تعاون مُشترك بين وزارة الصحّة ومشروع “روّاد“ التعليم العالي يُشجّع انخراط الشبان العرب في المهن الصحيّة
عُقد مؤخّرًا لقاء عمل خاص جمع بين وزارة الصحّة ومشروع “روّاد” لإتاحة التعليم العالي في المجتمع العربي. كان هدف اللقاء تشجيع انخراط الشبان في مهن صحيّة في إسرائيل واستعراض الفُرص القائمة في هذا المجال إضافة إلى استعراض مسارات الدراسة والمِنح الخاصة بكل مسار.
اتّضح من المعطيات: إن ثلث الطلاب الجامعيين العرب يدرسون خارج إسرائيل، وأن معظمهم يتوجّهون إلى المهن الصحيّة. ارتفعت نسبة العرب الدارسين في الخارج منذ العام 2012، بشكل دراماتيكي إلى %66. أما السبب الأساس لهذه الظاهرة فهو غياب التناسب بين رغبة الشبان العرب الكثيرين في دراسة مهن صحّيّة وبين العرض القليل لأماكن الدراسة في هذه المجالات داخل إسرائيل.
تظهر الفجوة بشكل خاص في الطبّ ومهن المساعدة الطبيّة. وحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية، إنه بينما يُقبل نصف المرشّحين العرب للدراسة الأكاديمية فإن %37 فقط من المرشحين لدراسة مهن المساعدة الطبيّة و23% فقط من المرشحين لدراسة الطبّ يُقبلون للدراسة.
من اللافت أنه بالرغم من القيود على دراسة مواضيع الصحّة في إسرائيل، فإن جهاز الصحّة نفسه يعتمد بشكل كبير على الدارسين في الخارج. في الفترة بين 2010-2018، ومن مجموع 57,000 إجازة عمل في المهن الصحيّة، مُنحت حوالي 17,000 إجازة منها لخريجين من مؤسّسات تعليميّة في الخارج، %70 منهم من العرب و %30 من اليهود.
على هذه الخلفية عقدت وزارة الصحّة ومشروع روّاد لإتاحة التعليم العالي في المجتمع العربيّ التابع لجمعية “ألومة” لقاءً خاصًّا لتشجيع انخراط شبّان من المجتمع العربي في مهن تتصل بخدمات الصحّة. وقد كشف اللقاء الفُرص والتحدّيات في هذا الفرع وعرض المسارات والمِنَح التي يُمكن أن تساعد هؤلاء الشبان على الاندماج في التعليم والمهن النوعيّة.
ناقش اللقاء الذي شارك فيه عدد من البروفيسوريين الكبار من مشفى إيخيلوف ومحاضرون كبار من كلية الطب في جامعة تل أبيب ومسؤولون كبار في وزارة الصحّة، المعيقات أمام انخراط السكان العرب في الدراسة العليا. وقد عُرضت في اللقاء، من جُملة ما عُرض، معطيات وإحصاءات من مصدرها الأول الموثوق عن الشبان العرب الدارسين في البلاد والخارج وعن الاتّجاهات في المجال والإمكانيات الكامنة لدى الشبان العرب والفُرص أمامهم، وعن العرض والطلب بخصوص القوى البشريّة في المجال وخطط مستقبليّة لوزارة الصحّة.
واللقاء هو جزء من سيرورة تفكير وخطّة عمل مشتركة لمشروع “روّاد” ووزارة الصحّة بهدف التأثير على الجيل الشاب في نقطة مفصليّة من اتّخاذ القرار بخصوص الانخراط في مهن طبيّة والارتقاء نحو مناصب عليا.
مشروع “روّاد” التابع لجمعية ألومة يفتح أبواب الأكاديميا الإسرائيليّة لآلاف الشبان العرب والدروز والشركس والبدو. هدفه تطوير التوجيه الدراسيّ للدراسة العليا ومواجهة المعيقات بدءًا بالمدرسة الثانويّة حتّى الانخراط النوعيّ في الأكاديميا، وتقليص التسرّب وتقصير مدّة الدراسة وتمكينهم من الانتقال اليسير بين المواضيع.
نغم أبو حرفة سمارة، مديرة روّاد، قالت: “يسرّنا أن نتعاون مع وزارة الصحّة بهدف دفع انخراط الشبان من المجتمع العربيّ في المهن الصحيّة. يشكّل هذا التعاون خطوة جدّية في تحقيق رؤيا مشروع روّاد التي تقضي بأن يتمتّع الشبان من كل القطاعات في إسرائيل بفرص متساوية لتحقيق ذواتهم وتقدّمهم المهنيّ. نحن ماضون في وضع الأدوات المناسبة تحت تصرّفهم وتقديم الدعم المطلوب لهم لتحقيق النجاح في دراستهم وفي اكتساب مهنة في هذا المجال”.
ميلة جليطون، مديرة قسم الممرّضات (خريجو وخريجات برامج التأهيل في الخارج) في وزارة الصحة قالت: “مهنة الممرّضات هي مهنة سامية تدمج بين الروح والمهنيّة، يُمكن من خلالها أن تغيّر وتُنقذ حياة آخرين، وأن تتطوّر وتسترزق بكرامة. تعالوا إلى مهنة حياتكم، إلى مهنة كلّها حياة”.
أليكسي بلينسكي، مدير مسؤول في قسم تخطيط القوى البشريّة في وزارة الصحة قال: “جهاز الصحّة هو مثال للتعايش. وعلى الرغم من أن قسمًا كبيرًا نسبيًا من الأطباء والطبيبات في إسرائيل يأتون من المجتمع العربيّ، هناك طاقات كبيرة إضافيّة لانخراط شبان وشابات عربيات في عالم الطب في إسرائيل”.
طالي نيتسان بيطون، مديرة مجال تخطيط القوى البشريّة في مهن صحّيّة، في مديرية التخطيط الاستراتيجي الاقتصادي في وزارة الصحّة قالت: “نحن على اعتقاد أنه بفضل زيادة الانكشاف لدى الشبان والشابات من المجتمع العربي للاحتياجات المتزايدة ولأهميّة هذه المهن وإسهامها في تحسين الخدمات الصحّيّة في المجتمع العربيّ، يُمكننا أن نجذب أفضل الطلاب ليدرسوا ويشتغلوا في هذه المهن الأمر الذي يُحسّن من وضع الصحة للمجتمع العربي ولعامة مواطني إسرائيل.”
د. نور عبد الهادي شحبري، رئيسة طاقم تطبيق الخطّة الصحيّة في المجتمع العربيّ: القوى البشرية من المجتمع العربيّ هي حجر أساس في بناء الثقة بين جهاز الصحة وبين المجتمع العربي. كما أن تشجيع الشبان العرب من المجتمع العربي على دراسة مهن طبيّة سيُساعد الجهاز على تقديم الخدمات الأفضل للمتعالج من ناحية ثقافية واجتماعيّة الأمر الذي سينعكس على شكل تحسين في جودة خدمات الصحّة ومناليتها”.
نجيب عمريّة، الخبير الاقتصادي في وزارة المالية قال: “اكتساب تعليم هو أداة لتقليص الفجوات الاجتماعيّة، وخلق مساواة في الفرص ودفع المراتبية الاجتماعية في الاقتصاد. بالنسبة للمجتمع العربي من المهم بشكل خاص انخراط شبان عرب في دورة الاقتصاد والعمل.”
** تصوير طاقم روّاد.