**رسالة مهمة مع افتتاح العام الدراسي الجديد** بقلم الشيخ رشاد ابو الهيجاء إمام مسجد الجرينة ومأذون حيفا الشرعي

مراسل حيفا نت | 30/08/2024

 

رغم أن مأساة العصر لا تزال تلقي بظلالها، ولا يطيب العيش إلا بوقفها وإحلال الأمن والسلام في المنطقة، إلا أن أجراس المدارس تقرع لاستقبال عام دراسي جديد. وفي ظل إيماننا بأن المجتمع الذي يسعى للرفعة والكرامة لا بد له من أن يغترف من العلم أنفعه، ويستقي من معينه الذي يشفي العليل ويذهب الغليل، أبعث بهذه الرسالة مساهمة مني، لعلها تجد صداها وتثمر ثمار خير في نفوس وواقع أبنائنا.

إيماناً منا بأن العلم يحفظ الدين، ندرك أن العالم لا يمكن له أن يغلو أو يتنطع، بل يبني عقيدته على وعي وإدراك، مبتعداً عن الخرافات والأباطيل. وأي مجتمع يسعى لسلامته وسلامة أبنائه من أسر لا بد له من العناية بالعلوم النافعة التي تحفظ المقاصد الخمسة: الدين، النفس، العقل، المال، والنسل. فالواقع يشهد بأن المجتمع الذي يهتم بنشر العلم والحث على التعلم هو مجتمع حيوي تُؤتي أفعاله أكلها ولو بعد حين، ويؤكد أن الجهل هو أساس المصائب التي ابتُلي بها مجتمعنا.

علينا أن نحث على العلم، ولا يمكن تحصيله بالشكل المطلوب إلا إذا نزل المعلم منزلته التي تليق بالرسالة التي يحملها. ولكي نفهم مدى أهمية العلم ونشره، علينا الرجوع إلى الخطاب الرباني حيث قال الله تعالى لرسوله: “وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا”. ولا غرابة في أن تكون أول آية نزلت على الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) هي “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”. ولا شك أن التفاضل بين الناس يبدأ بالتقوى ثم بالعلم، ولا يمكن الوصول إلى التقوى إلا بالوعي والإدراك والمعرفة بالله، كما قال تعالى: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”.

كما يظهر فضل العلم والعلماء في قوله تعالى: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ”، وقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةِ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الحُوتِ، لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ”. وفي حديث آخر: “يَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْبَحْرِ”.

ومن هنا، نهيب بشبابنا وبناتنا بأن يجدوا في طلب العلم؛ لأن طلب العلم من مهمات الأنبياء، كما يظهر في الخطاب الإلهي الأول لرسوله محمد (صلى الله عليه وسلم). وكذلك نجد في قصة نبي الله موسى (عليه السلام) مع الرجل الصالح، أهمية السعي لطلب العلم والبحث عنه، والحرص على احترام المعلم وتقديره لنيل العلم النافع.

واصدق من قال:

إن المعلم والطبيب كلاهما ** لا ينصحان إذا هما لا يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه ** واصبر لجهلك إن أهنت معلما

ونختم بقول الشاعر:

يا شمعة في زوايا الصف تأتلق ** تنير درب المعالي وهي تحترق
لا أطفأ الله نوراً أنت مصدره ** يا صادق الفجر أنت الصبح والفلق

هذا النص يعزز أهمية العلم ويُظهر فضل المعلمين في المجتمع بطريقة منسقة وجذابة، مع تسليط الضوء على الاقتباسات الدينية والشعرية لدعم الرسالة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *