حيفا: الجبهة والعربية للتغيير حصدت غالبية أصوات الشارع العربي رغم عزوف بعض الناخبين عن التصويت

مراسل حيفا نت | 11/04/2019

حيفا: الجبهة والعربية للتغيير حصدت غالبية أصوات الشارع العربي رغم عزوف بعض الناخبين عن التصويت

* مقارنة بالانتخابات البلدية: ارتفاع بالأصوات للجبهة والتجمع، مقارنة بانتخابات 2015:

* المشتركة حصدت أكثر من قائمتي الجبهة والعربية للتغيير والموّحدة والتجمع مجتمعتين.

* عودة يشكر الناخبين العرب وزعاترة يؤكد ضرورة مراجعة أنماط التصويت.

* غطاس يعتبر أن المنافسة كانت بين مشروعين.

تقرير: شاهين نصّار

في انتخابات الكنيست العشرين، حصدت القائمة المشتركة من الأصوات في حيفا 12,363 صوتًا، وشكّلت 8,27% من الأصوات في حيفا. وعلى ما يبدو فإن الأصوات في الانتخابات الحالية لم تنقسم بين القائمتين المتنافستين فحسب، بل تسرّب قسم منها لأحزاب صهيونية، فيما امتنع العديد من الناخبين عن التصويت .

رسميًا، حصلت قائمة الجبهة والعربية للتغيير حسب موقع لجنة الانتخابات المركزية على 7,319 صوتًا. أما تحالف الموّحدة والتجمع فقد حصل، حسب اللجنة، على 1,464 صوتًا. ومعًا فقد حصلت القائمتان على 8783 صوتًا. إذا ما قارنّا هذه النتائج بنتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، فقد زادت الجبهة من قوّتها، حيث حصدت حينها 6,715 صوتًا، بينما حصل التجمع منفردًا على 1,912 صوتًا، أما قائمة حيفانا فقد حصدت حينها 1,229 صوتًا.

ما يؤكده المسؤولون في القائمتين المتنافستين في الشارع العربي في حيفا عمومًا هو أنه رغم نسبة التصويت المنخفضة في بداية النهار، إلا أن الجمهور شعر بالمسؤولية، وخرجوا للإدلاء بأصواتهم في الساعتين الأخيرتين قبل إغلاق صناديق الاقتراع. وفي حيفا على وجه التحديد، تؤكد مصادر حزبية أن النسبة ارتفعت من نحو 25% في صناديق الاقتراع في الأحياء العربية الى نحو 49% عند إغلاقها.

وبالإجمال فقد بلغت نسبة التصويت العامة في إسرائيل 67,9% فقط، وبينما كانت هذه النسبة أدنى من سابقتها عام 2015، حينما بلغت 71,8%، يتضح أن النسبة أعلى من سابقاتها منذ مطلع الألفين. فقد مارس 4,303,415 صاحب حق اقتراع حقهم بالانتخاب من أصل 6,339,7296. قطريًا، حصدت قائمة الجبهة والعربية للتغيير على 192,027 صوتًا، بينما حصد تحالف الموّحدة والتجمع 142,958 صوتًا.

يًذكر أن هذه النتائج غير نهائية، إذ أنه، وحتى إغلاق هذا العدد تواصل لجنة الانتخابات المركزية مراجعة المغلفات المزدوجة والنظر في الشكاوى التي وصلتها من يوم الانتخابات.

ومن بين هذه الشكاوى بالطبع كانت حملة اليمين الشعواء على الناخبين العرب، فبعد أن حرّض نتنياهو طوال النهار ضد الناخبين العرب، خرج يوم أمس الخميس مكتب إعلان وتسويق بادعاء أنه الذي كان يقف وراء حملة إرسال المراقبين من قبل حزب الليكود إلى صناديق الاقتراع في البلدات العربية مزوّدين بكاميرات مراقبة، بهدف “منع التزييف” كما ادعوا. ورغم عدم ورود أي تأكيد رسمي لهذا الادعاء، إلا أن الهدف من هذه اللعبة الانتخابية والتي تنتهك قوانين سلامة ونزاهة الانتخابات، كان على ما يبدو إرهاب وتخويف الناخبين العرب، لدفعهم للامتناع عن التوجه لصناديق الاقتراع والادلاء بأصواتهم.

في حيفا فقد اشتكى بعض الناخبين العرب من محاولات لإخفاء بطاقات الانتخاب لبعض القوائم كالجبهة والعربية للتغيير (و م) والموحدة والتجمع (ض ع م) في بعض صناديق الاقتراع، واتضح أنه كان من قام بقلب الورقة على ظهرها بحيث لا تظهر الأحرف. وتمت معالجة هذه الحوادث على الفور.

كالعادة فإن نسبة التصويت في حيفا كانت أدنى من النسبة العامة وبلغت 59,85%، وتوزّعت أصوات الناخبين الحيفاويين على النحو التالي: كاحول لافان 47261، الليكود 34217، يسرائيل بيتينو 10553، العمل 8219، الجبهة والعربية للتغيير 7319، كولانو 7310، ميرتس 6792، يهدوت هتوراه 5118، زيهوت 3346، اليمين الجديد 3346، اتحاد أحزاب اليمين 3016، شاس 2931، جيشر 2354، الموحدة والتجمع 1464.

وكما هي العادة في حيفا، فإن معسكر الوسط – اليسار هو الفائز، فإذا كان “المعسكر الصهيوني” (حزب العمل) قد حصد أغلبية الأصوات في الانتخابات السابقة (37,8 ألف صوت) هذه المرة رجحت كفة “كاحول لافان” برئاسة الجنرال غانتس. الليكود نفسه زاد من قوته، من أكثر من 31 ألف صوت الى 34 ألف صوت في حيفا 2019. بينما تراجع التأييد لحزب كولانو برئاسة وزير المالية وابن حيفا، موشيه كحلون، من 12,6 ألف صوت إلى 7310 أصوات. وفيما حصدت ميرتس 6,783 صوتًا في 2015، حصدت في الانتخابات الحالية على زيادة من 9 أصوات فحسب!

* زعاترة: الآن كل طرف يعي حجمه جيدًا

من جانبه أكد رجا زعاترة، رئيس كتلة الجبهة في بلدية حيفا ورئيس الطاقم الإعلامي لتحالف الجبهة والعربية للتغيير في تعقيب لصحيفة “حيفا” أنه رغم انخفاض نسبة التصويت في الشارع العربي زادت الجبهة من قوتها وعدد أصواتها حتى قياسًا بانتخابات البلدية التي اعتبر “حققنا فيها قفزة كبيرة”.

وأكد “حملة تحالف الجبهة والعربية للتغيير كانت حضارية ونظيفة، بخلاف حملات أخرى اعتمدت على التخوين والتشويه. أعتقد أن النتائج أظهرت أن الناس عاقبت هذا النهج، ليس فقط في حيفا بل على مستوى الجماهير العربية مجتمعة. وأعتقد أن تسرّب الأصوات للأحزاب الصهيونية هو مؤشر سلبي علينا معالجته”.

وتابع زعاترة “الانتخابات الآن من ورائنا وبات كل طرف يعي حجمه جيدًا، في حيفا وقطريًا. نتوقع قيام حكومة يمين متطرف وهذا يتطلب منا وضع خلافاتنا جانبًا والعمل المشترك في مواجهة التحديات كأقلية قومية وأيضًا على مستوى كل القوى الديمقراطية في المدينة وفي البلاد”.

* غطاس:

من جانبه عقّب إبراهيم غطاس – مندوب تحالف التجمع والموّحدة في لجنة الانتخابات المركزية على نتائج الانتخابات بحديث لصحيفة “حيفا”، مؤكدًا عن رضى فرع التجمع في حيفا بهذه النتائج خصوصًا على حدّ قوله “قد حافظنا على قوتنا في الانتخابات البلدية. ولكن دون شك سنقوم بمراجعة ذاتية”.

وأردف قائلًا “التجمع مرّ بالكثير من الأزمات في آخر دورة للكنيست، ومرّ بكثير من حملات التحريض، والهجمات. وعلى ضوء كل هذه الأحداث نحن راضون.

وأضاف أنه كان يأمل لو حفظت القائمة المشتركة لأنها تتماشى مع رؤية الحزب وبرنامجه بتنظيم المواطنين العرب في البلاد. وأوضح أن تفكيك القائمة المشتركة أزعجنا وهذا انعكس بالصناديق. كما أشار إلى “ارتفاع نسبة التصويت للأحزاب الصهيونية وبالأخص ميرتس. ولكن كونها لم تعبر نسبة الحسم إلا بفضل الأصوات العربية فإن هذا يتطلب مراجعة أنفسنا”، مؤكدًا أنه كان يفضل لو ذهبت هذه الأصوات للجبهة، رغم أن التجمع بحسب قوله يؤمن بالشراكة العربية اليهودية، وبالتالي أشار إلى أن التجمع يفضل التعامل مع حكومة برئاسة حزب العمل أو ميترس عوضَا عن كاحول لافان وزعيميه غانتس ولابيد.

وأوضح “اليوم تنافس مشروعان – مشروع يؤمن بالشراكة العربية – اليهودية، ومشروع آخر يعتبر تنظيم الجماهير العربية بمؤسسة جامعة وممثلة ذات مشروع لجميع المواطنين. نحن لا نتخلى عن الشراكة ولكن نركز على وحدة المواطنين العرب وتنظيمهم لرفع مشروعنا دولة جميع مواطنيها”.

كما دعا غطاس إلى بناء شراكة حقيقية بين التجمع والجبهة على مستوى حيفا وأن ينعكس ذلك على مستوى قطري. واعتبر “دخولنا للكنيست يجيب على الهمّ اليومي المواطنين ولإعطاء نفس لشعبنا، تهمنا الشراكة العربية اليهودية، والتعامل مع كل القوى لأجل تحصيل الحقوق لجمهورنا على المستوى المطلبي اليومي، ولكن كي نتمكن من الخروج من مربع الأحزاب وسقف المطالب، علينا توحيد المواطنين العرب وبناء عنوان لأجل تحسين مكانتنا”.

* عودة: شعبنا أصيل وأثبت نخوته في هذه الانتخابات

وفي حديث لوسائل الاعلام بعد اغلاق صناديق الاقتراع أكد ابن حيفا، ورئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير المحامي أيمن عودة “كنت دوما أؤكد على الانتماء الأصيل والمسؤولية لأبناء شعبنا وقد نواجه أشرس حكومة وأكبر تحريض منذ العام 1948، ولكننا نستجاوز هذه العنصرية وهذا التحريض. وبعد سنة ممثلو هذا الشعب سيخطبون في الكنيست أما المجرم الأكبر نتنياهو فسيجلس في سجن معسياهو. نحن باقون ونريد أن نتطوّر بكرامة وبمسؤولية. لدي تقدير كبير لأبناء شعبنا على هذه الثقة الغالية”.

وأكد “نقول لأبناء شعبنا والقوى اليهودية الديمقراطية الكثيرة التي أيدت شعبنا، نحن حصلنا منكم على الثقة وسنرد لكم بالتضحيات ليس عنكم وانما التضحيات معكم”.

أما بخصوص ارتفاع نسبة التصويت في الساعتين الاخيرتين بالمجتمع العربي فقال “هذه الأصالة”، وأوضح أنه بين الغضب المشروع والعادل والمحقّ لتفكك القائمة المشتركة، تحلّى شعبنا بالأصالة والمسؤولية وصوّت بالساعات الأخيرة. كما عبّر عودة عن أمله بأن تحصد الجبهة مقعدًا إضافيًا في نهاية المطاف.

وأفرزت الانتخابات فوز قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير بستة مقاعد على النحو التالي: المحامي أيمن عودة، د. أحمد الطيبي، عايدة توما – سليمان، المحامي أسامة السعدي، د. عوفر كسيف، ود. يوسف جبارين.

أما عن قائمة الموّحدة والتجمع: د. منصور عباس، د. مطانس شحادة، عبدالحكيم حاج يحيى، ود. هبة يزبك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *