الى المعدة يؤدي في نهاية المطاف الى ارتخاء في عضلات المعدة، وعدم القدرة على العمل بشكل سليم وخروج المواد من المعدة وهذا يؤدي إلى الحرقة. هذه الامور خارجة عن سيطرتنا، ولعلاجها فاننا نحتاج الى الدواء، لكن توجد اسباب اخرى مرتبطة  بسيطرتنا وتتعلق باسلوب حياتنا، اهمها التدخين، الامر الآخر هو الافراط في المشروبات الكحولية، الافراط بالاطعمة الدهنية، تناول الطعام المليء بالبهارات، تناول العصائر من الحمضيات حيث توسع صمام الامان، معجون البندورة المضاف الى الطبخات والكاتشوب، المشروبات الغازية، شرب القهوة، الشاي والكولا بكميات كبيرة، تناول الحلويات على جميع انواعها خاصة العربية، الضغوطات العصبية، كما توجد الكثير من الادوية التي تؤثر على عمل الصمام، مثل دواء الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم، مضادات الاكتئاب، ادوية الربو، مميعات الدم، وغيرها من ادوية، لذلك من يعاني من الحرقة مفضل ان يستشير الطبيب”.

 

 

ما هي النصائح العلاجية المتبعة للحرقة – الارتداد المريئي والتي تنصح بها انت شخصيا؟

انصح دائما المرضى بـ

*اتباع نهج حياة صحي وسليم، وتغيير نظام الغذاء والابتعاد عن تناول كميات كبيرة من الطعام خصوصا في رمضان.

*شرب كميات كبيرة من الماء، لتحييد الحوامض.

*يجب مضغ الطعام جيدا في الفم

*تجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام، خصوصا قبل النوم وانصح بعدم تناول الطعام قبل النوم (مفضل حتى 4 ساعات قبل النوم).

*تجنب الاطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والتوابل، الابتعاد عن تناول عصائر الحمضيات والمشروبات الغازية، التقليل من شرب القهوة والشاي والكولا.

*التقليل من تناول الشوكولاطة والحلويات وكعك العيد، الابتعاد عن الوجبات السريعة.

*الاقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة.

*تجنب ارتداء ملابس ضيقة جدا، والابتعاد عن التوتر والضغط والاجهاد الشديد، تجنب اخذ العقاقير المسببة لالتهابات المريء”.

 

*ماذا عن العلاج بالأدوية؟

“بالنسبة للعلاج بالادوية فهنا يدور الحديث عن ادوية مضادة للحموضة، توجد ادوية مع وصفات طبية واخرى بدون وصفات طبية، والادوية كثيرة جدا، ومن بين الادوية التي لا تحتاج الى وصفة طبيب، رينيه، تامس، كابسيمول وكذلك مالوكس ومالوكس بلوس، وهذه الادوية شبيهة من حيث التخفيف من شدة الحرقة، لكن الاختلاف بينها يكمن بالاعراض الجانبية لها، مثل الاسهال، الامساك في المعدة وتغيير في نسبة الكالسيوم في الجسم، ودواء مالوكس هو مع اعراض جانبية أقل، ويحتوي على مغنيزيوم والمنيوم ولا يوجد له اثار جانبية، وهو آمن اكثر وبالامكان استعماله باطمئنان عند الحاجة، وبامكان النساء الحوامل تناوله بعد انتهاء فصل الحمل الاول (بعد 3 اشهر من الحمل)، مالوكس موجود على شكل اقراص للمضغ وسائل، لكن من يأخذ ادوية اخرى مثل ادوية القلب وغيرها يجب ان يأخذ الدواء بفارق ساعتين، وان تناول المريض مضادات حيوية فيجب ان يكون الفارق الزمني 4 ساعات، وبامكاننا تناوله بعد نحو 20 دقيقة من تناول الطعام حتى ساعة ، ويخفف من الحموضة وهو معد للحالات الطفيفة ويساعد كثيرا الشخص على النوم مثلا، اما مالوكس بلوس فيتميز بامتصاص الغازات والتخفيف من اوجاع البطن، وموجود أيضا بشكل سائل وأقراص للمضغ”.

 

*وان لم تحرز النصائح والتعليمات والوصفات التي ذكرناها  التحسن المرجو?
“ان لم يحدث تقدم او تحسن في حالة المريض بعد مرور نحو اسبوعين حتى شهر من اتباع النصائح والتعليمات التي ذكرناها، فيجب زيارة طبيب العائلة او طبيب مختص، واجراء الفحوصات اللازمة وتلقي استشارة حول امكانية الحصول على علاج جديد من مجموعة علاجات مثبتات مضخة البروتون مثل لوسيك، لانتون، نيكسيوم، دكسيلنت، وهذه الادوية تقلل من كمية الأحماض في المعدة”.

(تتمة اللقاء في الاسبوع القادم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *