فاخر بيادسة:
“معطيات مقلقة تُعرض أمامنا في وقت تحاول فيه المصانع تعزيز وجودها وتوسيع نشاطها وتكييف عملياتها بما يزيد التلوث؛ بين تصريحات حكومية عن الإخلاء، وخطوات فعلية تُرسّخ بقاء الصناعات الملوِّثة وتطوير خطوط إنتاج إضافية في الخليج.”
عقدت لجنة البيئة في بلدية حيفا جلسة طارئة وغير اعتيادية، في ظل معطيات جديدة تشير إلى ارتفاع مقلق في مستويات التلوث الصناعي في محيط مجمع “بازن” والمنطقة الصناعية في خليج حيفا، إلى جانب طلبات رسمية لإقامة منشأتين صناعيتين جديدتين: محطة توليد كهرباء ومصنع لإنتاج الكبريت الصلب، الأمر الذي أثار اعتراضًا واسعًا داخل اللجنة.
خلال الجلسة، استعرض اتحاد مدن حيفا لمعالجة البيئة بيانات حديثة تُظهر ارتفاعًا مستمرًا في انبعاث المواد المسرطنة وفي مقدمتها البنزين، إضافة إلى تسجيل تجاوزات بيئية وأحداث تشغيلية أدّت لانبعاث مواد كيميائية وروائح شديدة، ما تطلّب تدخل طواقم طوارئ محليّة داخل المصانع في عدّة حالات.
اللجنة شددت على أن هذه المؤشرات تعزّز المخاوف القائمة منذ سنوات بشأن التأثيرات الصحية والبيئية على سكان حيفا وضواحيها، بما يشمل زيادة الأمراض التنفسية وارتفاع نسب الإصابة بالسرطان، ودعت وزارة البيئة إلى تشديد الرقابة وتكثيف عملها أمام المصانع الملوِّثة في ضوء هذه المعطيات الخطيرة.
*اعتراض على إقامة محطة كهرباء جديدة*
ناقشت اللجنة خطط إقامة محطة كهرباء جديدة بديلة لمحطة تضررت خلال الحرب، وأكدت أن المشروع
يناقض قرار الحكومة بإخلاء المصانع من الخليج،
يرسّخ وجود الصناعة الثقيلة في المنطقة لعقود قادمة، ويمثل تراجعًا عن رؤية بيئية وصحية معلنة
اللجنة أعلنت استعدادها لاستخدام الوسائل القانونية اللازمة لمنع إقامة المشروع، إضافة إلى الاعتراض الذي تعتزم بلدية حيفا تقديمه.
*خطر توسعة إنتاج الكبريت الصلب*
كما بحثت اللجنة نية المصانع بدء إنتاج الكبريت الصلب، في خطوة قُدمت كتحسين لأمان النقل، لكن جهات مهنية حذرت أن العملية فعليًا، تنقل الخطر من الطرق إلى مرحلة الإنتاج نفسها، تزيد من التلوث نتيجة عمليات التحويل والتبريد والتخزين، وتطلق مركبات كبريتية وروائح كيميائية خطرة ممكن ام تؤدي الى تلوث الهواء والمياه الجوفية والتربة، وان تعرّض حياة العمال لمخاطر مباشرة.
ودعت اللجنة وزارة حماية البيئة إلى عدم دعم هذه الخطوة ووقف أي توسع صناعي جديد.
*فاخر بيادسة عضو المجلس البلدي عن كتلة الجبهة*
قال عضو بلدية حيفا وعضو لجنة البيئة فاخر بيادسة:
“التلوث في خليج حيفا ليس مسألة تقنية أو أرقام، بل تهديد مباشر لصحة الناس وجودة الحياة. لا يمكن أن تتحول تصريحات الإخلاء إلى مجرد شعارات بينما تتوسع الصناعات على الأرض.”
وأضاف:
“لن نسمح بأن تبقى حيفا ساحة خلفية للصناعة الثقيلة. سنواصل العمل للضغط من أجل تنفيذ خطة الإخلاء، ووقف أي مشروع يزيد من تلوث الهواء والبحر والتربة، وحماية مستقبل المدينة وسكانها، وسنعمل على كل المستويات — من المتابعة المهنية والضغط القانوني إلى التوعية الشعبية — بما في ذلك داخل المجتمع العربي، لضمان عدم القبول بتعزيز المصانع الملوِّثة التي تطلق السموم إلى أحيائنا.”











