الأقباط

مراسل حيفا نت | 05/05/2017

الأقباط
يعتبر الأقباط في مصر أكبر فئة مسيحيّة في الشّرق الأوسط (من حيث العدد)، إذ يبلغ عددهم قرابة 15 مليون نسمة، وهي تابعة إلى الكنيسة الأرثوذكسيّة المشرقيّة، انشقّت عن الكنيسة الأرثوذكسيّة وتعترف بالمجامع الكنسيّة الثّلاث الأولى: نيقية، قسطنطينية، أفسس.

* الأقباط وأصل التّسمية
استنادًا إلى ما ورد عند المؤرخ اليوناني سترابو (64 ق.م – 21 م)، يرجّح غالبيّة الباحثين على أنّ أصل كلمة الأقباط، يعود إلى اللّغة اليونانيّة، حيث أطلق اليونانيّون على مصر اسم “إجيبتوس” (في الإنجليزيّة Aegyptus، وفي اليونانيّة Αίγυπτος). وهذا يشير إلى أنّ اسم الأقباط كان يطلق على كافّة سكّان مصر دون علاقة إلى الدّيانة المسيحيّة. عند احتلال العرب لمصر، كانت السّلطة بيد المسيحيّين ومن هنا، بدأت كلمة أقباط تشير إلى المسيحيّين لتميّزهم عن باقي سكّان مصر.
ينسب الأقباط المسيحيّون بدايتهم إلى القدّيس مرقس الذي أسّس المسيحيّة في مصر قرابة العام 42 ميلاديّ.. ووفقًا للتّراث القبطي، ولد مرقس في ليبيا وبعد أن انفصل عن بولس الرّسول في روما عاد إلى ليبيا، ومنها إلى مصر فالإسكندريّة. بعد وفاته دفن مرقس في الإسكندريّة، إلّا أنّ تجّارًا من البندقيّة سرقوا عظامه عام 808 ميلاديّ وأخذوها إلى مدينة البندقيّة في إيطاليا، حيث دفنت في كاتدرائيّة سان ماركو. يعتقد الأقباط أنّ رأس مرقس بقي في الإسكندريّة، بينما سرق التّجار الهيكل العظمي للجسم فقط.

* اللغة القبطيّة
يعود أصل اللّغة القبطيّة إلى اللّغة الدّيموطقيّة التي استعملت في مصر القديمة وكتبت بالهيروغليفيّة. أمّا اللغة التي لا زالت مستعملة حتّى أيّامنا في الطّقوس الدّينيّة، فتعود إلى القرن الثّاني ق.م. حينها، انتشر استعمال اللّغة اليونانيّة لدى المتعلّمين والتّجار، بينما كانت الدّيموطيقيّة لغة يستعملها الكهنة المصريّون فقط. لهدف التّواصل مع شعوب أخرى وتطوير التّجارة، بدأ المصريّون بكتابة لغتهم بأحرف يونانيّة ليتمكّن اليونانيّون وغيرهم من الشّعوب، من قراءتها. رويدًا رويدًا ظهرت اللّغة القبطيّة التي هي عبارة عن اللّغة المصريّة بأحرف يونانيّة. وقد ازدهرت اللغة القبطيّة ووصلت قمّة استعمالها، خلال القرن الخامس ميلادي، إذ كانت آنذاك لغة جميع شرائح وطبقات المجتمع المصري (صورة رقم 1 من المتحف القبطي في القاهرة).
من أبرز المكتشفات الأثريّة التي تحمل اللّغة الدّيموطيقيّة، هو حجر الرّشيد (بالإنجليزيّة: Rosetta stone) هو حجر نقش عليه عام 196 ق.م. مرسوم ملكي في ثلاث نصوص: هيروغليفيّة وديموطيقيّة ويونانيّة، كان مفتاح حل لغز الكتابة الهروغليفيّة بيد الخبير الفرنسي شامبليون. سمّي بحجر رشيد لأنّه اكتشف بمدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل في البحر المتوسط. اكتشفه ضابط فرنسي في 19 تمّوز/ يوليو عام 1799م إبان الحملة الفرنسيّة.

* من أبرز الآثار
المواقع الأثريّة المتعلّقة بالأقباط في مصر، غالبيتها متعلّقة بالقبطيّة المسيحيّة وتاريخها في مصر وهي تشمل الكنائس والأديرة. من بين أبرز المواقع نذكر المسار التّقليدي الذي يصفه الأقباط على أنّه مسار العائلة المقدّسة عند وصولهم إلى مصر بعد الهروب من هيرودوس. من بينها دير المحرق المعروف أيضًا باسم “دير مريم العذراء”، الذي يعتبر المحطّة قبل الأخيرة قبل الوصول إلى جبل أسيوط. أمّا المغارة التي سكنتها العائلة المقدّسة في أسيوط فتعتبر أقدم كنيسة في مصر.
أمّا في القاهرة تبرز الكنيسة المعلّقة (صورة رقم 3)، والّتي بنيت على آثار برجين للحراسة كانا على سور المدينة التي بناها القيصر الروماني “ترايان” خلال القرن الثّاني ميلادي. وتشتهر الكنيسة بالزّخرفات القبطيّة التي تزيّنها. كذلك كنيسة القدّيسة بربارة التي يعود تاريخها القرن الخامس ميلادي وكنيسة مريم العذراء من القرن الثّامن ميلادي.
هنالك مكتشفات أخرى تتعلّق بالأقباط؛ فعلى سبيل المثال الأقمشة والتي عثر على البعض منها في الحفريّات الأثريّة تاريخها ما بين القرن الثالث ق.م. وحتّى القرن الثّامن عشر ميلادي. تمتاز الأقمشة بالزّخرفات المتنوّعة (صورة رقم 4)، ورغم تسميتها بالقماش القبطي، إلّا أنّنا لا نستطيع أن نجزم إذا ما كان الأقباط أصحاب الامتياز الوحيد لصناعة الأقمشة.
يجدر الإشارة هنا إلى المتحف القبطي في القاهرة الذي بني عام 1910 وهو يشمل قرابة 16 ألف تحفة أثريّة وفنيّة مرتّبة وفقًا للمواضيع المختلفة: قسم المخطوطات، قسم التّحف المصنوعة من الحجر أو الخشب، وغيرها من الأقسام (المتحف القبطي من الدّاخل).
unnamed (20)

unnamed (19)

unnamed (18)

unnamed (17)

unnamed (16)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *