لن أنسى درس الرياضة الأوّل في مدرسة المتنبّي: لقاء حصريّ مع خرّيج المتنبّي مدقّق الحسابات محمود حجازي

مراسل حيفا نت | 07/04/2019

المتنبّي حكاية أجيال وراية بقاء

لن أنسى درس الرياضة الأوّل في مدرسة المتنبّي: لقاء حصريّ مع خرّيج المتنبّي مدقّق الحسابات محمود حجازي
كتَبَت وحاورت: رقيّة عدوي: مُدّرِسة في مدرسة المتنبّي

شابٌّ يأسُرك بثقافته الواسعة، ثقته بنفسه وطموحه الذي لا يعترفُ إلّا بتحقيق المستحيل. له حكايته الخاصّة؛ عنوانها المثابرة والتحدّي حتّى الرمق الأخير وأوّل سطر فيها سأصيرُ يومًا ما أُريد. سار على درب رسمها بالإرادة، المثابرة، الجدّيّة، الاجتهاد، الثقة، الطموح والتصميم. يُفكفك الأرقام ويُدقّق بالحسابات بشغفِ المُخلِص لمهنته والوفيّ لطموحه، يتنقّل بخفّة من المكتبِ إلى الجامعات ليحصد الألقاب تلوى الأخرى وإلى الحياةِ بعزيمة صادقة، وذكاءٍ لا تشوبه شائبة. من مقاعد المتنبّي إلى فجر تحقيق الإنجازات وللحكاية بقيّة وتتمّة.

مدقّق الحسابات الشابّ محمود حجازي في حوار حقيقيّ، صادق، مُغاير وحصريّ مع المتنبّي.

هل لكَ أن تُعرّفنا على شخصك الكريم؟

محمود حجازي، مدقّق حسابات. خرّيج الصرح التربويّ-التعليميّ، المتنبّي لعام 2007.

المتنبّي؛ أين هي المتنبّي في ذاكرتك وما هي حدود مساحتها؟

نظرًا لظروف عصيبة انتقلنا من طمرة للسكن في حيفا، تنقّلت من مدرسة حيفاويّة إلى أخرى فوصلتُ إلى مدرسة المتنبّي ودرست فيها من الصفّ الثامن حتّى الثاني عشر. في الحقيقة بداية سكني في حيفا تزامنت مع بداية الدراسة في المتنبّي وبالتالي كانت الصعوبات كثيرة والتحدّيات كبيرة، والمشكلة الأهمّ التي واجهتني هي التأقلم في المجتمع الحيفاويّ الجديد من جهة، ومن جهة أخرى التقبّل، أيّ تقبّل الطلّاب لي في تلك الفترة، كطالب جديد يدرس معهم، من بيئة مختلفة كلّيًّا، نمط تفكير آخر وتوّجه مختلف للحياة حتّى على مستوى اللهجة كنت مختلفًا عنهم، الأمر الذي زاد من الهوّة بيننا والفجوات فيما بيننا.

كيف كان السبيل إلى التغلّب على ذلك؟

كان في درس الرياضة الأوّل، أنا أهوى كرة القدم ومارستها كثيرًا ولديّ من المهارات الكرويّة الكثير، وكنت أطمح لأنّ أغدو نجمًا رياضيًّا لولا الظروف العائليّة والشخصيّة التي حالت دون ذلك، علاوة على تفوّقي في المدرسة واتّجاهي للدراسة الأكاديميّة. في درس الرياضة الأوّل شاهد زملائي وطلّاب صفّيّ الجانب الآخر من شخصيّتي، جانب اللاعب الماهر الذي استطاع أن يُبهرهم بلياقته البدنيّة، فكانت الرياضة هي البوّابة الأولى التي منها ولجتُ إلى ميدان كسر الحواجز الكثيرة واستطعتُ أن أندمج في المتنبّي أوّلًا والمجتمع الحيفاويّ الجديد ثانيًا.

من أين كنتَ تستمدّ كلّ تلك الطاقة لإتمام مسيرتك والنهوض من عثرة الانتقال من مكان إلى آخر، وخوض تحدّيّات كبيرة أثقلتك كمراهق في تلك الأيّام؟

من أمّي، هي مصدر الالهام والنور في حياتي. أمّي امرأة شجاعة ومقاتلة شرسة لا تستسلم أبدًا، ناضلت في المحاكم كثيرًا وانتقلت بنا إلى حيفا بكلّ ثقة وتحدّي وعلّمتنا أن نحلم وأن نقاتل لنحقّق أحلامنا وإن قالوا عنها هي المستحيل.

ماذا بعد الفراغ من مقاعد المتنبّي؟

عندما انهيت الثاني عشر التحقتُ بكلّيّة مرج ابن عامر لدراسة الاقتصاد وإدارة الأعمال. خلال دراسة اللقب الأوّل، شعرتُ بأنّ مجال الاقتصاد سينقرض نوعًا ما من سوق العمل، بالتزامن مع ذلك كنت ملتحقًا ضمن اللقب الأوّل بمساق تدقيق الحسابات وأبديتُ تفوّقًا به، فالتحقتُ بدراسة تدقيق الحسابات في جامعة بار إيلان بالتزامن مع دراستي في كلّيّة مرج ابن عامر. اليوم أنا كذلك ملتحق بجامعة بار إيلان لدراسة اللقب الثاني في تدقيق الحسابات وإدارة الأعمال أيضًا.

ماذا عن خططك المستقبليّة؟

أطمح لتثبيت أركان مكتبي الموجود في حيفا وافتتاح مكتب آخر لي في طمرة، بلدي التي تركتها قبل سنوات، هي محاولة ربّما لإغلاق الدوائر والثورة على الماضي، سأعود إلى هناك قوّيًّا.

هل من رسالة أخيرة؟

لا تستسلم ما دُمت قادرًا على التحدّي وعندك الإرادة والشجاعة. شمّر عن ساعِد الجدّ واعمل، كافح، تعلّم، أُدرس، أطمح وفكّر دومًا كيف يمكنك أن تصنع مستقبلك بنفسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *