ليس الائتمان فحسب: خطوات يجب على أصحاب الأعمال النظر فيها حاليًا
تفرض الحرب تحديًا كبيرًا لأصحاب المصالح التجارية، وبينما قد يبدو الحصول على قرض حلاً لتخفيف الضغوط، فإن الظروف الحالية في ظل معدلات الفائدة المرتفعة تجعل هذا الخيار أقل جدوى. هناك خطوات أخرى يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا.
حرب “السيوف الحديدية” مستمرة منذ أكثر من عام، ويبدو أن جميع المصالح التجارية في البلاد تتأثر بها. إذ يُبلغ أصحاب المصالح من جميع أنحاء البلاد عن انخفاض حاد في الإيرادات يصل إلى عشرات النسب المئوية، مع مصاعب كبيرة في التدفق النقدي، إلى جانب حالة من انعدام اليقين تعيق اتخاذ القرارات ووضع الحلول. يضاف إلى ذلك انخفاض ملحوظ في “المزاج الاستهلاكي”، مما ينعكس على تراجع الطلب.
“هذه الأزمة التي يواجهها أصحاب المصالح خلال العام الماضي مختلفة ومعقدة”، حسبما يقول السيد جادي شوفال، مدير قسم صناديق القروض للمصالح التجارية في بنك مركنتيل. “فإذا ما قارناها بأزمة كورونا، فسنجد أن هناك فرقًا جوهريًا بين الأزمتين. في حين أن أزمة كورونا كانت أزمة عالمية تأثر بها الجميع بشكل مماثل، فإن الأزمة الحالية محلية، مما يعمق الفجوة بين الاقتصاد الإسرائيلي والاقتصاد العالمي.”
يظهر الفروق بين الأزمتين أيضًا في معدلات الفائدة. “فخلال أزمة كورونا، كانت معدلات الفائدة قريبة من الصفر، مما جعل القروض خيارًا شائعًا وغير مكلف نسبيًا في ظل المخاطر المنخفضة. أما اليوم، ومع ارتفاع معدلات الفائدة بشكل كبير، أصبحت القروض والائتمانات أكثر تكلفة وأعلى مخاطرة”.
في ضوء هذه الظروف، أصدر بنك إسرائيل، مع بداية الحرب، خطة لتأجيل مدفوعات القروض (المبلغ الاساسي والفائدة) لفترة تصل إلى تسعة أشهر. بالإضافة إلى ذلك، أُنشئ صندوق قروض بضمان حكومي بمسار سريع لدعم المصالح التجارية التي تعاني من صعوبات مالية بسبب الحرب. ومع ذلك، أُغلق هذا المسار في أبريل 2024، وتوشك خطة بنك إسرائيل على الانتهاء، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستُجدد وبأي شروط. في هذه الأثناء، لا تزال المزيد من المصالح التجارية مطالبة بالقيام بإجراءات أكثر وأعمق لمواجهة متطلبات المرحلة، وعلى ضوء هذا كله، يقترح شوفال عدة بدائل وخيارات من شأنها مساعدة أصحاب المصالح التجارية:
ضعوا الأوراق على الطاولة: التحديات التي يواجهها أصحاب المصالح التجارية نتيجة الحرب مشروعة ومفهومة. لهذا السبب، من المهم أن تقدموا للبنك صورة واضحة عن وضعكم الحالي دون محاولة تجميل الواقع أو إخفاء التفاصيل. السبب بسيط: عندما تكون لدينا المعلومات الكاملة، يمكننا تقديم حلول أفضل تناسب احتياجاتكم. عدم كشف جميع التفاصيل قد يؤدي إلى انعدام الثقة، مما يضر بعملية إيجاد الحلول. فهم الحالة الخاصة والفريدة لكل زبون يمكن أن يساعد البنك في تصميم حلول ملائمة وذات قيمة.
فكروا بصورة إبداعية: اقرأوا السوق وفكروا في كيفية استخدام خبراتكم ومعداتكم ورأس المال الذي قمتم بجمعه والعمالة التي قمتم بتوظيفها لإجراء تغييرات تزيد من فرصكم لتجاوز هذه الفترة الصعبة. كما قال شوفال: “على سبيل المثال، هناك أعمال متخصصة في المعالجة الميكانيكية وجهت مواردها نحو مشاريع أمنية متزايدة، أو شركات نقل المدارس والعمال التي بدأت بتقديم خدمات نقل لوزارة الدفاع”.
قرض؟ ليس بأي ثمن: لا أحد يعرف متى ستنتهي الحرب، أو كم من الوقت ستستغرق عملية التعافي منها، أو كيف ستكون السنة المقبلة. الأمر الوحيد المؤكد هو حالة انعدام اليقين الحالية. في ظل هذه الظروف، لا يعد الحصول على قرض أو توسيع الإطار الائتماني دائمًا هو الحل المناسب، وقد يؤدي إلى تأخير النمو المستقبلي. فإذا قررتم أن القرض هو الخيار المناسب (ومن الأفضل استشارة البنك في هذا الأمر)، فعليكم دراسة الفائدة، وجدولة القرض، ومقدار السداد الشهري.
قوموا بإجراء تسوية: التوصل إلى تفاهمات مع الموردين الحاليين، إعادة جدولة الديون، أو تحديد شروط دفع أكثر مرونة (أو بدلاً من ذلك، تسوية الديون بشكل فوري) قد تمنحكم مساحة للمناورة المالية.
استغلوا حقوقكم وامتيازاتكم: حتى في هذه الأيام، يمكنكم التقدم للحصول على قروض بضمان الدولة والاستفادة من المزايا والتسهيلات التي تقدمها جهات مثل سلطة الضرائب، بنك إسرائيل، وبعض البنوك الأخرى. زيارة مواقعهم الإلكترونية يمكن أن تساعدكم على فهم الصورة الكاملة والشروط التي تستحقونها.
ليس هناك حل واحد فقط: لا يوجد إجراء يناسب جميع المصالح التجارية. خبراء بنك مركنتيل رافقوا آلاف المصالح التجارية في جميع أنحاء البلاد، وفهموا احتياجاتها وظروفها، وصمموا حلولاً مخصصة لكل منها.
عدم الالتزام بسداد القرض قد يؤدي إلى فرض فوائد تأخير وإجراءات الحجز. لا يجب اعتبار ما ورد كتوصية للحصول على ائتمان وهو خاضع لشروط البنك وتقديره.
|